في صباح يوم الجمعة، فاقت منطقة الوطن العربي، على فاجعة حقيقة، باستهداف الطائرات الامريكية للشهيد قائد فيلق القدس قاسم سليماني برفقة آخرين، بقرب من مطار بغداد الدولي.
ولطالما سمعنا عن شخصية قاسم سليماني، ذات الوزن الثقيل في محاربة قوى الاستعمار الأمريكي والصهيوني ومخططاتهم في المنطقة العربية، فكان مسؤول جلي عن ملفات حساسة وحيوية خاضعها في العراق وسوريا ولبنان وصولاً إلى دعم حركات المقاومة الفلسطينية في مجابهة الأدوات الغربية بما فيها "إسرائيل".
ولد الجنرال قاسم سليماني يوم 11 آذار/ مارس من العام 1957، في بلدة رابور في محافظة كرمان في إيران، لأسرة تعتاش من الحرث والفلاحة.
وفي العام 1980، التحق بالحرس الثوري الإيراني وهو في العشرينيات من عمره. وجرت لاحقًا ترقيته حتى أصبح واحدا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية.
وواصل قاسم سليماني تقدمه في الحرس الثوري، إذ تولى في تسعينيات القرن الماضي قيادته للحرس الثوري في محافظة كرمان الحدودية مع أفغانستان، ومكنته تجربته القتالية والعسكرية في وقف تهريب المخدرات من أفغانستان إلى تركيا وأوروبا عبر إيران.
وتولى آخر منصب له في العام 1998، عندما عين قائدا لفيلق القدس في الحرس الثوري خلفا لأحمد وحيدي.
واعتبر قاسم سليماني أحد المرشحين البارزين لخلافة يحيى رحيم صفوي في قيادة الحرس الثوري، بعد استقالته في العام 2007.
وتقدّر مصادر استخباراتية أميركية أن سليماني درب المقاتلين العرب في البوسنة بغية إرسالهم عبر الحدود الإيرانية الأفغانية في عامي 1996 و1997، وسط تصاعد التوتر بين إيران وحركة طالبان خلال حكمها لأفغانستان.
وفي 2011 قام الإمام السيد علي خامنئي، بترقية سليماني من لواء إلى فريق في الحرس الثوري، ويطلق الإمام الخامنئي على سليماني لقب "الشهيد الحي".
وتولى سليماني بأمر من الإمام الخامنئي مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول، منها لبنان والعراق وأفغانستان، التي يجري اختيار الكثير من كوادر سفارات إيران فيها، من بين ضباط الحرس الثوري الإيراني.
وفي النصف الثاني من عام 2012، تدخل قاسم سليماني بنفسه إدارة المعركة في سوريا في المعركة من قاعدة في دمشق. وكانت معركة القصير إحدى أهم المعارك التي أشرف عليها سليماني وتمكن من استردادها من الجماعات المسلحة في مايو/ أيار 2013، فضلاً عن مشاركته في محاربة داعش في سوريا والعراق والمساهمة في تحرير العراق من التنظيم الإرهابي إضافة إلى المساهمة في تحرير مساحات واسعة من سوريا لا سيما في منطقة البادية.
وفي مطلع شهر تشرين الثاني/ أكتوبر من العام الماضي، أعلن رئيس استخبارات حرس الثورة الإسلامية في إيران، حجة الإسلام حسين طائب، إفشال مخطط إقليمي لاغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، واعتقال فريق الاغتيال.
ليوم تحققت أمنية اللواء قاسم سليماني فحمل لواء الشهادة كما كان يريد .. فالشهيد الذي شارف على الثانية والستين من العمر قضى اربعين عاماً منه في العمل العسكري وهو ينتقل من جبهة حرب الى اخرى عاش مع ازيز الرصاص وصوت القذائف لم يُغمض له جفن وكان يحلم أن يتقاعد على طريقة زملائه الشهداء .
في الجمهورية الاسلامية الإيرانية هو مفخرة يرون فيه قائداً رمزاً وليس رجل مكاتب حاضر بقوة في وقت الازمات التي مرت على البلاد من حضوره في مواجهة الحركات الانفصالية الداخلية مباشرة بعد انتصار الثورة الى الحرب ضد صدام حسين الى مطاردة الجماعات الارهابية على الحدود الايرانية الباكستانية ليصبح في بضع سنوات واحداً من بين عشرة قادة عسكريين مهمين في الفرق العسكرية المنتشرة على الحدود .
وفي عام ثمانية وتسعين شكّل تحولاً في حياة الشهيد قاسم قاسم سليماني فقد عُيّن قائداً على قوة القدس في الحرس الثوري خلفاً للجنرال احمد وحيدي ، ليضع بصماته في اهم التحولات التي شهدتها المنطقة وصفته مجلة نيوزويك الاميركية بأنه قاتل أميركا. ويعتبره الغرب واحداً من اهم صناع القرار في السياسة الخارجية الايرانية وذهب اخرون بوصفه الحاكم في الكثير من دول المنطقة بعد تجلّي انجازاته في لبنان والعراق سوريا وفلسطين واليمن والقائمة طويلة حيث بصماته واضحة عندما اعلن اللواء سليماني عن نهاية مشروع داعش في المنطقة وضعه الاميركيون على لائحة الارهاب واصبح مطلوباً حياً او ميتاً لكن عند الامام الخامنئي القاعدة عكس ذلك فالمطلوب على القائمة السوداء محبوب ومقرب لديه ، وصفه بالشهيد الحي وقلده وسام ذولفقار وهو ارفع وسام في الجمهورية الاسلامية تعبيراً عن المستوى العالي للخدمات التي قدمها لايران ودول المنطقة .