صيحة الفجر .. وصون المقاومة .. خالد صادق

الساعة 03:48 م|15 نوفمبر 2019

بقلم

جولة التصعيد الصهيوني المفروضة على قطاع غزة لم تنته بعد ولها ما بعدها, وموافقة الاحتلال على الشروط التي فرضتها حركة الجهاد الاسلامي جاءت بضغط الاداء الميداني النوعي للحركة, وقدرتها على استهداف الاراضي المحتلة عام 48, وايقاع خسائر في صفوف الاحتلال, بالإضافة الى تذمر الجبهة الداخلية الصهيونية المهترئة من عدم قدرة الاحتلال على وقف اطلاق الصواريخ, وتعطل الحياة في المدن الكبرى, لكن نتنياهو وبينت وحكومتهم لم تكن تريد أو ترغب في أن تنتهي جولة التصعيد هكذا, فقد اعتقدوا أن حركة الجهاد سترضخ تحت قوة الضربات الموجهة إليها, وأنها ستستسلم للإسرائيليين؛ لكن الجهاد أملت شروطها على الاحتلال وفرضت إرادتها وقالت أنها مستعدة للمضي في معركتها "صيحة الفجر" لأيام طوال, حتى وإن بقيت وحدها في الميدان, فعندما اتخذت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي, قرار الرد على جريمة اغتيال القائد الكبير بهاء ابو العطا, كانت تعلم جيدا تبعات ذلك, وكانت شجاعة في تحمل المسؤولية, لذلك تميزت سرايا القدس في الميدان بأدائها العسكري وقدمت مفاجآت رغم أنها لم تخرج كل ما بجعبتها.

ما توصلت إليه سرايا القدس في هذه الجولة لا يخرج عن اعتبارها "استراحة مقاتل" لأنها تعلم أن هذا الاتفاق هش, ولا يضمن جانب الاحتلال الذي لن يتوانى في تفجير الأوضاع مجدداً , والجهاد لم يكن يقاتل من أجل إملاء هذه الشروط الثلاثة فقط برفع الحصار من خلال التزام "اسرائيل" بتنفيذ التفاهمات, والكف عن استخدام الرصاص الحي تجاه المتظاهرين في مسيرات العودة الكبرى, ووقف سياسة الاغتيالات ضد الفلسطينيين والتي تحاول الحكومة الصهيونية إعادتها من جديد, إنما كان يريد أن يرسي قواعد جديدة حاول الاحتلال تجاوزها باستهداف القائد بهاء أبو العطا , فمدن الاحتلال الصهيوني كلها باتت مستباحة أمام المقاومة , وأصيبت بالشلل وتوقفت فيها الحياة تماماً , وتضرر الاقتصاد الصهيوني بخسائر مادية كبيرة , وتكشفت حقيقة الهائلة الزائفة التي صنعتها "إسرائيل" لنفسها أمام العالم , وانهار شعار الجيش الذي لا يقهر, وتأكد ان "إسرائيل" التي لم تستطع أن تحمي نفسها, لن تستطيع ان تحمي أي دولة من الدول التي تستنجد بها وتقيم علاقات وتحالفات معها, وتلهث وراء التطبيع .

العقلية التي يتصف بها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو, ووزير حربه نفتالي بينت لا تحترم الاتفاقيات ولا يمكن البناء عليها ابدا, فاليد لا زالت على الزناد, والمقاومة لن تركن الى أي تهدئة لان الاحتلال موصوم بالغدر  والتسويف والتنصل من الاتفاقيات, صيحة الفجر تعني صون المقاومة من الاستهداف الصهيوني, وحمايتها من غدر الاعداء, لقد اسدل الستار على جولة جديدة من جولات المواجهة مع الاحتلال, لكن المعركة معه لن تنتهي الا بزواله عن أرضنا الفلسطينية المغتصبة, وشعبنا الذي يحمي مقاومته, ويتحصن بها ويدافع عنها, يثق بان المقاومة ستبقى في حالة استعداد لأي جولة جديدة قادمة, ولن تنخدع بهدوء مصطنع سرعان ما يستغله الاحتلال باستهداف قادته ومجاهديه, كما استغلت باستهداف القائد الكبير بهاء ابو العطا, رهاننا دائما على وعي مقاومتنا ووعي شعبنا, فنحن نجابه احتلال بغيض لا عهد له ولا ميثاق, احتلال لا يحترم اتفاقياته ويسعى دائما لتوتير الاجواء.

كلمات دلالية