هل كانت إسرائيل تعلم بقضية تصفية سليماني؟- يديعوت

الساعة 12:23 م|06 يناير 2020

فلسطين اليوم

ايتمار آيخنر .. صحيفة يديعوت آحرنوت العبرية

قائد قوة القدس الذي صفته الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع كان يعتبر على مدى السنين العدو الأكثر وحشية لإسرائيل والتهديد الأكبر عليها. فهو المسؤول عن نظرية الاخطبوط التي أساسها احاطة إسرائيل بالأعداء من كل الاتجاهات – وهكذا الإغلاق عليها وتقييد مجال مناورتها.

مؤخرًا فقط ادعى سليمان نفسه بأن إيران أحبطت محاولة إسرائيلية باغتياله. وفي شهر تشرين الأول الأخير نقل عن رئيس الموساد "يوسي كوهين" خلال مقابلة مع الصحيفة الأصولية "مشبحا" بأن "مع كل الاحترام لنجاحاته فإنه (سليماني) لم يرتكب بعد بالضرورة الخطأ الذي يدخله الى النادي المفتخر لقائمة المصفين المحتملين لدى الموساد. وهو يعرف على نحو ممتاز بأن تصفيته ليست أمرًا متعذرًا".

التصفية، التي تأتي بعد الهجوم الأمريكي ضد الميليشيات الشيعية في العراق، تشكل تغييرًا في كل ما يتعلق بالسياسة الأمريكية في الشرق الاوسط. في إسرائيل لم يخفوا الانتقاد على غياب الرد الأمريكي بعد اسقاط المسيرة الأمريكية في الخليج الفارسي، ومن ثم الهجوم على ناقلات النفط والتهديدات الإيرانية ضد واشنطن – والتي بقيت بلا رد بل وبتلميحات من جانب ترامب بأنه معني بالمفاوضات مع إيران الأمر الذي لم يحصل. بعد قتل المقاول الأمريكي – بدأ التغيير في النهج الأمريكي تجاه إيران. ولكن رغم التصفية – ليس واضحًا هل يعد هذا تغييرًا موضعيًا أم استراتيجيًا. في كل الأحوال، في إسرائيل لم يعترفوا بذلك بشكل رسمي، ولكن لأول مرة منذ عدة أشهر، الانطباع هو أن القدس ليست وحدها في مواجهة العدو الإيراني.

ينعقد اليوم الكابينت السياسي الأمني للبحث في آثار التصفية. في إسرائيل لم ينتظروا وقتًا طويلًا وأعلنوا عن حالة تأهب عالية في كل الممثليات في العالم وفي المؤسسات اليهودية والإسرائيلية. ففي إسرائيل يخشون من أن تحاول قوة القدس الانتقام على تصفية سليماني بعمليات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج، جميعهم أعلنوا عن التأهب.

إسرائيل أغلب الظن وضعت مسبقًا في صورة تصفية سليماني، قبل بضعة أيام من خروجها الى حيز التنفيذ. فقد قال رئيس الحكومة لمحافل سياسية أن الولايات المتحدة تخطط لخطوة ذات مغزى ضد إيران، بل والمح بذلك يوم الخميس الماضي قبل يوم من التصفية. وقبل اقلاعه لزيارة أثينا قال نتنياهو، دون أن يُسأل عن ذلك أبدًا: "نحن نعرف أن منطقتنا تعوج وتموج، تحصل فيها أمور جد جد دراماتيكية. نحن نتابع ذلك بيقظة ونبقي على اتصال متواصل مع صديقتنا الكبرى الولايات المتحدة. نحن نؤيد تأييدًا كاملًا كل خطوات الولايات المتحدة وحقها الكامل في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها".

ينبغي الافتراض بأن الولايات المتحدة أطلعت إسرائيل على الأمر كي لا تتفاجأ وكذا كي تستعد لإمكانية انتقام إيراني يحتمل أن يوجه ضد إسرائيل أيضًا. مؤشر على الاطلاع المسبق كان عودة مستشار الأمن القومي "مئير بن شباط" إلى إسرائيل ليلة الخميس. حيث قررت إسرائيل بقاء تصفية سليمان سرية. ووجه نتنياهو الوزراء الا يتطرقوا للعملية الامريكية والا يجروا مقابلات صحفية في الموضوع. ولكن عضو الكابينت بتسلئيل سموترتيش تمكن من استباقه والتغريد: "الله يرحمه".

وأما الموقف الرسمي من تصفية سليماني هو تعقيب نتنياهو بعد تقصيره زيارته الى اليونان وعودته الى البلاد في موعد قريب من دخول السبت إذ قال: "مثلما لإسرائيل حق الدفاع عن النفس، للولايات المتحدة لها ذات الحق بالضبط"، وذلك قبل أن يصعد الى الطائرة. "قاسم سليماني مسؤول عن موت مواطنين أمريكيين وأبرياء كثيرين آخرين، وقد نظم أعمال هجومية أخرى. الرئيس ترامب جدير بكل تقدير، نحن نقف تمامًا الى جانب الولايات المتحدة في كفاحها العادل".

وانضم رئيس أزرق أبيض، النائب بيني غانتس الى نتنياهو وهنأ الولايات المتحدة قائلًا: "إن تصفية سليماني هي رسالة لكل رؤساء الإرهاب العالمي – دمكم في رأسكم. أحيي رئيس الولايات المتحدة ترامب على قراره القيادي والشجاع. في أمن الدولة لا يوجد ائتلاف ومعارضة".

عودة نتنياهو الى البلاد قد جاءت بهلع وضغط كبير، مع تخوف شديد من أن تهبط الطائرة في مطار بن غوريون بعد دخول السبت. من تبقى في اليونان وقضى نهاية الأسبوع هناك كانت عقيلة رئيس الحكومة سارة والابن أفنر. فقبل أقل من ساعة من دخول السبت هبطت طائرة نتنياهو في إسرائيل، وفور ذلك تلقى نتنياهو آخر الأنباء عن الوضع في المطار، وفي غضون ذلك أجرى وزير الجيش "نفتالي بينيت" تقيمًا للوضع في الكريا بمشاركة رئيس الأركان، ورئيس الموساد، ورئيس هيئة الأمن القومي، ورئيس شعبة الاستخبارات وضباط كبار آخرين.

كلمات دلالية