تقرير وزارة التنمية الاجتماعية تطيح بعائلة أبو بكر إنشاصي أرضاً.. فأين الرحمة..؟

الساعة 12:45 م|21 ديسمبر 2019

فلسطين اليوم

يتكئ المواطن أبو بكر إنشاصي، على فرشة خفيفة الوزن، داخل غرفةٍ لا تتعدى مساحتها الثلاثة أمتار في بيت تغطيه ألواح "الزينقو"، وملامح هيكله تحكي قصة أسرة عانت الويلات من الفقر، إذ يضفي العبس على وجهه وعيناه الحزينتان تفيض دمعًا ويداه المرتجفتان وقدماه العاجزتان عن الحركة، فيما تحضن جدران الغرفة المعاناة الصدمة والحيرة، لتضيف وزارة التنمية الاجتماعية لمأساته "مأساة" بعد أن قطعت مخصصه .

ولم يقف الأمر عن ذلك، فصحة الرجل الأربعيني أبو بكر، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة (عاجز عن الحركة)، خانته في القدرة على توفير قوت أولاده الثلاثة (ابنتان وطفل)، بعد حجب مخصصه الوحيد الذي يتقاضاه كل ثلاث أشهر، بعد أن أفقدته القدرة على العمل بتوفبر دخل يلبي متلطلبات اسرته.

ويقطن المريض في بيتٍ متواضع جدًا في حي الأمل غرب مدينة خانيونس جنوب غزة، مكون من غرفة ومطبخ ودورة مياه، كما يغطي الأسقف ألواح من (الزينكو) المتهالكة، إذ يتعرض المنزل الذي لا تتعدى مساحته 60 مترًا، لتسريب كميات كبيرة من مياه الأمطار من الأسقف للداخل، فيما يَعجز أبو بكر عن توفير الحماية المطلوبة لأبنائه في سد رمق جوعهم وتلبية أدنى احتياجاتهم.

وقطعت وزارة التنمية الاجتماعية في رام الله، آخر دفعة "ديسمبر"، حوالي 1500 أسرة غزية مسحوقة في الفقر، و1960 حالة في الضفة الغربية، من الاستفادة من مشروع البرنامج الغذائي العالمي، دون توضيح رسمي لأسباب الحجب.

وتشمل مخصصات الشؤون الاجتماعية، حوالي 1.5 ألف اسرة منها نحو 70 ألف أسرة في قطاع غزة، و35 ألف أسرة في محافظات الضفة المحتلة، فيما تبلغ قيمة الدفعة نحو 125 مليون شيكل، منها نحو 94 مليون شكل للأسر الفقيرة في غزة، أي ما نسبته 75 % من مجمل قيمة الدفعة.

بلا سبب

"لا نعلم سبب قطع مخصص الشؤون لابني، من قبل وزارة التنمية الاجتماعية"، يقول أبو أسامة إنشاصي والد المواطن أبو بكر لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

ويضيف، أنه توجه إلى وزارة التنمية الاجتماعية في غزة، فور قطع المخصص الشهر الحالي، لمعرفة السبب، فيما جاء الرد من الوزارة، "لا نعرف السبب"، بينما وعدت إدارة وزارة التنمية ابنه إرجاع راتبه الشهر المقبل؛ لكنه يبقى الوعد "محل شك".

ويتقاضى أبو بكر الذي يُعاني من نمو حركي منذُ الولادة، مخصصاً من الشؤون الاجتماعية قبل سنوات، بمبلغ قدره ألف ومئة شيكل، بمعدل مرة كل ثلاث شهور، وذلك ضمن برنامجي مكافحة الفقر والغذاء العالمي، التي تدعمه حوالي 70 بلدًا، ابرزهم: الاتحاد الاوروبي، والامم المتحدة.

وفيما يتعلق بالمساعدات من الجمعيات والمؤسسات، يذكر الوالد السبعيني، أنّ المؤسسات والجمعيات الخيرية العاملة في القطاع، لا تفقد بيت ابنه الفقير بأي مساعدات إنسانية وهو في هذه الحالة، سواء كانت معونة مالية أو غذائية.

ويطالب أبو أسامة إنشاصي، وزارة التنمية الاجتماعية بضرورة توضيح سبب قطع مخصص أبو بكر، وإرجاء راتب قوت أولاده الوحيد، الذي يتعايش عليه خمسة أفراد.

وكان المواطن محمد سمير أبو نصر، قد اضرم النار بمنزله في شمال غزة، يوم الأربعاء الماضي، بعد الإعلان عن حجب مخصصات الشؤون الاجتماعية لآلاف الأسر الفقيرة، للدفعة الأخيرة من الشهر الحالي، وهو يعاني من امراض نفسية.

يُشار إلى أن وزارة التنمية الاجتماعية، صرفت عام 2019، ثلاث دفعات للأسر الفقيرة في غزة، الأولى، بتاريخ 2019/5/12 لـ70 ألف أسرة، والدفعة الثانية بتاريخ 2019/8/25 لـ 69.885 ألف اسرة، والثالثة بتاريخ 2019/12/10 لـ70.619 أسرة، بينما بلغ اعداد المستفيدين في محافظات الضفة المحتلة، بالدفعة الأخيرة حوالي 34.561 ألف اسرة.

D0lMK
3qhH0
7cKVN
msHTj
OhpaK
d855b1cb-c5cc-4bc0-8e96-aea822afbe55
fca9df9d-dff2-46bc-8827-55386a5b3c69
 

كلمات دلالية