تقرير "منار الشويكي"...أربعة سنوات بلا شمس ولا سماء

الساعة 03:59 م|31 ديسمبر 2019

فلسطين اليوم

لم تكن عائلة الأسيرة " منار الشويكي" من مدينة القدس المحتلة، تتوقع الإفراج عنها خلال المحكمة التي عقدت لها للنظر باستئناف النيابة الاحتلال على قرار سابق بالإفراج عنها وفقا لقانون " ثلثي المدة" أو ما يعرف ب" الشليش"، حتى هي التي عرضت على ثلاث جلسات محكمة خلال الأسبوع الذي سبق ذلك، "كان القرار غير متوقعا لي ولا لعائلتي" قالت.

ولعل ردة فعل العائلة كان سببها أنها لا تأمل من الاحتلال الكثير، وهو الذي حكم على طفلة لم تتجاوز في حينه سته سنوات فقط لحيازتها سكينا في حقيبة مدرستها، ولكن ما لم تتوقعه منار وعائلتها حدث بالفعل عندما نطق قاضي المحكمة المركزية في حيفا بقرار الموافقة على الإفراج عنها بعد أربعة سنوات من اعتقالها.

تقول الشويكي ل" فلسطين اليوم": لم تخبر عائلتي أحدا عن المحكمة كي لا تعود وتعيش نفس الحزن والحسرة مرة أخرى، كان شيئا لا يصدق".

وعرضت الشويكي أول مرة أمام محكمة "الشليش" في سجن الدامون ب(17 كانون أول/ ديسمبر)، وبعد دراسة الملف من قبل القاضي والمحامين ردوا بإنها " كانت حين اعتقالها طفلة والحكم الذي حصلت عليه كان لإرضاء الشارع الإسرائيلي الغاضب في حينها، وأن التهمة النهائية التي حكمت عليها لا تستدعي هذا الحكم العالي بحقها"، وأمهل القاضي سبعة أيام للاستئناف، على قرار الإفراج عنها.

يوم الإثنين (23 كانون أول/ ديسمبر) قدمت النيابة الإسرائيلية استئنافها ضد القرار، فتقرر عقد محكمة في اليوم التالي، والذي قرر القاضي عقد محكمة أخرى بعد يومين (الأربعاء 23 كانون أول/ ديسمبر) أبلغت العائلة وعقدت المحكمة المركزية في حيفا وبحضور ثلاثة قضاة والذين قرروا "الإفراج عنها لعدم تناسب حكمها مع التهمة التي وجهت لها".

القرار كان صدمة وفرحة كبيرة لمنار وعائلتها وخاصة مع مرافعة نيابة الاحتلال التي حاولت تعطيل القرار، وتقديم حججا وتهما جديدة للملف، بأنها ناشطة في السجن وكانت تقوم بإرجاع وجبات فردية في السجن.

 واعتقلت الشوبكي خلال خروجها من مدرستها في البلدة القديمة من القدس المحتلة، في 22 كانون أول/ ديسمبر 2015، ووجهت لها خلال التحقيق تهمة محاولة قتل، ثم محاولة طعن، ـولكن المحامي أستطاع اثبات بطلان هذه التهم وكانت التهمة النهائية حيازة سكين في حقيبتها المدرسية.

ولم تكن فترة التحقيق مع الشويكي سهلة، ورغم أنها كانت طفلة إلا أن الاحتلال لم يراعي ذلك، وقدمها للتحقيق أربعة مرات في مركز تحقيق " القشلة بالقدس، بدون وجود عائلتها، حيث كان الاحتلال يحتال على القانون الذي ينص بوجود العائلة خلال التحقيق، باستدعائهم للتحقيق في مركز تحقيق أخر وبنفس موعد التحقيق مع أبنتهم.

ولم تكن السنوات الأربعة التي قضتها الشوبكي في السجن سهلة عليها ولا على عائلتها، وهي الطفلة التي كبرت في السجون، في ظروف صعبة للغاية:" واكبت أصعب سنوات مرت على الأسيرات، وخاصة في فترة نقلهن من سجن الدامون إلى هشارون والإضراب الذي خضناه جميعا لتحسين ظروف اعتقالنا".

ولكن الشويكي كانت محظوظة بوجود أسيرات حين اعتقالها ساعدنها ووقفن إلى جانبها لتتجاوز هذه الظروف هي وباقي الأسيرات القاصرات في تلك الفترة:" كانت الأسيرة لينا الجربوني ومنى قعدان وياسمين شعبان ودنيا واكد، مسؤولات عن القسم حين اعتقالي، وكان وجودهن يخفف علي وعلى الأسيرات القاصرات الكثير".

وتركت الشويكي خلفها 41 أسيرة يعشن ظروفا معيشة سيئة للغاية في سجن حيث البرد الشديد وانعدام وسائل التدفئة، والساحة غير المهيأة وعدم وجود إجراءات الأمان للكهرباء، والنقص في مواد المطبخ والكانتين، ووجود الكاميرات المراقبة في الساحة وهو حرم الكثير من الأسيرات من تعرضهن للشمس لسنوات.

وتحدثت الشويكي عن معاناة الأسيرات المريضات، وخاصة الأسيرة إسراء الجعابيص، والتي تماطل إدارة السجون من جديد بتقديم العلاج لها، أو إجراء العمليات التي كانت مقرر لها، والأسيرة نورهان عواد، التي تعيش مع رصاصة مستقرة في جسدها دون تقديم أي رعاية طبية أو فحوصات دورية لها، وذات الحال للأسيرة شروق دويات ومرح باكير، وكلهن أصبن بإصابات خطرة خلال اعتقالهن.

رغم صعوبة الاعتقال تمكنت الشويكي من اكمال دراستها الثانوية في السجن بمساعدة الأسيرات، وحصلت على معدل 88.3% وهو ما سيمكنها من الالتحاق بالجامعة مع بداية الفصل الدراسي الثاني بداية العام 2020.