جباليا تغرق كاشفة ضعف البنية التحتية في شتاء قاسٍ

الساعة 05:53 م|05 يناير 2020

فلسطين اليوم

سجلّ مخيم جباليا شمال قطاع غزة، رقمًا قياسيًا على مدار السنوات السابقة، في تعرضه للغرق بفعل مياه الامطار في فصل الشتاء، فيما ينتظر أهالي المخيم  تقديم رؤية استراتيجية من الجهات المختصة في التوصل إلى حل جذري ينهي المشكلة المتراكمة، بعدما أرقتهم من الخسائر الفادحة.

وخلال الساعات القليلة الماضية، تعرضت وللمرة الثانية في أقل من شهر عشرات المنازل، وسط مخيم جباليا، مقابل محطة تمراز للبترول، ومنطقة الصحوة وشارع العلمي، للغرق بمياه الامطار وامتزاجها بمياه الصرف الصحي (المجاري)، فيما تتنصل الجهات المعنية من مسؤولياتها القائمة بالحد من الغرق وسحب المياه فورًا، كذلك تعويض المنكوبين.

وزارة الزراعة في غزة، أكدت، اليوم الأحد، أن نسبة الأمطار التي هطلت على قطاع غزة خلال الساعات الماضية، بلغ متوسط هطولها 42% ملم بكمية 45.4مليون متر مكعب، ومتوسط الهطول لكافة المناطق بلغ 157.5ملم.

"منذُ الساعة التاسعة ليلاً امس، لحظة بدأ المنخفض الجوي، حتى الساعة الواحدة ظهرًا، ومنطقتنا غارقة في مياه الامطار"، يقول المواطن يوسف البرعي لـ"فلسطين اليوم الإخبارية".

ويضيف البرعي، ان منسوب مياه الامطار ارتفعت لتصل إلى نحو 90 سم، إذ تسربت المياه الممزوجة بالصرف الصحي إلى داخل بيته بالطابق الأول من أصل ثلاث طوابق، لساعات طوال، فيما حاول أهالي الحي الاتصال بالجهات المعنية، لكن دون رد.

ويذكر أن عائلته بقيت محتجزة داخل المنزل، لأكثر من 15 ساعة، نتيجة ارتفاع منسوب مياه الامطار امام منزله، كما انّ محله الذي يقع أسفل البيت والتي يسترزق منه لعائلته المكونة من 8 افراد، أغلقَ، أثناء فترة الغرق.       

ويوضح انه لا زالت تفوح روائح كريهة من الشوارع والمحلات والبيوت بفعل مياه الصرف (المجاري) المتسربة، مشيرًا إلى ان رجال الدفاع المدني وصلوا صباح اليوم، وباشروا بإنقاذ الناس، خاصة المرضى العاجزين عن الحركة.

وعزا المواطن البرعي، تعرض منطقته للغرق، الى قلة تنظيف المصارف من قبل المعنيين، بالإضافة إلى نثر الاهالي القمامة واكياس النايلون في الشوارع، التي تتسرب إلى المنهال وتتكدس بكثرة، الامر الذي يمنع تصريف مياه الامطار، وبالتالي حدوث حالات الغرق.

ويطالب البرعي، جميع المعنيين بالتوصل إلى حل جذري مناسب، يَحد من تعرض المنطقة إلى الغرق في الأيام المقبلة، خاصةً مع قدوم المنخفضات الجوية القوية.

خسائر فادحة

حال المواطن محمد شاهين، فهو لا يقل ضررًا عن سابقه، فقد تعرض محله التجاري "الأدوات المنزلية"، للغرق التام، بينما تكبد خسائر فادحة نتيجة تسرب المياه للأغراض الموجودة.

ويقول شاهين، لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، إنّه تكبد خسائر مالية بفعل تسرب مياه الامطار وتعطل الأدوات وأغراض المحال، بمبلغ قدره 6 آلاف شيكل، ما عرضه لخسارة أكبر بإغلاق محله، وهو مصدر رزقه الوحيد.

ويضيف، انّ العامل الجغرافي لمفترق جباليا يعرضها للغرق، إذ تتجمع مياه الامطار الغزيرة من أربع جهات وهي: (الفالوجا، تل الزعتر، بركة أبو راشد، جباليا البلد)، في منطقة منخفضة على شكل بحيرة كبيرة، بالإضافة الى ضعف البنية التحتية المتهالكة، وطفح مناهل الصرف الصحي.

ويذكر المواطن، ان حوالي 30 محل وعشرات المنازل تعرضوا للغرق منذُ ليلة أمس، حتى الآن، موضحًا انه سحب المياه من محله الذي يبلغ مساحته نحو 200 متر، صباحًا بجهود ذاتيه وبمساعدة اشخاص آخرين، لكن روائح كريهة تتصاعد من المكان نتيجة طفح (المجاري).

ودعا شاهين، بلدية جباليا والمعنيين لتعويض خسارته، إلى جانب تنظيف الشوارع الوسخة، وتسليك المنهال الصرف الصحي.

وتعرضت منطقتي "الصحوة" وشارع العلمي، في مخيم جباليا، إلى غرق كبير بفعل ارتفاع مياه الامطار، اليوم، فيما تسربت المياه داخل بيوت الناس بقوة، واحتجزتهم لساعات عدة، قبل تدخل رجال الدفاع المدني في إنقاذ أهالي المنطقتين، خاصة كبار السن والمرضى.  

واكد عضو المجلس البلدي، اسماعيل أبو سخيلة، خلال ورشة عمل نظمتها البلدية يوم الخميس الماضي، أن إدارته تتابع عن كثب مجريات المنخفض الجوي، كما أنها نفذت العديد من المشاريع التي تَحد من الغرق في المناطق الحيوية.

وذكر أبو سخيلة، ان نحو 80 منزلاً في منطقتي أبو راشد والعلمي، تعرضوا للغرق، بفعل مياه الامطار الغزيرة، في الأيام القليلة الماضية، فيما تبقى مسألة التعويض مترنحة لقلة التمويل والدعم من الجهات المحلية والخارجية.

ومن جانبه، أعلن رئيس بلدية جباليا، ا. عصام جودة، عن توقيع اتفاقية مع الدفاع المدني تقضي بموجبها وضع حلول لأصحاب المنازل المنخفضة عن الشوارع العامة، والمنازل المنخفضة، للمواسم المقبلة.

وأكد جودة، انه اتفق مع الدفاع المدني، على حصر عناوين المنازل التي غرقت في المنخفض الجوي الأخير، لتقديم الدعم المالي إذا تقدمت من الجهات المعنية.

وقال، "إنّ البلدية تخطط لفصل المنطقة الغربية لجباليا من خلال مشروع جديد بمبلغ قدره 500 ألف دولار"، مضيفًا ان المشروع يهدف للتخفيف من كمية الأمطار المتجمعة في بركة أبو راشد.

وأوضح، أن كمية الأمطار التي هطلت على جباليا هي الأعلى في غزة، وبلغت حوالي ربع كمية الأمطار الموسمية، داعيًا انه السبب في غرق بعض المناطق المنخفضة، وعدم قدرة مضخات التصريف على مجاراة كمية الأمطار.
ولفت، إلى أن البلدية عمدت التخفيف من الضغط على بركة ابو راشد وسط جباليا، عبر مد خطوط تصريف لمياه الأمطار من مناطق شرق جباليا إلى الأحواض الشمالية مباشرة.

dbynD

snM9S


 

 

كلمات دلالية