بالصور بيع الأسماك لم يعد حكراً على الرجال فقط في غزة..!

الساعة 12:37 م|07 ديسمبر 2019

فلسطين اليوم

"الحياة صعبة والظروف سيئة"، بهذه العبارة عبرت ام جميل الأقرع عن وضعها المأساوي نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة، إلا أن تفاقم الأوضاع لم يكن عائقًا أمام السيدة في مكافحة فقرها بإرادتها الصلبة، فتوجهت للبحر لسد قوت عائلها.

وترتدي السيدة أم جميل، عباءتها السوداء ومنديلها الاحمر، مع كل طلوع ساعات الفجر، لتبدأ في مشوار عملها الشاق في نظرة الآخرين، الرحيم في نظرتها، في بيع الأسماك، لِما يوفر قوت عائلتها المستورة، وبهذا يذهب شقاء ساعاتٍ طوال، من أجل سد رمق ابناءها الخمسة (ثلاثة أبناء وابنتان).   

منزل الأقرع البسيط في دير البلح وسط قطاع غزة، والمرصوف بألواح "الزينكو"، إذ تفترش العائلة على الرمال، وتختزن فيه معاناة سبعة أفراد، فيما تطوي السيدة الخمسينية جراحها في العمل والكد لتُعيل اسرتها، بعد فقدان المعيل الاب القدرة على العمل نتيجة وضعه الصحي المتدهور.

وتقول الأم بصوت يُعبر عما بداخلها من حزن وآلام سنين، "إنها تخرج من البيت كل يوم الساعة السادسة ونصف صباحًا"، وتضيف أنّها تذهب إلى المسمكة برفقه ابنها البكر جميل (24 عامًا)، وتشتري عددًا من صناديق الأسماك المختلفة ورخيصة الثمن حسب رغبة الزبائن، وهذه مسيرة كفاح منذُ 17 عامًا.

رزقها الوحيد

وتصطف أم جميل مع ابنها في أماكن عدة من القطاع، ابرزها: (الميناء، وسوق دير البلح، وبحر خانيونس، وداخل منزلها)، وامامها الصناديق الزرقاء بداخلها اسماك متنوعة منها: (سمك سردينة، ومحابر، بلاميديا، وسلاطين)، وتبدأ بالأهازيج لبيعها، وتذكر أن صافي الربح يتراوح ما بين 30 إلى 40 شيكل في اليوم الواحد، وتعتبره مصدر رزقها الوحيد.

وتشير إلى أن زوجها يعاني من "غضاريف" في فقرات العمود الفقري، بالإضافة إلى انه مريض كلوي، ما منعه القدرة على العمل، لتأتي محله في إعالة اسرتها، كما أنها تحاول قدر المستطاع توفير مصروف العلاج والمستلزمات الطبية له.

وبحسب وزارة التنمية الاجتماعية في غزة، أعلنت في مناسبة "اليوم العالمي للقضاء على الفقر"، والذي يصادف 17 أكتوبر، ان نسبة الفقر والبطالة في القطاع وصل لما يقارب 75% عام 2019م، ذلك يرجع للممارسات "الإسرائيلية" العدوانية المتراكمة منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، وحرمان الآلاف من أرباب الأسر الفلسطينية من سبل عيشهم.

وفيما يتعلق بصعوبة العمل، أوضحت انّ العمل بطبيعته لا يقتصر على الرجال فقط، فدخول السيدات كان قديمًا، إلا ان طبيعة جسم النساء لا تتحمل أعباء المهنة لساعات طوال، والوقوف تحت أشعة الشمس، والعمل بجانب الرجال في أماكن البيع، إلا ان العامل الاقتصادي المتردي دفعها للصمود امام التحديات للقفز عن خط الفقر.

وتؤمن السيدة الاقرع، بعزيمتها وقدراتها في مواجهه التحديات كافة، من أجل البقاء والعيش تحت وطأة الفقر المتصاعد، نتيجة تشديد الاحتلال من حصاره ضد القطاع، لأكثر من 12 عاماً.

 وتطالب ام جميل الاقرع، الجمعيات الاغاثية والإنسانية، في توفير العلاج اللازم لزوجها وتسريع آليه سفره للعلاج في الخارج؛ حتى يتمكن من العودة إلى العمل، القدرة على إعالة اسرتهما.

وبحسب ما ذكر رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار د. جمال الخضري، فقد وارتفعت الخسائر الشهرية المباشرة وغير المباشرة للقطاعات الاقتصادية في غزة، وصلت نهاية العام 2019، لقرابة 100 مليون دولار.

وأظهرت إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الزراعة بغزة، ان قطاع غزة يستهلك سنويًا نحو 2500 طن من الأسماك، فيما يبلغ عدد الصيادين نحو 4 آلاف يعملون على 700 مركب، ويتعايش من مهنة صيد السمك نحو 70 ألف نسمة.

tTc8p


 

50yOh

2EJrP (1)

 

l6QSj


 

كلمات دلالية