تفويض "الاونروا" بأغلبية ساحقة.. ضربة معلم لأمريكا و"إسرائيل"

الساعة 12:59 م|14 ديسمبر 2019

فلسطين اليوم

تلقت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي" صفعة قوية، بعد التصويت في الجمعية العامة بالأمم المتحدة، أمس الجمعة، بأغلبية ساحقة على قرار تفويض وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا"، لثلاث سنوات جديدة حتى عام 2023.

قرار تفويض "الأونروا"، تزامن مع فرض رئيس أمريكا دونالد ترامب، عقوبات تتمثل في تقليص ميزانيتها السنوية، الأمر الذي وضع آلاف اللاجئين في مناطق عمليات الوكالة الخمس، في خطر الاستفادة من الخدمات التعليم والصحة والتمويل، فيما اعتبره مراقبون أنه ضغط سياسي لابتزاز الفلسطينيين لإجبارهم على تقديم تنازلات جديدة.

وضع قرار التفويض المتمثل بــ169 صوت وامتنع تسعة آخرين، ومعارضة الولايات المتحدة ومعها "إسرائيل"، الكيانين المتخلفين في زاوية الحرج الشديد أمام مرأى العالم، في محاربتهم للوكالة التي تكفلت برعايتهم اللاجئين الفلسطينيين التي يقدر عددهم حوالي 6 ملايين نسمة، موزعين على الأقاليم الخمس، حتى تنفيذ قرار العودة 194.

ورأي د. سمير أبو مدللة المختص في شؤون اللاجئين، في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، انّ قرار التفويض "الاونروا" لمدة ثلاث سنوات مقبلة، وبأغلبية ساحقة للمرة الأولى، يُعد ضربة قوية ضد الولايات المتحدة و"إسرائيل"، اللذان عملان خلال الأعوام الماضية، في محاربة خدمات الوكالة، والتحريض ضدها.

وأوضح أبو مدللة، انّ الخطوة القادمة، محاولة الوكالة في استكمال مرحلة التصويت، في حث الدول على الالتزام بدفع استحقاقاتهم المالية، للخروج من حالة العجز المتراكم عليها وتحسين قطاع الخدمات المقدمة للفلسطينيين، مشيرًا إلى ان الولايات المتحدة قلصت من مساعداتها العام الماضي، بمبلغ قدره 340 مليون دولار.

وقال :"إنّ الولايات المتحدة عكفت في الآونة الأخيرة، على إنهاء خدمات وكالة الغوث في مناطق عملياتها بالضفة وغزة ولبنان وسوريا والأردن، عبر تقليص مساعداتها المالية، باعتبارها أكبر المساهمين لها".

وأضاف، أن ترامب ومعه نتنياهو أرادوا تدمير الوكالة عبر شطب ملف اللاجئين وتحويل خدماتها على الدول المضيفة، ضمن ما يسمى بـ "صفقة القرن"، لافتًا إلى أن منظمة "الاونروا" تتلقى دعمها من الدول المانحة فقط، وفي السنوات الأخيرة، أصبحت تتلقى دعمها من الدول العربية، واصفًا أياها بـ"المنظمة عربية".

واعتمدت الجمعية العامة قرار "النازحون نتيجة لأعمال القتال التي نشبت في يونيو/حزيران 1967 وأعمال القتال التالية"، بأغلبية (162) صوتاً لصالح القرار، ومعارضة (7) دول من ضمنها "إسرائيل" والولايات المتحدة وكندا، وامتناع (11) دولة عن التصويت.

صفعة قوية

من جهته، اعتبر رئيس دائرة شؤون اللاجئين د.أحمد أبو هولي، أن الدول المعارضة لوكالة الغوث تلقت صفعة جديدة من المجتمع الدولي، مشددًا على أنها هزيمة للمشروع الأمريكي-الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية.

وذكر أبو هولي، بأن قرار تفويض "الاونروا"، له دلالة قوة الدعم السياسي التي تحظى به الوكالة في مواءمة خدماتها حيث وافق التفويض الممنوح لها بالقرار 302، لحين إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين طبقًا للقرار 194.

وقال :"إنّ تصويت الجمعية العامة على تمديد عمل الأونروا، والتي تبدأ من 30 حزيران/ يونيو 2020 إلى 30 حزيران/يونيو 2032، دون إخلال بأحكام الفقرة 11 من قرار الجمعية العامة 194"، مضيفًا أن حالة اللاجئين الفلسطينيين لا تزال قائمة وأن تقديم المساعدات للاجئين امرًا ضروريًا.

وطالب أبو هولي، الدول بأن تواصل تكثيف جهودها لتلبية الاحتياجات المتوقعة للأونروا، وزيادة النفقات لمواجهة الازمات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

وصوت لصالح القرار 167 دولة مقابل اعتراض 6 دول "اسرائيل، كيرباتي، جزر المارشال، ولايات ميكرونيسيا المتحدة، امريكا، كندا"، وامتناع 7 دول عن التصويت "ناورو، روندا، دولة فانواتو، استراليا، كاميرون، جمهوريا افريقيا الوسطى، غواتيمالا"، وتغيبت عن جلسة التصويت 13 دولة.

وكانت الأمم المتحدة، قد أطلقت خطة الاستجابة الإنسانية للأراضي الفلسطينية لعام 2020، بقيمة إجمالية بلغت 348 مليون دولار، وتشمل الخطة نحو 199 مشروعًا سيتم تنفيذها من قبل 85 منظمة، بما في ذلك 43 منظمة غير حكومية وطنية، و32 منظمة دولية، و10 وكالات تابعة للأمم المتحدة.

وثمن نصر أحمد رئيس اللجنة الشعبية بمخيم الشاطئ، قرار الدول التي صوتت لصالح تفويض "الأونروا" في اللجنة الرابعة بالأمم المتحدة، معتبرًا إياه انتصارًا جديدًا للوكالة في ظل العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة.

وأكد أحمد، ان مخططات واشنطن الرامية إلى انهاء اعمال وكالة الغوث، عبر تقليص الدعم وتجفيف مواردها المالية، مشددًا بأنّ ترامب سيفشل في تحقيق أهدافه الصهيونية على حساب الحقوق الفلسطينية.

ودعا رئيس اللجنة الشعبية، الدول في الضغط باتجاه تطبيق قرارات الأمم المتحدة خاصة قرار 194، مع تعويض اللاجئين، مطالبًا الدول بالوفاء بتعدداتهم امام الالتزامات المالية تجاه "الاونروا".

وكانت الإدارة الأمريكية قد اقترحت على المشاركين في قمة البحرين، التي انعقدت في المنامة نهاية شهر يونيو الماضي، الاستغناء عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا"، وفق ما جاءت به صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية.

كلمات دلالية