#حصاد_2019

"إسرائيل" تعود للاغتيالات في 2019.. بعملية مُعقدة ومُركبة

الساعة 01:17 م|15 ديسمبر 2019

فلسطين اليوم

واصلت "إسرائيل" خلال عام 2019 جولاتها التصعيدية التي تشنها على قطاع غزة بين الفينة والأخرى وخلفت خلالها عشرات الشهداء والجرحى، بعيداً عن الدخول في حرب طويلة كالتي شنتها في عام 2014، حتى لجأت لسياسة "الاغتيال" وهو أسلوبها "الشنيع" الذي تصدر فيه أزماتها.

"الاغتيالات" هي السياسة التي لجأت لها "إسرائيل" في عام 2019، حينما فقدت القدرة على حل أزماتها وأرادت الخروج منتصرة باغتيال شخصية عسكرية بارزة، إلا أنها أخطأت وتعمقت أزماتها أكثر.

ففي 12/11/2019، عادت "إسرائيل" لسياسة الاغتيالات المباغتة واغتالت    بهاء أبو العطا قائد "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في المنطقة الشمالية، وحاولت اغتيال القيادي البارز في الحركة أكرم العجوري فاستشهد نجله ومرافقه.

وأوضح واصف عريقات الخبير والمحلل العسكري، أن الاغتيالات سياسة "إسرائيلية" ممنهجة اعتمدتها "إسرائيل" منذ نشأة الكيان الصهيوني، ففي عام 1944 اغتالت "إسرائيل" بريطانياً كان يُعارض الهجرة من بريطانيا لـ فلسطين المحتلة، بالإضافة لاغتيال الوسيط الدولي للأمم المتحدة الكونت فولك برنادوت لأنه كان يعارض أعمال "إسرائيل" أنذاك.

وأضاف في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن "إسرائيل" منذ نشأتها تعتمد هذه السياسة، حيث تتضاعف وتخبو، واصفاً هذه السياسة بعملية اغتيال منظم وإرهاب منظم من قبل الكيان الصهيوني.

وعزا عريقات لجوء "إسرائيل" للاغتيالات إلى رغبة "إسرائيل" في تصدير أزماتها عبر العمل العسكري، لأنها تعلم أن سياسة الاغتيالات تستدرج الرد والتصعيد العسكري، كما أنها تريد أن تصفي حساباتها.

أشكال وطرق الاغتيالات

وعن أشكال الاغتيالات فبين الخبير العسكري أن لها أشكال متعددة، فمنها ما يكون اغتيالات فردية حيث يطلق جنود الاحتلال النار على الفلسطيني بدون أي سبب كإطلاق النار على الحدود والحواجز، بالإضافة للاغتيال بقرار سياسي على أعلى مستوى، وثالثهما الاغتيالات بقرار المستوطنين.

أما طرق الاغتيال فهي متعددة، فإما بالسم، أو إطلاق النار، أو وضع عبوات، أو عبر صواريخ الطائرات أو تفجير سيارات، أو اغتيالات بمنع العلاج في الخارج، أو الاغتيال بالعقاب الجماعي.

وأوضح عريقات، أن أعمال القتل خارج إطار القانون بحق الفلسطينيين متعددة وكثيرة، وسياسة ممنهجة، معرباً عن أسفه أنه لا يوجد من يردع "إسرائيل"، لذا فهي تدير الظهر للقانون الإنساني والدولي، وللأعراف والتقاليد الدولية، فلا يوجد من يحاسب "إسرائيل" على أعمالها.

عمليات اغتيال غير علنية

كما بين عريقات أن هناك عمليات اغتيال معلنة وأخرى غير علنية، فـ"إسرائيل" نفذت منذ عام 2000 حتى الآن 430 عملية اغتيال لقيادات سياسية وعسكرية ونشطاء ومقاومين وفق تقرير مؤسسات حقوقية، آخرها بهاء أبو العطا قائد "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في المنطقة الشمالية.

وأوضح، أن هذا الإرهاب في الكيان الصهيوني المنظم موثق ومعروف والعالم كله يشهد على ذلك ولكن لا أحد يحاسبه.

وحول طبيعة الاغتيالات، قال عريقات:"في كل عملية اغتيال يكون لها سماتها وأهدافها وزمانها ومكانها، آخرها عملية اغتيال لأبو العطا.

اغتيال بهاء أبو العطا

وبخصوص عملية اغتيال أبو العطا، قال عريقات: "كانت أهداف عملية اغتيال أبو العطا، واضحة لشخصه ومواقفه ونشاطه وموقعه القيادي وأبعاد أخرى.

الأبعاد الأخرى –وفقاً لعريقات- حيث كانت تهدف "إسرائيل" لاستدراج تصعيد عسكري، وايقاع فتنة بين حماس والجهاد، لأنهم راهنوا على أن يصبح هناك خلاف بين حماس والجهاد الإسلامي، وتصدير أزمات وحل مشاكل حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحاجة لتصعيد عسكري لحل أزماته في "إسرائيل".

ووصف عريقات عملية اغتيال أبو العطا بالعملية المعقدة والمركبة لها عدة أهداف ولها مابعدها على الصعيد الداخل الفلسطيني و"الإسرائيلي" وعلى صعيد العالم.

وزاد أن "إسرائيل" تعتبر أبو العطا امتداد لإيران في المنطقة، وبالتالي جزء من اغتيال أبو العطا موجه لإيران.

وأشار عريقات إلى أن "إسرائيل" بحاجة لقتل الفلسطيني سواء طفل أو قائد يؤثر على أمنهم، فتقوم "إسرائيل" باغتياله، فلا فرق لفلسطيني عن آخر إنما الحاجة الاسرائيلية لهذا الفعل الشنيع .

ولم ولن تتوقف "إسرائيل" عن عملية الاغتيالات، فالتصريحات "الإسرائيلية" على كافة المستويات السياسية والعسكرية، تقول أن جيش الاحتلال سيواصل اتباع كل الوسائل بما في ذلك الاغتيال، يعني إذا ما احتاجوا وقرروا سيغتالون.

 

كلمات دلالية