على دوار المنارة وسط رام الله جلست والدة الأسير المضرب عن الطعام " أحمد زهران" مثقلة بألم متابعة أخبار أبنها المضرب عن الطعام منذ 100 يوم في سجون الاحتلال، دون أي أفق للتوصل لحل لقضيته، فالاحتلال لا يزال يرفض الإفراج عنه أو تحديد موعدا لإعتقاله الإداري.
والدة الأسير زهران، كانت اليوم الإثنين (29 كانون أول/ديسمبر) في اعتصام دعت له العائلة للتذكير بقضية أبنها، شارك فيها أبناء قريته " دير أبو مشعل" الواقعة إلى شمال غرب رام الله، وعشرات العائلات الأسرى في السجون وممثلي المؤسسات المتابعة لقضايا الأسرى، طالبوا خلالها بمزيد من الدعم والتضامن مع الأسير " زهران" وكافة الأسرى في السجون الذين يتعرضون للتعذيب والقمع في السجون الصهيونية.
وفي حديث معها، قالت الوالدة إن ما تطلبه العائلة هو دعم وأسناد للأسير الذي يدخل يومه ال100 من الجوع والألم، نقل خلالها عشرات المرات إلى المستشفيات، وتابعت:" نريد من المحامين زيارته والاطمئنان عنه، ونقل أخباره لنا، نحن لا نعلم شيئا عنه".
الوالدة تحدثت بحسرة وألم "مشان الله أي حد بيقدر يساعد يساعده" قالت، مشيرة إلى أن العائلة عاشت الأيام الأخيرة أصعب أيام الإضراب بانتظار عقد المحكمة للرد على الاستئناف الذي قدم الأسبوع الماضي (19 كانون أول/ديسمبر) ضد قرار سابق لتثبيت اعتقاله الأخير في بداية نوفمبر الفائت لأربعة أشهر جديدة.
وكانت محكمة الاحتلال العليا أجلت البت في هذا الاستئناف، وأمهلت نيابة الاحتلال، التي اعترضت عليه، يومين لتقديم بينات تستدعي استمرار أعتقله، خلالها أعيد التحقيق معه في عيادة سجن الرملة حيث يحتجز بظروف صعبة من قبل محققين من مركز تحقيق المسكوبية، وفي 23 ديسمبر عقدت الجلسة الثانية التي قالت النيابة أنها لم تتمكن من جمع البينات بسبب حالته الصحية، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم (30 كانون أول/ديسمبر) تماطل نيابة الاحتلال بتقديم البينات التي طلبتها المحكمة.
وبحسب مصادر في نادي الأسير فإنه من المتوقع أن تطلب النيابة العامة تحويل ملفه من الإداري إلى قضية، وتقديم لائحة اتهام ضده بعد التحقيق الذي سيجري معه.
ويرفض الأسير زهران أي نوع من الوعود التي قدمتها إدارة السجون لفك إضرابه، ويصر على اتفاق مكتوب ويتضمن تحديد واضح لنهاية إعتقاله الإداري، علما أنه كان قد تلقى وعودا بالإفراد عنه وعدم تمديد إعتقاله الإداري في تموز/يوليو الفائت بعد إضراب 39 يوما، ولكن الاحتلال بدل الإفراج عنه قام بتمديد إعتقاله أربعة أشهر أخرى.
من جهتها دعت زوجته " أم عمر" إلى مزيد من الاهتمام بقضيته وتفعيلها في الشارع، بعد التعنت الكبير من إدارة السجون في التعامل مع ملفه ورفضها طرح أي حل لوقف إضرابه.
وقالت الزوجة إن زهران بحاجة لدعم رسمي وحقوقي وشعبي، مطالبة المؤسسات الدولية والحقوقية العمل الجاد على إنقاذ حياته.
وبحسب الزوجة فإن العائلة حرمت من زيارته أو الاتصال به طوال هذه الفترة، وأن ما يصلها هو ما تسمعه عبر الإعلام من تردي وضعه الصحي ونقله إلى المستشفيات المدنية كل حين.
وليس هذا الاعتقال الأول لزهران فقد قضى في سجون الاحتلال أكثر من 15 عاما، وهو ما جعله يرفض اعتقاله الإداري بلا تهمة ولا سبب واضح لهذا الاعتقال.
والأسير زهران يبلغ من العمر 42 عاما، وهو متزوج وأب لطفلين، كبروا بعيدا عنه خلال فترات اعتقالاته المتتالية.