ماذا تُخبئ جولة غزة الأخيرة لمخططات نتنياهو السياسية ؟

الساعة 01:43 م|14 نوفمبر 2019

فلسطين اليوم

سعى رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو منذ اليوم الأول لإعطاء الاوامر باغتيال  قائد سرايا القدس "بهاء أبو العطا" في المنطقة الشمالية في قطاع غزة أن يكون الاغتيال طوقاً للنجاة في معركته السياسية، وأن يجني المكاسب السياسية ويتمكن من الدفع بتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن المفاجأة التي لقنتها له "سرايا القدس" أفشلت كافة المراهنات بالتسلق على دماء الشهداء لتحقيق مكاسب سياسية.

حجم الرد من "سرايا القدس" للثأر لدماء القائد أبو العطا دفع بالعديد من قادة الاحتلال للخروج لفضح نتنياهو بأنه قد كسر هيبة الاحتلال، ودفع بالجهاد الإسلامي لمحاصرة "إسرائيل" لثلاثة أيام وهو الذي لم يحدث منذ حرب الخليج في الثمانيات.

ذو الفقار سويرجو المحلل السياسي اعتبر ان المكسب الوحيد لنتنياهو من جولته في قطاع غزة ، هو القدرة على اغتيال قائد كبير بحجم بهاء ابو العطا ، رغم ان نتنياهو كان يسعى للهدف السياسي ولقطف ثمار تشكيل الحكومة وقطع الطرق امام غينتس ، هو ما ستكشفه الايام القادمة اذا ما نجح .

سويرجو قال ان المعركة التي خاضتها سرايا القدس ليست كسابقاتها ، وطبيعة الجولة سجلت العديد من النقاط ضد اسرائيل وخلال 72 ساعة فقط ، معتبراً ان المجتمع الاسرائيلي لم يعد يشعر بالثقة على المدى البعيد في الصراع .

وبين سويرجو ان مخططات نتنياهو قد تسط امام حجم النيران التي اطلقتها  سرايا القدس للاحتلال ، واصفاً التكتيك العسكري للسرايا بالذكي جدا وقد يغير مخططات الاحتلال .

توقيت سياسي

وفي تحليل لمركز اطلس للدراسات تحت عنوان "الجهاد خسرت بهاء وكسبت الميدان" قال " كان اغتيال ابو العطا اغتيالا سياسيا فتوقيته سياسي واهدافه سياسية و وكان يهدف لاغتيال احتمالات تشكيل غانس للحكومة وتعزيز موقف وموقع نتنياهو والضغط على ليبرمان وغانس  ان هذا ليس الوقت للاجندات الحزبية , ونتنياهو كان مستعدا لكل السيناريوهات , استعداد من ليس لديه شيئ ليخسره , والاهم بالنسبة له كان ابعاد أي شبهه سياسية عن قرار الاغتيال .

وتابع التحليل وبغض النظر عن النتائج الحقيقية لجولة التصعيد , فأنهم في اسرائيل كما دوما سييظلون منقسمين , فجماعة السلطة سيعددون الانجازات وجماعة المعارضة سيتحدثون عن الخضوع (لمنظمات الارهاب) وينتقدون تآكل الردع ويطالبون بتعزيزه . لكن بتقديرنا ان نتنياهو خرج من المعركة بشكل افضل مما كان قبلها , حيث نجح في اغتيال الشهيد بهاء ونجح في التشويش على خيارات غانتس , ولكن هذه النجاحات قد تظل نجاحات مؤقتة ,

وقال المحلل احمد عبد الرحمن : الاحتلال أراد ان يستثمر اغتيال القيادي بهاء ابو العطا  سياسياً ، ولكن لم يتوقع ان يكون الرد بهذا الحجم عندما استهدف مناطق كبيرة  ، مشيراً الى ان صفارات الانذار فضحت الاحتلال.

وأكد ان الاحتلال كان يسعى للتهدئة خوفا ًممن لم تستخدمه سرايا القدس من صواريخ.

كلمات دلالية