العام 2019 يشهد ازدياد في التطبيع بين أنظمة عربية والاحتلال الصهيوني

الساعة 01:06 م|29 ديسمبر 2019

فلسطين اليوم

شهد العام الجاري 2019 الذي يشارف على الانتهاء، استكمال لمسيرة التطبيع التي قامت بها بعض الأنظمة العربية مع العدو الصهيوني، وظهور العلاقات من السر للعلن، وسط تفاخر دولة الاحتلال الإسرائيلي بنجاح التطبيع مع دول عربية وتبادل الزيارات معها، والأنشطة الرياضية والثقافية معها، بشكل ينسف المبادرة العربية للسلام 2002، التي ربطت التطبيع بإقامة دولة فلسطينية، إلا أن الانحياز الأمريكي اللامحدود في عهد الرئيس دونالد ترامب، ورغم قراراته المجحفة بحق الفلسطينيين إلا أن إشاراته لبعض الأنظمة العربية بالتطبيع لحمايتها من أعدائها (الوهميين) كانت سريعة الاستجابة بدون نقاش.

وبدلاً من أن يكون الكيان الصهيوني هو العدو الرئيس للأمة العربية والإسلامية، تماهت بعض الأنظمة العربية وخاصة الخليجية مع الأكاذيب الصهيونية التي ترى في إيران هي العدو الرئيس في المنطقة، ولابد من الوقوف جنباً إلى جنب للتصدي له، وهو ما حظي بقبول لدى أنظمة الخليج وسارعت بالتطبيع للحفاظ على وضعها من التغييرات الشعبية المزلزلة في المنطقة.

الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان تقيمات علاقات علنية مع إسرائيل هما، مصر والأردن، حيث وقعت الأولى اتفاقية عام 1979 عرفت باتفاقية السلام (كامب ديفيد)، والثانية بين الملك حسين ودولة الاحتلال عام 1994، يتم خلالها فتح سفارات للبلدين بينهما والتعاون في شتى المجالات. وما دون ذلك فلا توجد علاقات رسمية مطلقاً وإن كانت فهي سرية.

وفي تصريح للرئيس السوداني السابق، عمر البشير قبل عزله من الحكم بأشهر قليلة، صرح أمام الجماهير في الخرطوم بأنه تلقى نصائح بـ "التطبيع مع إسرائيل"، حتى تنصلح أحوال البلاد، دون ذكر تفاصيل.

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر عن تفاخره بالتطبيع مع بعض الدول العربية وخاصة الخليجية، معرباً عن أمله في توسيع العلاقات وفتح السفارات في تل ابيب لتلك الدول والعكس.

واستكمالاتً للزيارات التي جرت العام الماضي، والتي تمثلت في زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة، إلى العاصمة العمانية مسقط، وسط استقبال رفيع المستوى لمدة ثماني ساعات، وزيارة وزيرة الرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف دولة الامارات العربية المتحدة، وبكت الوزيرة الإسرائيلية فرحاً حينما فاز لاعب إسرائيلي كان يشارك في بطولة دولية، بميدالية ذهبية عزف عليها النشيد الإسرائيلي في سابقة خطيرة.

زارت إسرائيل وفود إعلامية تضم عرب من جنسيات مختلفة، واحتفت وزارة الخارجية بها، ومن أبرز الجنسيات التي وصلت هي سعودية ومغربية وتونسية واماراتية، لكنها شخصيات غير رسمية، لكنها لا تتم إلا بموافقة من أنظمتها.

وتلقت شخصية سعودية إعلامية زارت تل ابيب نقمة من المقدسيين ولاحقوه الفتية بالشتائم لدى وصوله المسجد الأقصى المبارك، تعبيراً عن رفضهم لسلوك التطبيع العربي مع الاحتلال.

وأعلنت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلية، في 1 ديسمبر 2019، أن وفدا رسميا إسرائيليا يزور دبي لحضور اجتماع تحضيري للمشاركين الدوليين في معرض "إكسبو 2020"، الذي من المقرر أن يقام بين 20 أكتوبر 2020 و10 أبريل 2021.

وصرح زير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، في 6 أغسطس 2019، بأن زيارة علنية أجراها إلى الإمارات، مطلع يوليو الماضي، كانت بهدف التطبيع علناً مع دول خليجية والمشاركة في حماية الملاحة بالخليج، وذلك بدعم كامل من نتنياهو.

غزل تطبيعي متبادل

كذلك استقبلت دولة قطر وفدا رياضيا إسرائيليا مكون من خمسة لاعبين، للمشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى، المقامة في الدوحة، بتاريخ 27 سبتمبر 2019.

كما احتفلت قطر بفوز "إسرائيل" في بطولة كأس العالم للجمباز، التي تمت إقامتها في العاصمة القطرية الدوحة مارس الماضي، وعزفت النشيد الإسرائيلي ورفعت علم الاحتلال في البطولة.

وفي 15 أكتوبر 2019، التقي المنتخبان الفلسطيني والسعودي، في مباراة ودية على الأرض الفلسطينية المحتلة، ضمن التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، وهو ما يعد خرقاً للمقاطعة العربية للاحتلال الإسرائيلي من خلال الدخول للأراضي الفلسطينيّة بإذن منه.

وفي 27 نوفمبر 2019، استضافت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، وفدا إعلاميا ومدونين من دول عربية، بينها دول من الخليج (لم تسمها)، ومن العراق أيضا، حيث قاموا بجولة سياحية وثقافية، واطلعوا على مشروع السكك الحديدية الذي تنوي "إسرائيل" إنشاءه للربط مع دول المنطقة.

حيث استضافت البحرين، خلال يومي 21- 22 أكتوبر 2019، "مؤتمراً بشأن الدفاع عن حرية الملاحة في الخليج"، ويأتي هذا المؤتمر متابعة لمؤتمر وارسو الذي بادرت إليه الإدارة الأمريكية قبل أشهر، وتشارك فيه -بالإضافة إلى الولايات المتحدة والبحرين- 60 دولة، أبرزها السعودية والإمارات وأستراليا وبريطانيا.

وفي أغسطس الماضي، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن بلاده ستشارك في المهمة الأمنية والاستخبارية البحرية في الخليج العربي.

وفي يوليو الماضي، أعلنت واشنطن أنها تسعى إلى تشكيل تحالف عسكري في غضون أسابيع، بادعاء حماية المياه الاستراتيجية في الخليج.

إياد القرا الكاتب والمحلل السياسي، رأى في حديث لفلسطين اليوم، أن ما يجري من تطبيع خلال العام 2019 هو استكمالاً لحالة التهيئة التي جرت في العام 2018، والتي ستزداد من قبل مؤسسات بدعم من الأنظمة في النصف الأول من العام القادم، وفي النصف الثاني من العام 2020 يتوقع ان تشهد العلاقات بين الأنظمة بشكل أكبر بكثير مما هي عليه الآن.

وأوضح أن الاحتلال عزز لدى هذه الأنظمة، أن الخطر يكمن في الخطر الإيراني عليهم وعلى المنطقة، وكسر حاجز الصمت في العلاقة مع المحيط العربي، وحظي بتجاوب عربي نظراً لأن هذه الأنظمة أصبحت تشعر أن القضية الفلسطينية لم تعد أولوية لها.

إضافة إلى أن المنطقة تعرضت لزلزال من ثورات ربيعية، وهناك العديد من الأنظمة انشغلت في نفسها ومصالحها للحفاظ على مكوناتها أكثر من أي قضية أخرى.

ولفت إلى أن السعودية هي أصبحت من تدير هذه العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي بالخفاء، مضيفاً أنه من الواضح أن إسرائيل تمد السعودية من تحت الطاولة بمعلومات أمنية حول الدور الإيراني في المنطقة، وتبدو "إسرائيل" امام السعودية حليف أو صديق يمدها بالمعلومات.

وبعد حادثة أرامكو وتعرضها للقصف من قبل الحوثيين، وجدت السعودية "إسرائيل" تساعدها بالمعلومات والتقنية بعد ان وجت الموقف الأمريكي صامتاً، مستدركاً أن اتجاه السعودية نحو الدبلوماسية مع دول الجوار مؤخراً غير مرتبط بالعلاقة مع "إسرائيل، لأن الموقف السعودي في عهد ولي العهد محمد بن سلمان هو نحو الانفتاح على الغرب هو من خلال العلاقة مع إسرائيل.

كلمات دلالية