تقرير ورود غزة.. حالة موت سريري تنتظر من يعيدها للحياة

الساعة 03:43 م|31 ديسمبر 2019

فلسطين اليوم

يستعد المزارعين في قطاع غزة لقطف الورود والزهور من مزارعهم ودفيئاتهم الزراعية، إيذانا بموسم جديد يأمل فيه المزارعين أن تزدهر الأوضاع الاقتصادية والسياسية في القطاع وتعود كما كانت عليه سابقًا لتصديرها للخارج.

ويستغل المزارعين قطف الورود والزهور في هذا الوقت بالتحديد تزامنًا مع احتفالات رأس السنة الميلادية ٢٠٢٠، لبيعها للمحال التجارية لتسويقها في أوقات الاحتفالات السنوية والمناسبات العامة خلال العام.

مئات المزارعين المنتشرين في أنحاء قطاع غزة لم يتبقى منهم سوى القليل والذين ما زالوا يزرعون الورود والأزهار، ويكتفون بزراعة بعض الأنواع المرغوبة بها من قبل المحال التجارية الخاصة بالزينة، في حين حوّل غالبية المزارعين مشاتل الأزهار خاصتهم لزراعة الخضروات لتوفر لهم قدرا من المال يعيلون به أسرهم.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" هاتفت الناطق باسم زراعة أدهم البسيوني، الذي أكد أن زراعة الورود تتعرض لانهيار كامل منذ عدة سنوات بعد أن كان قطاع غزة يشتهر بتصديرها إلى العديد من الدول العربية والأوروبية، وتجوب أنحاء العالم.

وقال البسيوني، إن مجموع الأراضي المزروعة بالورود والزهور تبلغ (11 دونمًا) وتقع في المناطق الشرقية لقطاع غزة، مشيرًا إلى أنها تغطي حاجة السوق المحلية، بالإضافة إلى بعض نقاط البيع المتفرقة في أنحاء القطاع.

وحول أسباب تراجع زراعة الورود في غزة، أضاف أنها نتيجة عدم توفر الظروف التسويقية وإغلاق المعابر، مشيرًا إلى أن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ نحو 13 عامًا يعد العقبة الأكبر في ازدهار زراعة الورود.

وأكد البسيوني، أن زراعة الورود من ضمن أهم المحاصيل التصديرية إلى الخارج قبل عدة سنوات، لافتًا أن قطاع غزة من الدول التي تصدر الورود والازهار إلى دول العالم، وكانت تزدهر خاصة في هذه الأوقات في أعياد الميلاد.

على الصعيد ذاته، أشار إلى أن زراعة الورود تحتاج لرعاية واهتمام كبير، ناهيك عن ارتفاع تكاليف الزراعة مقابل عدم وجود مردود مالي، مبينًا أن هناك مزارعين عزفوا عن زراعة الورود، ما اضطرهم للعمل في مجالات أخرى.

وأوضح أن إعادة خط انتاج الورود والزهور للإنتاج يحتاج إلى ضمان عمل المعابر، وسماح الاحتلال بتصدير إلى الخارج وفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وإيجاد حل للمشاكل التي تعيق عجلة الاقتصاد الزراعي والصناعي المتدهور.

ويهتم المزارعين في قطاع غزة بزراعة 10 أنواع من الورود، منها الجوري والزنبق، والقرنفل، الخرسيوت، وسيناتوس.

وحسب مزارعين، كانت ورود وأزهار غزة تصدّر لجميع أنحاء أوروبا بأسعار عالية في مثل هذا الوقت منذ عام 1993 حتى 2007، وتقلصت تدريجيًا، ودعمتها دولة هولندا لعدة سنوات حتى عام 2014، فيما توقف التصدير بعدها بشكل كامل.

وعن المشروع الهولندي الذي كان يأوي ورود قطاع غزة، فقد بدأ عام 2006، ويعد نقطة تحول إيجابية لأصحاب مزارع الذين تم دعمهم بمبلغ ثلاثة آلاف دولار لكل ألف متر مربع آنذاك، وتوقف المشروع الهولندي في بداية العام 2012، بسبب العوائق التي كان يضعها الاحتلال أمام هولندا.

الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفي فقط بمحاربة ورود غزة بمنع تصديرها فقط، فقد جرّف في العدوان الأخير عام 2014 ما يقارب (2500 دونمًا) من شتى أنواع الورود، ما تسبب بخسائر كبيرة وحرم المزارعين من تحقيق أرباحها التصديرية للدول الأوروبية، حيث تباع الوردة الواحدة في السوق المحلية بـشيكل واحد.

الجدير بالذكر، أن مساحة الأراضي المزروعة بالورود في قطاع غزة عام 2014 كانت تبلغ حوالي (1200 دونمًا)، وبدأت تندثر بشكل تدريجي حتى وصلت إلى يومنا هذا إلى 11 دونمًا في المناطق الشرقية لمدينة خان يونس ورفح جنوب القطاع.

298ac28c-46b3-4692-9d8a-4d5d3b075220
c84c5591-317c-44e3-bce3-c47609012175
2f01bdad-08e6-4f16-8954-d8f1cc8eac93
079e3a2d-7a31-49f8-87d1-9652e66b58bb
"صور من الانترنت"

كلمات دلالية