في ذكرى ما يسمى بـ"المحرقة".. 75 عاماً ودموع التماسيح الإسرائيلية تذرف كذباً!

الساعة 09:05 م|12 ديسمبر 2019

فلسطين اليوم

مع اقراب ما يسمى بذكرى "المحرقة اليهودية"، من المقرر أن يزور نحو 35 رئيسًا من دولٍ عدة كيان الاحتلال "الإسرائيلي" في السابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني المقبل، في الوقت التي نشهد فيه استمرار اعمال القتل والإرهاب وسلب حقوق الشعب الفلسطيني دون تحريك أي ساكن.

ويرى مراقبون -في أحاديث منفصلة لفلسطين اليوم- بأن زيارة الاحتلال الإسرائيلي لحوالي 35 رئيساً لدعم الرواية اليهودية المزعومة، في الوقت الذي تمارس فيه قوات الاحتلال عشرات المجازر تجاه الفلسطينيين والعرب.

وفي الذكرى 75 عامًا لما يسمى "تحرير أوشفيتز، الهولوكوست"، تتهافت الدول المطبعة في إرضاء الاحتلال، وإعطاءه مزايا أكثر في شرعنه توغله على حساب الحقوق الفلسطينية، وتمرير المؤامرات الصهيوأمريكية، بدعم وتخطيط من رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، وتنفيذ بعض الأنظمة العربية والسلطة، التي دارتا ظهرهما امام مطالب وحقوق الفلسطينيين.

في حين، لم نسمع أي تصريح من مسؤولين من الدول العربية وسلطة رام الله تشجب تلك الزيارات المتكررة لفلسطين المحتلة، بينما يستغل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الاحداث والمناسبات لكسب المزيد من اصوات الناخبين في الانتخابات المقبلة.

المفكر والمحلل السياسي د. عبد الستار قاسم يرى في حديثه لـ" وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، أن زيارة اسرائيل لـ 35 دولة يحمل العديد من الدلالات منها حالة التدهور التي وصلت اليها الحالة العربية التي تمثلها الانظمة الرسمية، والمتمثلة في الهرولة نحو الاحتلال الإسرائيلي.

وقال قاسم "انّ الأنظمة العربية الحاكمة أدارت ظهرها للدول الأجنبية كالهند، على مدار السنوات، بالإضافة إلى توقيع اتفاقات التسوية مع المحتل، أعطاها فرصة لفتح علاقات جديدة مع الكيان الغاصب".

واضاف: ان الحكام العرب بعد موت صاحب فكرة الوحدة العربية جمال عبد الناصر، اقدموا على توقيع اتفاقيات تسوية عدة، منها السلطة، ما سمح للاحتلال بشرعنة اعماله دون حسيب ورقيب.

وأوضح ان نتنياهو يريد استغلال أي موقف لصالح حزب الليكود في صناديق الاقتراع بالانتخابات المقبلة، المزمع عقدها في آذار المقبل، كما انه كرس كل جهده في حشد طاقات الدول الاجنبية كزيارته للهند وكوريا الجنوبية واسبانيا، لدعم موقفه وراويته المزورة.

"إلا ان نتنياهو لن يفلح في أي تحقيق انجاز فالجمهور "الإسرائيلي" اصبح مغلقًا تحت إيديولوجيات معنية"، قول قاسم

وفيما يتعلق بالدعم المطلق للاحتلال، ذكر المفكر، ان الولايات المتحدة وفي مقدمتهم المحافل الدولية والحركة "الماسونية" واللتان تركزان على أصحاب القرارات العالمية، تشكلان سندًا "لإسرائيل"، وكان آخرها نقل ترامب سفارة بلاده للقدس واعلانها عاصمة للاحتلال، وشرعنة التغول الاستيطاني في الضفة المحتلة.

وطالب عبد الستار قاسم، تغيير بعض القيادات على الساحات الفلسطينية الذي يمثلون الجانب الرسمي وأصحاب صناع القرار الذين يؤمنون بالتنسيق الأمني، وإعادة تأهيل بعض القيادات لمجابهة مخططات الاحتلال.

وما يثبت مهزلة الأشخاص المطبعين، إذ اشترى رجل أعمال لبناني يدعى عبدالله شاتيلا، الشهر الماضي، متعلقات لأدولف هتلر عرضت في المزاد العلني بمبلغ 600 ألف يورو، ومن ثم تبرع بها لمؤسسة "ياد فاشيم" لتخليد ذكرى الهولوكوست في "إسرائيل"، في إشارة منه لدعم الرواية اليهودية.

لعب دور الضحية

وفيما يتعلق بأهداف الزيارة، أوضح المحلل السياسي حسن عبدو لـ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، ان "إسرائيل" تريد ان تظهر نفسها امام العالم انها ضحية في الماضي والحاضر، وانها تلعب دورًا عبر دبلوماسيتها في استعطاف الشعوب لها.

ورأى عبدو، ان رواية الاحتلال تساق إلى دول العالم، بشكل ممنهج ومخطط له، بينما تعمل على شيطنة وتشويه الموقف العربي الفلسطيني في الصراع، ونسيت انها مغتصبة لأرض فلسطين.

وبين ان الاحتلال يمتلك قدرات عملية وسياسية واقتصادية تؤهله في حشد الدول لصالحه، عبر دعم وتأهيل الشعوب الفقيرة كدعاية إغاثية، بينما تكاد تغيب الرؤية العربية الفلسطينية في الساحة الدولية، لمحاربة الرواية والتأويلات اليهودية المزيفة.

وعن دور الاحتلال في الأمم المتحدة، قال المحلل، :"إنه يوجد تراجع في تضامن اعضاء الدول في التصويت على قرارات الأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية، والمنحازة للاحتلال".

وأضاف، ان دبلوماسية السلطة الخارجية تنخرها الفساد، بالإضافة إلى عجزها في وضع استراتيجية ورؤية سليمة الأهداف في جلب المناصرين لفلسطين، وحشد طاقاتهم لدعم صمود وتعزيز أبناء شعبنا.

وفي عام 1996، كان قد دعا الرئيس الألماني "رومان هيرتسوغ" إلى جعل السابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني كل عام، بوم لإحياء ما يسمى بـ"المحرقة اليهودية"، فيما يستغل الاحتلال روايته التي اثبتها التاريخ بأنها مزورة، في حشد طاقات الدول للاصطفاف معه كضحية تاريخية خالدة.

 

كلمات دلالية