تقرير الاحتلال "الإسرائيلي" ينهش قلقيلية ببراثن المخططات الاستيطانية

الساعة 05:15 م|15 ديسمبر 2019

فلسطين اليوم

لم يتوقف الاحتلال "الإسرائيلي" عن فرض المزيد من مخططاته الاستيطانية ضمن جهود الحكومة اليمينية المتطرفة في تكريس السيطرة على الضفة والقدس المحتلتين، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، إذ كشف اليوم الاحد، عن إيداع العدو مخطط استيطاني جديد في محافظة قلقيلية.

ويرى مراقبون ان المخطط التوسعي "الاسرائيلي" في قلقيلية هو امتداد للمخططات الاستيطانية السابقة في السيطرة والاستيلاء على أراضي الضفة، لصالح المستوطنين، بالإضافة إلى الفصل الديمغرافي للفلسطينيين الذي يسعى له بنيامين نتنياهو، من خلال منظومة صهيونية متكاملة.

وسبق هذا المخطط، تهديد وزير حرب الاحتلال نفتالي بينت، الأسبوع الماضي، لبلدية الخليل وامهالها لمدة 30 يومًا، لهدم سوق الجلمة، من اجل تمرير خطته لبناء حيّ استيطاني، وهذا يدلل على حجم المخاطر الاستيطانية في المستقبل، والمدعومة بتأييد مطلق من الولايات المتحدة بشكل مباشر.

وكشف جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، في تقرير له عام 2018، ان عدد المستعمرات في الضفة المحتلة، قد بلغت 150 مستعمرة، منها 26 مستعمرة في القدس المحتلة، فيما بلغ عدد المستوطنين 671.007 مستوطنًا في الضفة، وفي محافظة قلقيلية وحدها وصل 39.3 ألف مستوطن.

لصالح المستوطنين

 واوضح مسؤول ملف الاستيطان في قلقيلية محمد أبو الشيخ، لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الاحتلال قصد في مخططته الجديد بتوسيع الشارع المعروف برقم 55، الواقع جنوب المحافظة، عبر إنشاء شارع استيطاني التفافي، يحقق مصالح المستوطنين المتمثلة في تسهيل حركتهم.

وقال أبو الشيخ، :"إنّ شارع رقم 55 القريب من مستوطنة "الفي منشيه"، يشكل عصب حياة للحركة الاستيطانية وهدفه ربط البؤر الاستيطانية مع الخط الأخضر، وذلك على حساب الفلسطينيين، من خلال السيطرة على أراضيهم وشوارعهم الحيوية قسرًا، الواقعة في بلدة حبلة".

وأضاف، أن الشارع قد بنيّ أبان الانتفاضة الأولى عام 1987، وقمعت فيه قوات الاحتلال الشبان الثائرين، وهدفه تقطيع اوصال الثورة، وعزل تواصل الشبان عن باقي قرى المحافظة الجنوبية، خشيةً من امتدادها.

وذكر مسؤول ملف الاستيطان، انه تم الاستعاضة عن الشارع عامي 2004و 2005، خلال سماح الاحتلال لشق نفق تحت جدار الفصل العنصري، لربط مدينة قلقيلية وإعادة وصلٍها مع القرى الجنوبية.

وتبلغ مساحة محافظة قلقيلية بنحو 25.6 كم، وتضم 34 تجمعًا سكانيًا، فيما بلغت التجمعات الاستيطانية بها 5 تجمعات، و13 مستوطنة، و5 أحياء يهودية، وفق إحصاءات رسمية فلسطينية.

اما بخصوص مخاطر المخطط، ذكر أبو الشيخ، ان المخطط الاستيطاني شَكل ضرراً كبيراً على القطاع الزراعي، إذ تُعد المحافظة سلة غذاء على مستوى الضفة المحتلة، وتتضمن حوالي عشرة مشاتل زراعية تنتج جميع أنواع الاشتال، وتزود بها محافظات الوطن.

و استطرد يقول: "في حال إقرار الشارع الاستيطاني، فإن الشارع سيعمل على عزل المواطنين الواقعين خلف الجدار عن القرى المجاورة لهم في الشق الآخر، كما انه سيفصل التواصل بين المزارعين عن أراضيهم".

وأكد أبو الشيخ، ان بناء البؤر الاستيطانية جزء من دعم الولايات المتحدة الرئيس للاحتلال في السيطرة على الضفة المحتلة والقدس، وفرض السيادة "الإسرائيلية" عليها، وكان آخرها إعلان ترامب عن "صفقة القرن" التي تتبنى الاستيطان، مشددًا على ان الاستيطان منافي للقوانين الدولية، وفق قرار 2334 الذي تبناه مجلس الامن الدولي 3، ديسمبر 2016.

وينص القرار رقم 2334 الصادر في 23 ديسمبر/كانون أول 2016، على وقف فوري لكافة الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

وأشار إلى انه وجهت دعوات لأصحاب المزارع والمواطنين لإكمال ما بحوزتهم من وثائق ثبوتية، كما انه فوّض محامين لرفع ملف قضائي من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، لمنع إقامة الشارع الاستيطاني.

 ودعا مسؤول ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية، المجتمع الدولي للضغط على حكومة الاحتلال، لمنعه من بناء المزيد من البؤر الاستيطانية، ومحاسبته في تجاوز القوانين الدولية التي تحرم الاستيطان.

ووفقًا لتقرير رسمي صادر من المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، فإن الاحتلال يواصل اعتداءاته في محافظة قلقيلية، من خلال الاعتداء على أراضي المزارعين وسرقة ثمار الزيتون وتدميرها، علاوة عن الاعتداء على ممتلكات المواطنين خاصة في قرية كفر قدوم.

وذكر المكتب الوطني في تقريره لرصد انتهاكات الاحتلال خلال عام 2019، ان العدو منع طاقم بلدية جيوس من نصب أعمدة كهرباء في منطقة "يوبك" القريبة من منطقة الكسارات في جيوس المحافظة.

ويواصل الاحتلال "الإسرائيلي" بناء البؤر الاستيطانية، في كافة انحاء الضفة والقدس، وذلك ضمن رؤية استيطانية تنفذها حكومة نتنياهو المتطرفة لفرض السيادة "الإسرائيلية" على الضفة، من خلال ترحيل السكان الأصليين من أراضيهم وتهجيرهم.

كلمات دلالية