عام 2020 قد يحمل الأسوأ

حوار رئيس لجنة دعم الصحفيين: 2019 عام الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين والمحتوى الفلسطيني

الساعة 09:12 م|23 ديسمبر 2019

فلسطين اليوم

أكَّد رئيس لجنة دعم الصحفيين صالح المصري أنَّ العام 2019 سجَّل انتهاكات اسرائيلية كبيرة بحق الصحفيين الفلسطينيين، التي تصاعدت وتيرتها بشكل غير مسبوق، مشدداً على أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفي الفلسطيني بشكل ممنهج، بهدف اسكاته وحجب الرواية الفلسطينية عن العالم.

وأوضح المصري في حوار مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنَّ الهجمة الإسرائيلية الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة والضفة والقدس متواصلة ومستمرة بأدوات وآليات متعددة منها القتل، والاصابة المباشرة، والاعتقال، والاستدعاء والاستجواب، والمصادرة، والمنع، والحجب، مشيراً إلى ان العام الحالي سجل حوالي 600 حالة اعتداء بحق الصحفيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

استهداف ممنهج

وذكر إلى أن اللجنة سجلت في تقاريرها اصابة حوالي 87 صحفياً بالرصاص الحي لصحفيين فلسطينيين في قطاع غزة لدى تغطيتهم فعاليات مسيرة العودة شرق القطاع، اضافة إلى 77 اصابة أخرى في مدن الضفة المحتلة بينهم اصابة الصحفي معاذ العمارنة بطلق معدني في عينه اليسرى؛ ما ادى لاستئصالها في جريمة هزت الرأي العام.

وبين المصري أن الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين كان يهدف لقتلهم وحجب روايتهم واسكات صوتهم، مشيراً إلى أنَّ حادثة اصابة الزميل الصحفي معاذ العمارنة، وعطية درويش، ومي ابو رويضة، وسامي مصران، لافتاً إلى أن لجنة "دعم الصحفيين" اطلقت على تقريرها السنوي "عيون الحقيقة"؛ بسبب استهداف الاحتلال لعيون الصحفيين الفلسطينيين، كونها تنقل الحقيقة وجرائم الاحتلال.

وذكر المصري أن العام 2019 سجل استمرار اعتقال 16 صحفياً فلسطينياً، لافتاً إلى اللجنة سجلت حوالي 79 حالة اعتقال لصحفيين فلسطينيين، إلى جانب عشرات حالات الاحتجاز، والتوقيف، وتجديد الاعتقال، والمحاكم الادارية.

وبين أنَّ قوات الاحتلال الإسرائيلي مارست أصناف متعددة من الانتهاكات مثل التضييق على الصحفيين اثناء تغطيتهم للأحداث، إلى جانب منعهم من السفر، والتنقل، ومداهمات منازلهم ومؤسساتهم وتخريب ومصادرة معداتهم.

محاربة المحتوى

في السياق، أوضح المصري أن العام 2019 شهد محاربة واضحة وممنهجة للمحتوى الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي تمكن من تطويع إدارات عدداً من مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكر أن العام 2019 شهد اغلاق وحظر وتقييد الصفحات الفلسطينية على موقع فيس بوك في اطار محاربة المحتوى الفلسطيني، مشيراً إلى ان محاربة المحتوى من قبل مواقع التواصل تم بضغط مباشر من المستوى السياسي الإسرائيلي.

وبين أنَّ إدارة فيسبوك "منحازة" تمام الانحياز للسياسات الإسرائيلية ضد المحتوى الفلسطيني والرواية الفلسطيني، ما يعبّر عن ازدواجية المعايير، ويفتقد لأدنى معايير المهنية.

وقال المصري: فيس بوك تمارس ازدواجية في المعايير، إذ تلاحق الفلسطينيين بحجة مخالفة المعايير، وتغض الطرف عن الصفحات الإسرائيلية التي تمارس كل اشكال التحريض وتبث خطاب الكراهية دون ان يتم مخالفة تلك الصفحات.

خطاب الكراهية

في السياق، اشار المصري إلى تنامي خطاب الكراهية الإسرائيلي والتحريض ضد الصحفيين الفلسطينيين، لافتاً إلى ان اللجنة تولي أهمية كبيرة لمؤشر الكراهية المتصاعد من قبل الإسرائيليين.

وذكر أن تصاعد مؤشر الخطاب الإسرائيلي يستوجب موقف جاد وحازم من قبل الاتحاد الدولي للصحفيين ومؤسسة مراسلون بلاد حدود، واليونيسكو وكل المنظمات التي تعنى بالرأي والتعبير.

ودعا في الاطار، إلى أهمية ابتعاد الصحفيين الفلسطينيين عن خطاب الكراهية الداخلي الذي نتج عن حالة الانقسام السياسي، مطالباً بتوعية الصحفيين الفلسطينيين بخطورة خطاب الكراهية على القضية الفلسطينية.

جهود اللجنة

وذكر المصري أن لجنة دعم الصحفيين قامت بسلسلة خطوات عملية تجاه المعايير الظالمة، كان من بينها تسليم مسؤولة الاتصال والتواصل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مذكرة بالانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين الفلسطينيين وطالبتهم بالتدخل لوقفها، إلى جانب مطالبتها بتوفير أدوات السلامة المهنية على اعتبار ان قوات الاحتلال تمنع ادخالها لقطاع غزة.

كما، واشار الصحفي المصري أن لجنة دعم الصحفيين عقدت العديد من الاجتماعات واللقاءات المهمة والمثمرة مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر لوضعهم في صورة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفي الفلسطيني، مطالبين اياها بالعمل على توفير ادوات السلامة المهنية التي تمنع "اسرائيل" إدخالها، إلى جانب حثها على أهمية عقد دورات تدريبية للصحفيين لتوعيتهم بتدابير السلامة المهنية، مبيناً أنَّ الصليب الاحمر نفذ العديد من الورش والدورات التدريبة بالشراكة مع لجنة دعم الصحفيين لتوعية الصحفيين بتدابير السلامة المهنية.

كما، واوضح المصري أنَّ لجنة دعم الصحفيين عقدت عشرات اللقاءات مع الهيئات الدولية والمحلية الأهلية والرسمية في محاولة منها لاطلاعهم على معاناة الصحفي الفلسطيني والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال.

واشار المصري أن فلسطين حققت نجاحاً كبيراً على المستوى الدولي في فضح الجرائم الإسرائيلية التي ترقى لجرائم حرب بحق الصحفيين وفضحهم في المحافل الدولية، مشدداً على أن قرار الاتحاد الدولي للصحفيين ارسال بلاغ رسمي إلى "فاتو بنسودا" المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية من اجل فتح تحقيق فوري في الاعتداءات الإسرائيلية ضد الصحفيين الفلسطينيين، مؤكدا أن القرار مهم للغاية ومرحب به، ويجب البناء عليه.

الانتهاكات الداخلية

في السياق، أوضح المصري أن عام 2019 شهد أكثر من 200 حالة انتهاك داخلي ضد الصحفيين، إذ سجل العام 54 حالة انتهاك في قطاع غزة، و149 في الضفة المحتلة بينها حجب 60 موقعاً فلسطينياً في الضفة المحتلة، مشيراً إلى الانتهاكات الداخلية شهدت تصاعداً ملحوظاً.

وأوضح ان الانتهاكات تمثلت في الاعتقال، والاستدعاء، والاعتداء، والمصادرة، واقتحام المنازل والمؤسسات، إلى جانب الحجب، مشيراً إلى أن الانتهاكات الداخلية أخذت منحى سياسي، انعكاساً لحالة الانقسام الفلسطيني في الضفة وغزة، داعياً إلى أهمية تحييد الصحفيين الفلسطينيين عن الخلافات السياسية.

عام 2020 قد يحمل الأسوأ

وتوقع المصري ان يشهد عام 2020 المقبل تصاعداً كبيراً للانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين في ظل الحكومات الإسرائيلية المتطرفة وانحراف الإسرائيليين نحو اليمين، ما ينذر بخطورة كبيرة على الصحفيين الفلسطينيين.

وأشار إلى ان التحديات التي تواجه الصحفي الفلسطيني تستدعي توحيد الجسم الصحفي، مشدداً على أهمية تحرك الاتحادات العربية، واتحاد الصحفيين العرب والنقابات العربية، لدعم ومناصرة الصحفيين الفلسطينيين، لاسيما في قطاع غزة الذين يعيشون الأمرين من السياسات الإسرائيلية الظالمة.

ونوه الى ان تغاصي المؤسسات الدولية عن اعتداءات الاحتلال شجع مرتكبيها على الاستمرار في الاجراءات التعسفية ضد الإعلاميين ومؤسساتهم، داعياً المؤسسات الاعلامية والحقوقية الفلسطينية لأن تعمل بشكل موحد بآليات محددة من أجل المطالبة بضرورة معاقبة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته بحق الصحفيين الفلسطينيين، وتحديد الآليات، ونقل معاناة الصحفيين موحدين بصوت واحد لكل أنحاء العالم.

ودعا المؤسسات الدولية والحقوقية بالضغط على "اسرائيل" من خلال الإفراج عن الصحفيين المعتقلين، ووقف اعتقال الصحفيين من قبل الاحتلال وهم يؤدون مهامهم في تغطية الأحداث وجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، لاسيما ان كافة المواثيق والأعراف الدولية سمحت لهم بحرية التنقل والتغطية ونقل الأخبار بحرية دون اي ضغوط، مشيراً إلى أنَّ المادة 19 من الإعلان العالم لحقوق الانسان والمادة 10 من الاتفاقية الاوروبية لحقوق الانسان تحمي حرية التعبير على قاعدة أن لكل إنسان حق في اعتناق أراء دون مضايقة.

وطالب المصري الاتحاد الدولي للصحفيين بضرورة توفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين، ومعاقبة الاحتلال على جرائمه وتعليق عضويته في الاتحاد.

وناشد المنظمات الحقوقية والاعلامية بتفعيل دورها لمحاسبة المعتدين على الصحفيين، في ظل ارتفاع وتيرة الانتهاكات في الآونة الأخيرة سواء على المستوى الفلسطيني أو العربي بحق الصحفيين.

وذكر ان افلات قوات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب يعطي الضوء الأخضر للاستمرار في الانتهاكات، داعياً لتوفير آليات عملية وبرنامج واضح لتحديد الخطوات التالية في تنفيذ المسؤولية عن الحماية الواجبة على جميع الأطراف الفاعلة ذات الصلة في المجال.

 

 

 

كلمات دلالية