خبر في مسألة الانتخابات الصهيونية الأخيرة..أيمن خالد

الساعة 10:18 ص|11 فبراير 2009

الذين ذهبوا في هذا الكيان لممارسة الحق الانتخابي او الديمقراطية الخاصة بهم في الانتخابات، هم الذين يحتلون بيوتنا، وليس فيهم من احضر بيته او قطعة الارض التي كان يقيم فيها من بلادهم الأصلية إلى فلسطين، وأما الذين شاركوا في الانتخابات او الذين تم انتخابهم، فليس فيهم شخص واحد لم يقتل المئات من أبناء شعبنا، ويتسببوا بآلاف الإعاقات الدائمة.

لكن الغريب في الأمر، هو ما يتعلق بالموقف العربي، الذي ظل يراقب الانتخابات، وكأنها انتخابات تجري داخل دولة، وكأن هناك عملية ديمقراطية يمكن الاستفادة منها، داخل هذا التجمع المغتصب لفلسطين، وهذا الوهم، كان وما زال مسؤولا عن صناعته ما سمي اليسار الفلسطيني، الذي أنتج المشروع المرحلي، وهو ما أدى في حينه الى التقاط النظام العربي الرسمي لهذه الافكار، بوصفها تكرس التجزئة، وتكرس القطرية، وتبرر العجز العربي والرغبة بالتهافت على الكيان، والقبول به على اعتبار ان هذه الانظمة ساهمت فعليا بنشأة هذا الكيان، لكنها وجدت في موقف اليسار الفلسطيني مبررا لالتقاط هذه الافكار، والتي نتجت عنها فيما بعد الحركة السياسية التي بدأت من كامب ديفد ولا تزال تستمر الى الان بلا جدوى.

حاول اليسار الفلسطيني ان يبرر خلال العقود الماضية فكرة وجود يسار داخل الكيان، ووجود قوى تعارض السياسة الحاكمة في فلسطين، مع ان كل هذا منافي للمنطق، فحتى الجمعيات التي تسمي نفسها انسانية، فاين يقيم افرادها، فهم يقيمون على ارض ليست لهم، وبرامجهم السياسية او حتى الانسانية لا تقوم على اساس اعادة الحق، بل بقاء الاغتصاب، وتحويل الفلسطينيين الى أسماء صامتة لا تعارض مسيرة القتل الصهيونية، وبالتالي نحن امام كذبة كبيرة، شوهت تاريخنا النضالي، وهي التي جاء بها اليسار (المناضل) الذي نجح فقط في جعل التسوية شعار المرحلة، ونجح في إكساب حزب العمل المشروعية أمام ما يسمى بالاشتراكية الدولية، هذا الحزب، الذي مارس كل فنون القتل بحقنا، وبقي في النهاية حزبا اشتراكيا مناضلا وفق معايير الاشتراكية الدولية البائدة التي انتجها الاتحاد السوفييتي البائد.

مع نهاية العمل، وانطلاق العنان للتطرف في هذا الكيان، المتطرف اصلا، لا نخاف من مزيد من الجرائم، بل من مزيد من البرامج السياسية التي ستستمر في خدمة برامج هذا الكيان.

 منذ متى تشغل الشعوب الواقعة تحت نير الاحتلال ديمقراطية المحتل..؟؟