#حصاد_2019

تقرير حصاد مُر للأسرى في سجون الاحتلال.."اسرائيل" قتلت 5 اسرى في 2019

الساعة 05:57 م|15 ديسمبر 2019

فلسطين اليوم

شهد العام 2019 هجمة شرسة شنتها سلطات الاحتلال ضد الأسرى في سجون الاحتلال، حيث تنوعت الانتهاكات التي قامت بها مصلحة السجون ضد الاسرى، بين اجهزة تشويش و منع من الزيارات و تفتيش الغرف الخاصة بهم، بالاضافة الى التنقلات المفاجأة بين المعتقلات، كما تسببت سياسة الاهمال الطبي في سجون الاحتلال لاستشهاد 5 من أبناء الحركة الأسيرة.

"وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" تحدثت الى مدير مركز الاسرى للدراسات، الأسير المحرر د. رأفت حمدونة، لتسليط الضور على ابرز الاحداث التي شهدها العام 2019، الحافل بمعاناة الاسرى و ذويهم.

حمدونة أشار في حديثه الى أن الاسرى خلال عام 2019، عانوا اقسى لحظات اعتقالهم، في ظل انتهاكات الاحتلال بحقهم، و تصعيد الاجراءات التعسفية و العنصرية ضدهم.

و لفت الى أن 5000 أسير يعيشون أوضاعاً مأساوية في سجون الاحتلال، بينهم أطفال و نساء و كبار سن.

الأسرى المرضى

 أكد د. حمدونة بأن 26% من الاسرى في سجون الاحتلال يعانون من امراض مختلفة تسببتها ظروف اعتقالهم السيئة، دون أن يتلقون الرعاية الصحية المناسبة.

و أشار الى أن 10% من الاسرى المرضى مصابون بأمراض مزمنة و تحتاج لعمليات جراحية و متابعة طبية متخصصة كالسرطان و القلب و الكلى و الغضروف و الروماتزم و الربو و الضغط و زيادة الدهون و القرحة، مشيراً الى أن هؤلاء الاسرى لا يتلقون اهتماماً صحياً في سجون الاحتلال.

الاسرى الشهداء

و بين أن 5 من الاسرى استشهدوا جراء سياسة الاهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الاسرى و هم:

الأسير فارس بارود، من غزة، "الذي قتله الاحتلال على مدار 28 عاماً من الاعتقال بشكل بطيء، وذلك عبر جملة من أدوات التعذيب الممنهجة، منها: احتجازه في العزل لسنوات طويلة داخل زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، والتي تسببت بإصابته بعدة أمراض، رافقها الإهمال الطبي المتعمد وهو جزء أساس من أدوات التعذيب، وأدت بالنهاية إلى استشهاده في تاريخ السادس من فبراير/ شباط 2019، علماً أنّ الأسير بارود من الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو، ورفض الاحتلال الإفراج عنه، وهو من غزة، اعتقل عام 1991، ومحكوم بالسجن المؤبد و35 عاماً".

وفي 27 إبريل/ نيسان 2019، أطلق الاحتلال النار على الشاب عمر عوني يونس (20 عاما)، من بلدة سنيريا بمحافظة قلقيلية، وأصابه بجروح خطيرة، واعتقله وأبقى على احتجازه لمدة أسبوع في مستشفى "بيلنسون" الإسرائيلي، إذ مدد اعتقاله خلال وجوده في المستشفى، ولم يسمح لعائلته بزيارته، إلى أن أُعلن عن استشهاده.

وفي تاريخ 16 يوليو/ تموز 2019، استشهد الأسير نصار ماجد طقاطقة (31 عاماً)، من بلدة بيت فجار في محافظة بيت لحم، بعد تعرضه للتعذيب في مركزي تحقيق "المسكوبية" و"بيتح تكفا" من قبل المحققين الإسرائيليين، وأُصيب نتيجة لظروف التحقيق والاحتجاز القاسية بالتهاب رئوي حاد، رافقه إهمال طبي متعمد كجزء من التعذيب، أدى إلى استشهاده في معتقل "نيتسان الرملة".

وفي تاريخ الثامن من سبتمبر/ أيلول 2019، استشهد الأسير بسام السايح (46 عاماً)، من نابلس، بعد تعرضه لعملية قتل بطيء استمرت منذ اعتقاله عام 2015، إذ اعتقله الاحتلال وهو مصاب بالسرطان، وتفاقم مرضه جراء تعرضه للتحقيق والتعذيب الشديد، حتى أُعلن عن استشهاده، علمًا أنه بقي محتجزا معظم فترة اعتقاله في ما يسمى بمعتقل "عيادة الرملة" والتي يطلق عليها الأسرى تسمية "المسلخ".

وفي 26 نوفمبر 2019 استشهد الأسير سامي أبو دياك (36 عامًا)، بعد عملية قتل بطيء استمرت منذ عام 2015، إذ تعرض لخطأ طبي عقب خضوعه لعملية جراحية في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، حيث تم استئصال جزء من أمعائه، وأُصيب جرّاء نقله المتكرر عبر ما تسمى بعربة "البوسطة"، التي تُمثل للأسرى رحلة عذاب أخرى،  بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي، وعقب ذلك خضع  لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن ثبتت لاحقاً إصابته بالسرطان.

و لم تكتف "اسرائيل" بقتل الاسرى من خلال التعذيب و الاهمال الطبي، بل تواصل انتهاكاتها بحق المتوفين منهم، و ما زالت تحتجز عشرات الجثامين في مقابر الأرقام، و ما زالت تمنع تسليمهم لذويهم من أجل دفنهم كل في بلدته. 

الاعتقال الاداري

و فيما يتعلق بالاعتقال الاداري، أوضح حمدونة بأن سلطات الاحتلال تحتجز نحو 450 معتقلاً ادارياً دون تهمة او محاكمة، أي بملف سري لا يمكن للمعتقل او محاميه الاطلاع عليه، و تقوم سلطات الاحتلال بتجديد الاعتقال الاداري عدة مرات قابلة للتجديد بالاستئناف.

الاسيرات

اوضح حمدونة بأن 42 أسيرة يقبعن في سجون الاحتلال و يعشن اوضاعاً اعتقالية صعبة في سجن "الدامون"، حيث ترتكب بحقهن انتهاكات مختلفة، فمن سوء المعاملة الى انعدام الخصوصية و الحرمان من الاطفال و المنع من الزيارات و الاهمال الطبي و التفتيش، و غيرها من اساليب القمع التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الاسرى في المعتقلات.

الاطفال الاسرى

أكد بأن نحو 200 طفل يتعرضون لانتهاكات صارخة في سجون الاحتلال، مشيراً الى ظان الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة الاعراف و المواثيق الدولية التي تكفل حمايتهم.

حمدونة بدوره طالب وسائل الاعلام والمؤسسات الحقوقية والانسانية " المحلية والعربية والدولية " بتحمل مسؤولياتها تجاه الاسرى، و الكشف عن انتهاكات الاحتلال بحقهم، ومحاسبة ضباط إدارة مصلحة السجون والجهات الأمنية الإسرائيلية لمسئوليتها عن تلك الانتهاكات والخروقات للاتفاقيات الدولية ولأدنى مفاهيم حقوق الانسان .

 

كلمات دلالية