شهدت شركة كهرباء غزة، العام الحالي 2019، تحسينات ملحوظة على الجدول الزمني للكهرباء، مقارنة بالأعوام السابقة، بعد ان كان يصل معدل ساعات وصل الكهرباء الى 4 ساعات و16 قطع، بينما سجلت الشركة هذا العام، استقرارًا في جدول توزيع الكهرباء.
هذه التحسينات رافقها، تهديدات من قبل الاحتلال "الإسرائيلي"، لشركة كهرباء القدس المحتلة (أكبر مزود للطاقة بالأراضي الفلسطينية) ولأول مرة، بقطع امداد الخطوط المغذية بالكهرباء عن مناطق الامتياز في الضفة، بذريعة تراكم الديون المستحقة عليها، فيما يرى مراقبون ان الموضوع سياسي.
ويوجد في الوقت الحالي، ثلاثة مصادر للطاقة في غزة، وهي 27-28 ميغاواط طاقة يتم استيرادها من خطين تغذية مصريين، و60-65 ميغاواط يتم توليدها من محطة توليد الكهرباء المحلية، و120 ميغاواط من الطاقة المستوردة من "إسرائيل" عبر 10 خطوط تغذية.
ويبلغ إجمالي الطاقة الكهربائية المزودة للقطاع، إلى 212 ميغاواط، فيما تبلغ نسبة حاجة غزة للكهرباء 450 ميجا واط، أي ان نسبة الكهرباء تتراوح من 20 إلى 50 % من حاجة القطاع.
تحسن على توزيع الكهرباء بغزة
وطرأ في عام 2019، تحسينات جيدة على جدول الزمني لتوزيع الكهرباء على محافظات غزة، لم يحصل لها مثيل منذُ 13 عامًا، بعد إعلان الاحتلال "الاسرائيلي" حصاره المقيت على القطاع، وبلغت نسبة توزيع التيار 8 وصل وقطع مماثل، الامر الذي لاقى تحسنًا في خدامات القطاعات الحيوية.
أما فيما يتعلق بأيام المنخفض الجوي الاخير، أعلن مدير الإعلام بشركة توزيع الكهرباء بقطاع غزة، محمد ثابت، الأسبوع الماضي، عن انتظام الجدول لتوزيع الكهرباء بمعدل 8 وصل و8 قطع، مع نسبة عجز بسيطة تسجل في أوقات الذروة، وذلك بعد تشغيل المولد الثالث، ما أدى لارتفاع كمية الكهرباء إلى قرابة (85) ميغا وات.
وسجلت شركة الكهرباء في أيام المنخفض الجوي، الذي ضرب فلسطين المحتلة، الأسبوع الماضي، عجز بسيط قد طرأ على توزيع الكهرباء لجميع مناطق محافظات القطاع الخمس، إلا أن الجدول الزمني بقيّة محافظًا على استقراره، خلال المنخفض، بحسب ما أورده محمد ثابت.
ويصل توليد محطة الكهرباء بغزة، والتي يعمل بها ثلاث مولدات من القدرة الإنتاجية حوالي 78 ميجا وات، وتحتاج المحطة إلى 3300 كوب من الوقود أسبوعيًا لإنتاج القدرة ذاتها، في حين يسمح الاحتلال بدخول نحو 2200 كوب كحد اقصى، وهي كافية لتوليد 55 ميجا وات فقط.
دعم قطر لشركة الكهرباء
وجاءت التحسينات على امدادات الكهرباء عام 2019، بعد إعلان التوصل إلى اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، بتاريخ 20 يوليو 2018، وتعهد قطر بتزويد شركة الكهرباء بالسولار "المازوت" ضمن المنحة القطرية المقدمة للقطاع، الامر الذي طرأ تحسن واضح على الجدول الزمني للكهرباء، قد لامسه المشتركين والشركات العاملة.
ودعمت قطر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قطاع غزة، بمنحة تبلغ قيمتها 180 مليون دولار، لتوفير السولار الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء في غزة لمدة ستة أشهر قبل أن تجدد منحتها حتى نهاية العام الجاري 2019.
وبتاريخ 17/يونيو الماضي، عقد وفد فني قطري سلسلة اجتماعات ولقاءات مع المسؤولين في سلطة الطاقة وشركة توزيع الكهرباء بغزة، فيما أجرى الوفد جولة تفقدية لمحطة توليد الكهرباء والمصادر التي تزود القطاع بالكهرباء، فيما أكدت مصادر محلية، عن استعداد قطر لتدشين خط 161 الجديد الذي يعمل بالغاز لتوفير الكهرباء، لسد نسبة العجز، إلا ان المشروع قيد الدراسة.
عجز بالكهرباء يصل 60 %
وأعلنت شركة الكهرباء بغزة، في تقريرها النصف السنوي، الصادر بتاريخ 28 تموز الماضي، عن معدل عجز الكهرباء يصل حوالي 60 % من حاجة القطاع، بسبب نقص الطاقة الكهربائية من مصادرها المختلفة.
وذكرت الشركة العاملة والوحيدة في تقريرها، ان تعطل الخطوط المصرية عن العمل منذُ شهر مارس 2018، بالإضافة إلى أزمة الكهرباء الراهنة، أدى إلى مواصلة العجز في امدادات التيار الكهربائي.
وعن عدد المشتركين، فقد بلغ نحو 278 ألف مشترك، في حين بلغت نسبة التسديد النقدي للفاتورة نحو 47%، الامر الذي انعكس سلبًا على قدرة الشركة التشغيلية، فيما بلغت ديون المشتركين حوالي 3.9 مليار شيكل، وخسارة تقدر بحوالي 134.5 مليون شيكل، بحسب تقرير شركة الكهرباء.
وخلال عام 2019، سجلت مراكز العناية بالمشتركين نحو 18,2 ألف معاملة، بنسبة إنجاز وصلت 95%، واستقبل مركز الاستعلامات الرئيسي ما يقارب 134 ألف اتصال، بجانب الإبلاغ عن 160 حالة استخدام خاطئ وتعدي على شبكة الكهرباء وسرقة تيار.
وسجل مركز الاستعلامات حوالي 6 آلاف إشارة صيانة، وحوالي 1044 شكوى واستفسار على صفحة الشركة على الفيسبوك.
وبحسب التقرير، فقد استكملت شركة كهرباء غزة هذا العام، على صعيد رؤيتها الاستراتيجية، تطوير مراكز العناية بالمشتركين في مختلف المحافظات لتعمل بنظام الشباك الواحد، كما عملت على حوسبة العمليات لتصل إلى 80%.
ونفذت الشركة مشروعين تجريبيين في منطقة الطيران في مدينة غزة وأبراج العودة بشمال القطاع، وركبت نحو 500 عداد ذكي تتيح لها التحكم الآلي بها، بالإضافة إلى توصيل تيار منخفض القدرة عند انقطاع التيار الكهربائي، وذلك ضمن إطار حرصها على ترقية شبكة الكهرباء، وصولاً للشبكة الذكية.
لأول مرة انقطاع الكهرباء عن الضفة المحتلة
تسلمت شركة كهرباء القدس، بتاريخ 6/12/2019، إنذارًا ساخنًا من قبل بما تسمى شركة الكهرباء "الإسرائيلية"، بقطع التيار الكهربائي بدءًا من منتصف كانون الأول/ ديسمبر الجاري، حتى منتصف آذار/ مارس المقبل، بحجة الديون المتراكمة، والتي بلغت نحو 283 مليون دولار.
وشمل انقطاع الكهرباء ولأول مرة، كعقاب جماعي يفرضه الاحتلال، جميع مناطق امتيازات شركة كهرباء القدس، إذ سيقتطع الاحتلال الكهرباء مرتين في كل شهر، لمدة ثلاث ساعات، من الساعة الثانية ظهرًا حتى الخامسة مساءً، يحسب بيان صادر عن شركة الكهرباء.
في حين، تغطي منطقة امتياز شركة كهرباء القدس، ما يقارب 25% من مساحة الضفة، وهي، منطقة القدس وتضم 47 قرية وبلدة بمساحة 82 كيلو متر مربع (لا تشمل بطبيعة الحال القدس المحتلة عام 1948)، ومنطقة رام الله وتضم 72 قرية وبلدة بمساحة 174 كيلو متر مربع، ومنطقة بيت لحم وتضم 43 قرية وبلدة بمساحة 80 كيلو متر مربع، ومنطقة أريحا وتضم 7 أماكن بمساحة 30 كيلو متر مربع.
ويزود الاحتلال "الاسرائيلي" الجانب الفلسطيني بنحو 90 % من حاجة الضفة من الطاقة الكهربائية، والنسبة المتبقية تتثمل في انتاج محلي ومن الجانب الأردني، بمعنى تعرض تهديد لألاف المنازل والشركات العاملة لأزمة حقيقة، فيما أعلن مدير شركة كهرباء القدس هشام العمري عن عجز شركته عن توفير الكهرباء للمشتركين والشركات الحيوية، خلال فترة القطع.
إقراض شركة كهرباء القدس لإنهاء سداد الديون
يوم الاحد الموافق 28/ ديسمبر، حصلت شركة كهرباء القدس، على قرض من تجمع بنوك لإنهاء ازمة الكهرباء بالضفة، بقيمة 670 مليون شيكل يعادل (194 مليون دولار)، وذلك لتسديد التزاماتها المالية للاحتلال، لحل ازمة الكهرباء، فيما رعت الحكومة الفلسطينية الاتفاق عبر تقديم مبالغ مالية بشكل شهري لتجمع البنوك.
وتولد محطة كهرباء محافظة جنين، من أصل أربع محطات توليد للتيار في الضفة، قدرة إنتاجية للجهد العالي حوالي 161 كيلو فولت، وجهد متوسط حوالي 33 كيلو فولت بسعة يصل 135 ميجا واط، وهي قابلة للزيادة مستقبلاً إلى 180 ميجاواط، وفق شركة النقل الوطنية للكهرباء.
وتورد الأردن من الطاقة الكهربائية للضفة المحتلة بنحو 36 ميغا واط، لمحافظتي القدس وأريحا، فيما سترتفع كميات الكهرباء إلى 80 ميغا واط في المرحلة الأولى، على أن تتبعها في المرحلة الثانية زيادة تصل لـ 160 ميغا واط، وذلك ضمن خطة الانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال، وفق تصريح لرئيس الطاقة ظافر ملحم.