الموظفون رفضوا قرار الفصل

تقرير "الأونروا" تُسكت صوت المعاقين بغزة "إذاعة فرسان الإرادة"..فتفصل 24 موظفاً!

الساعة 01:13 م|28 نوفمبر 2019

فلسطين اليوم

قُبيل أسبوع من الاحتفال بيوم المعاق العالمي الثالث من ديسمبر من كل عام، تفاجأ موظفو "إذاعة فرسان الإرادة" الناطقة باسم المعاقين والتي تبث من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بقرار صادم ومأساوي أصدرته وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".

فقد فوجئ الموظفون، بتلقيهم اخطار من قبل وكالة الغوث، بإنهاء عقود 24 موظف وموظفة جلهم من فئة "ذوي الاحتياجات الخاصة"، بالفصل من العمل وإنهاء عقودهم في 31/12/2019.

وتعد "إذاعة فرسان الإرادة" هي الإذاعة الأولى الناطقة باسم المعاقين في الشرق الأوسط، بدعم وتمويل من لجنة التنسيق لمراكز التأهيل المجتمعي بمخيمات قطاع غزة، وتتخذ من مبنى جمعية دير البلح لتأهيل المعاقين مقراً لها.

وجاءت فكرة الإذاعة في ظل تزايد عدد المعاقين بسب العدوان المتواصل على أبناء شعبنا، خاصةً مع مسيرات العودة وكسر الحصار.

رفض قرار الفصل

محمود المسلمي المدير التنفيذي لإذاعة فرسان الإرادة، أوضح أن العاملين تفاجأوا بزيارة من موظفين من وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" وتقديم قرار بإنهاء عقود 24 موظف وموظفة جلهم من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وبإعطائهم إخطار بالفصل حتى 31/12/2019.

وبين في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن العاملين في الإذاعة رفضوا استلام الاخطارات، وأكدوا استمرارهم في العمل والبقاء على رأس عملهم حتى تحقيق مطالبهم.

وأكد المسلمي، أن الإذاعة تعمل وتتحدث باسم فئة مهمة وهي ذوي الاحتياجات الخاصة، معتبراً أن ما جرى هو سياسة إدارة الظهر لهذه الفئة، حيث يتسبب القرار بأزمة خانقة للموظفين وعوائهم.

إخراس صوت المعاقين

وبين، أن الإذاعة هي الأولى في الشرق الأوسط الناطقة باسم الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعمل في مجال الإعلام المتخصص، واستطاع المعاقون من خلالها تفجير ابداعاتهم وتفريغ طاقاتهم وبيان قصص نجاحهم وإثبات ذاتهم وإسهامهم في تنمية المجتمع ونشر الوعى وتغيير الصورة النمطية السلبية عن المعاقين والتواصل مع الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بالمعاقين ومحاولة ايصال صوتهم للمسؤولين وصناع القرار لتفعيل القوانين الخاصة بهم.

واعتبر أن ماجرى هو محاولة لإخراس صوت المعاقين وتكميم أفواههم من خلال تخلى وكالة غوث اللاجئين عن دفع رواتبهم و التى لا تتجاوز 350دولار شهرياً، كلهم على بند التشغيل المؤقت (البطالة) حيث لا يحصلون على إجازات ولا حقوق نهاية خدمة ولا أي مستحقات.

 

وعن خطوات الإذاعة الاحتجاجية، أشار المسلمي، إلى أن الموظفين سيتجهون للتصعيد الإعلامي وطرق الأبواب المغلقة والحشد والتضامن من أجل مناصرة الموظفين.

إذاعة مناصرة لـ"الأونروا"

من ناحيته، أوضح أسامة أبو صفر أحد العاملين في الإذاعة، أن الإذاعة أنشأت في الأول من أيار/ مايو 2006، ويعمل موظفوها على بند العقود، ولم يتعرضوا لأي اخطار بالفصل والايقاف عن العمل من قبل.

وبين، أبو صفر في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الإذاعة شاركت في كل حملات التعاطف والمؤازرة لوكالة الغوث في المؤامرات التي تُحاك ضدها، لكنها قوبلت بإجراءات الفصل التعسفية لموظفيها.

ورفض العاملون في الإذاعة قرارات الفصل التعسفية، ومازالوا يتواجدون على رأس عملهم في الإذاعة، فيما بدأوا بإجراءات الحشد والتضامن والمناصرة لموظفي الإذاعة للمطالبة بوقف الإجراءات بحقهم.

وكالة الغوث لا ترد

وللحديث عن أسباب الوكالة لفصل الموظفين وانهاء العقود، حاولت "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" الوصول للمسؤولين بوكالة الغوث إلا أنها لم يتسن لها الوصول لأحد.

استهجان واستغراب

من ناحيته، استنكر التجمع الصحفي الديمقراطي قرار إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فصل الزملاء الصحفيين العاملين في إذاعة فرسان الإرادة المهتمة بقضايا ذوي الاعاقة.

واستغرب التجمع هذا القرار المشين الذي يتنافى مع المبادئ الذي أنشأت على أساسها وكالة "الأونروا" وأهمها غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

وطالب التجمع الكل الفلسطيني وخصّ نقابة الصحفيين بضرورة الوقوف أمام الاجراء الغير عادل والمتكرر من قبلها، مؤكداً على ضرورة اسناد ودعم كل الزملاء الصحفيين في حقوقهم بميادين عملهم.

وعبر التجمع الصحفي الديمقراطي عن تضامنه الكامل مع الزملاء الصحفيين في إذاعة فرسان الإرادة، داعياً إلى العدول عن هذا القرار الجائر بحق الزملاء في إذاعة فرسان الإرادة.

وعلى الرغم من أن تجربة الإذاعة فريدة كونها تتحدث بلسان فئة متخصصة إلى أن السؤال الذي يبقى معلقاً هو هل تحاول الأونروا وقف كل لسان يتحدث بهموم المواطنين أم هي استمرار لسياسة وقف عمل وكالة الغوث في قطاع غزة، وإنهاء مهامها؟.

كلمات دلالية