رسمت قواعد اشتباك معقدة

اذلت نتنياهو وجيشه.. معركة صيحة الفجر "ضربة معلم" بكل المقاييس

الساعة 08:35 م|14 نوفمبر 2019

فلسطين اليوم

مع بدء سيران وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بعد إذعان الاحتلال "الإسرائيلي" للشروط التي فرضتها المقاومة عليه.

وبعد جولة كبيرة من رشقات الصواريخ المتواصلة اتجاه البلدة المحتلة رضخ "بنيامين نتنياهو" لمطالب المقاومة في التوجه نحو التهدئة، والتي حدد شروطها الثلاثة الأمين العام لحركة الجهاد أ. زياد النخالة، وهي، (وقف الاحتلال من سياسة الاغتيالات، وعدم استهداف المشاركين في مسيرات العودة وكسر والحصار، والتزام العدو باتفاق التهدئة الموقع عليه في القاهرة)، برعاية الجمهورية العربية الشقيقة مصر.

مختصان في الشأن الإسرائيلي اشارا أن الجولة الأخيرة التي خاضتها سرايا القدس مع بعض الاجنحة المسلحة ضد العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، اذلت الاحتلال الإسرائيلي، وشكلت عملية ردع منظم، وهو ما تكلل بإلزام العدو بالموافقة على شروط المقاومة.

بدوره، أكد المختص في الشأن "الإسرائيلي" عبد الرحمن شهاب، أن المقاومة في غزة ردعت الاحتلال من التغول في دماء الفلسطينيين والعودة لسياسة الاغتيالات، بعد أن قصفت عمق الكيان.

وأوضح شهاب، لـ"فلسطين اليوم الاخبارية"، أن صواريخ المقاومة ثبتت قواعد الاشتباك في الميدان مع العدو، إلى جانب أنها لقنت العدو درسًا قاسيًا بعد إخضاعه لوقف إطلاق النار رغم مواصلة المقاومة استهداف البلدات المحتلة أيام العدوان.

ورأى شهاب أن "نتنياهو" استغل الوقت المناسب وحاول كسب إنجازات سياسية لحسابات شخصية لصالح حزبه، وقطع الطريق على خصمه "بيني غنتس" في تشكيل الحكومة المعلقة، عبر اغتيال القائد بهاء أبو العطا، إلا أن مغامرة "نتنياهو" دفعته ثمنًا كبيراً من خلال قوة الرد الفوري على الجريمة النكراء.

وقال، المختص شهاب :"إنّ الاحتلال بطبيعته غادر لجميع الاتفاقات وان ما يلزمه هو قوة ردع من قبل المقاومة"، مضيفًا أن الجولات الميدانية على مدار الأعوام الماضية، جعلت "إسرائيل" دولة غير آمنة، مؤكدًا انه سيأتي اليوم الذي يرحل فيه الصهاينة من أرض فلسطين المحتلة.

وفيما يتعلق بخطاب الأمين العام أ. زياد النخالة، بين شهاب أن النخالة وضع النقاط على الحروف في صدقه الحازم والحاسم في توجيه رسائل قوية وذكية ورادعة للاحتلال "الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أن الخطاب أعاد مطالب المقاومة في إدارة الصراع إلى بدايته.

وتكبد الاحتلال خسائر كبيرة بفعل قصف المقاومة البلدات المحتلة طوال أيام العدوان بمئات الصواريخ مختلفة الاحجام، إذ أصيب نحو 62 مستوطنًا بينهم حالات هلع، إلى جانب خسائر مالية حوالي 275 مليون شيكل وهبوط حاد في مؤشرات البورصة "الإسرائيلية"، بحسب القناة 13 العبرية.

المقاومة شلت "إسرائيل"

وأكد المختص في الشأن "الإسرائيلي" عامر خليل لـ"فلسطين اليوم" أن الاحتلال اذعن لشروط وقف إطلاق النار، بعد أن شلت المقاومة الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال في توقف الحركة التجارية والاجتماعية ونزول ملايين المستوطنين داخل الملاجئ طيلة فترة العدوان، محذرًا من غدر العدو.

وأوضح أن الخاسر الأكبر في الجولات العسكرية هو الاحتلال "الإسرائيلي" على جميع الأصعدة بما فيها الشق السياسي، إلى جانب قدرة المقاومة على شل الجبهة الداخلية في مدن الاحتلال كافة.

وأشار المحلل عامر إلى أن جميع المعطيات الميدانية تؤكد أن الجولة التصعيدية المقبلة، سيدفع الاحتلال خلالها ثمنًا باهضًا، في ظل تسمك الفصائل الفلسطينية بتطوير سلاحها في التصدي لآلة البطش الصهيونية.

وبخصوص اهداف نتنياهو من اغتيال القائد أبو العطا، بينّ أن أحد أهدافه هو لفت نظر الجمهور والساحة الحزبية "الإسرائيلية" في التركيز على الأوضاع الأمنية، موضحًا أنه أراد من ذلك خدمة مصالحه الشخصية والحزبية في تشكيل الحكومة بمفرده، مشيرًا إلى ان اهداف نتنياهو المزيفة كُشفت لدى الجمهور "الإسرائيلي".

وذكر بأن الأمور السياسية لن تكون في صالح نتنياهو بعد كشف نواياه لدى "الإسرائيليين"، وان الأيام المقبلة ستشهد حالة من الهدوء والتهدئة لفترة طويلة.

وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي بعد رد سرايا القدس، توقع عامر أن تكون فرص تشكيل الحكومة امام "غنتس" ضئيلة جدًا، مشيراً إلى ان لديه خمسة أيام لتشكيل الحكومة، وفي حال لم يفلح سينتقل الامر إلى مرحلة أخرى مدتها 21 يوماً، ينتظر فيها جمع عضو من الكنيست توقيع 61 من الأعضاء لصالح أحد المتنافسين، وهذا أمر مستبعد، بعدها تتجه الأمور إلى انتخابات ثالثة والمزمع عقدها شهر آذار عام 2020، في حال لم يتفق "نتنياهو وغنتس" على تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق المسار الذي حدة رئيس الكيان "رؤفين ريفلين".

واغتالت طائرات الاحتلال القائد في سرايا القدس بهاء أبو العطا وزوجته فجر يوم الثلاثاء الماضي، في حي الشجاعية شرقي قطاع غزة، تزامنًا مع استهداف نجل عضو المكتب السياسي الشهيد معاذ أكرم عجوري ورفيقه عبدالله يوسف حسن واصابة 10 آخرين في دمشق.

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الدخول في حيز التنفيذ لوقف إطلاق النار التي رعتها القاهرة في تمام الساعة 5:30 فجر اليوم الخميس، بعد خضوع الاحتلال "الإسرائيلي" لشروط الحركة، مؤكدًا أن التزام العدو بها شرط أساسي لاستمرار التهدئة.