يكتظ ساحل قطاع غزة في هذه الأيام بعدد كبير من هواة الصيد بالصنارة، الذين اجتذبتهم الأسماك، فانتشروا على طول السحل الغربي لمدينة غزة، حاملين أنواعاً مختلفة من الصنارات.
و ينتظر هؤلاء الصيادين فترة الاستقرار الجوي بعد كل منخفض، بفارغ الصبر لكي يمارسوا هوايتهم المفضلة، و الصيد على شاطئ البحر بهدف التسلية و كسر الروتين، بالإضافة للحصول على كميات من الأسماك المتنوعة الأصناف التي تجلبها الأمطار في كل موسم.
"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تحدثت الى عدد من هواة الصيد بالصنارة، الذين بدورهم أكدوا حبهم و شغفهم لممارسة الصيد، فهم يقضون ساعات طويلة على شاطئ البحر، و منهم من أصبح الصيد جزءاً من حياتهم اليومية.
الصياد "زياد منصور" من محافظة خان يونس يقول: "منذ 15 عاما و أنا ارتاد البحر لممارسة الصيد بالصنارة، في منطقتي رفح و خان يونس".
و أوضح أن كل شهور السنة جيدة لممارسة الصيد، و لكن هناك موسم يزيد فيه انتاج اسماك "الطرخونة"، و يبدأ هذا الموسم من شهر أغسطس حتى شهر نوفمبر.
و لفت الى أنه تمكن من صيد أنواع مختلفة من الأسماك خلال ممارسة هوايته، و منها "الدنيس و المرميرة و الطرخونة و عبد الوهاب و الصروص و الكرفوش و البكلا".
و لفت الى أن هناك عدة عوامل تؤثر في الحصول على الأسماك من البحر، و منها لمنخفضات و القمر و المد و الجزر و منسوب المياه في البحر.
"محمد الهندي" من خان يونس هو الآخر أشار الى أنه يمارس هواة الصيد بالصنارة منذ 10 أعوام، مشيراً الى أن شهري تشرين أول و ثاني من أفضل شهور السنة لصيد اجود أنواع السمك، حيث تنشط خلال هذه الأشهر رحلات الهجرة للأسماك، و يقترب الكثير منها من الشاطئ.
و عن المعدات التي يحتاجها هواة الصيد، أوضح الهندي بأن هناك أنواعاً متعددة من الصنارات، و منها مقاس 8 و 10، كما يحتاج الصياد الى خيط ٤٠ او ٢٥ مع ثقل يكون الوزن الثقل ١٢٠ جرام.
و أشار الى أن الحصول على "الطُعم" هو من أكثر المشكلات التي تواجه الصياد، لانه غير متوفر بكثرة، مؤكداً أن افضل "طعم" يستخدم للصيد هو "الدود الصخري".
بدوره قال الصياد احمد العرقان، 35 عاماً من منطقة دير البلح بالمحافظة، إنه يمارس هواية الصيد بالصنارة منذ 18-20 عاماً، حتى أصبحت روتين يومي في حياته.
و لفت الى أن قصة شغفه مع الصنارة و البحر بدأت منذ صغره، حيث كان يجمع "الطُعم" لأخيه الأكبر من أجل الصيد، لكنها سرعان ما تحولت الى هواية يمارسها و برع فيها، و منذ ذلك الحين بدأ يذهب الى البحر ليجمع ما يمكنه جمعه من أسماك يعود بها كوجبة غذائية لذيذة لعائلته.
و بين أن هواة الصيد ينشطون بداية شهر 11 و حتى شهر 4، و يستطيعون صيد أنواع مختلفة من الأسماك التي تلقي بها الأمواج بعد المنخفضات الجوية.
من جهته تحدث فؤاد جودة، من منطقة دير البلح عن أهم المعوقات التي تواجه هواة الصيد بالصنارة على شاطئ البحر، و من بينها المضايقات التي يلاقونها من أصحاب "الحسكات" الصغيرة.
و أشار الى أن البحرية الفلسطينية أصدرت بطاقات عمل لهؤلاء الهواة، رسومها 20 شيكل سنوياً، و لكنها لم تقم بتحديد أماكن لهؤلاء الصيادين و لم توفر لهم مساحات للصيد فيها، لافتاً الى أن هؤلاء الهواة يمشون مسافات طويلة لكي يستطيعون الصيد في أماكن بعيدة، إلا أنهم لم يسلموا من ملاحقات "الحسكات" و الشباك الصغيرة التي تلقي أمامهم فتتسبب بهروب الأسماك من أماكن وصول الصنارة.
و استطرد يقول: "البحرية وعدت بحل مشكلة هؤلاء الهواة و منع مخالفات الصيادين الذين يرمون شباكهم في أماكن تواجد الصيادين بالصنارة، و لكن لحتى الآن لم يتم الاستجابة لهم و لمطالبهم، و لا يوجد آذان صاغية لمطالبهم".
و تابع يقول: "إن هواة الصيد بالصنارة لا يطالبون بصيد كميات كبيرة، سوى أنهم يمارسون هواية من أجل التسلية، من خلالها يحصلون على وجبة للبيت على الأقل في كل مرة ينزلون فيها الى البحر".
صور لهواة الصيد بعدسة الزميل داوود أبو الكاس