بالصور "ناجٍ" يروي لحظة استشهاد بهاء أبو العطا والابتسامة التي رسمها على وجهه

الساعة 06:30 م|12 نوفمبر 2019

فلسطين اليوم

"رأيته يترجل مبتسمًا داخل المنزل، وذهبت إلى غرفتي في الشقة الثانية للخلود إلى النوم، وفجأة دون سابق انذار وجدت نفسي تحت كومة من الرماد الأسود وسط ظلام كبير لم أرى حتى اصبعي"، هكذا روى عبدالله أبو العطا لحظة استهداف طائرات الاحتلال لمنزل قائد سرايا القدس بهاء أبو العطا.

عبد الله هو شقيق زوجة القائد بهاء أبو العطا، كان يداوم على المبيت في الشقة الثانية من منزل القائد بهاء، ورغم ذلك إلا أنه قليلًا ما يشاهد بهاء في مثل هذه الاوقات من الليل بسبب انشغال القائد في الاعداد والتجهيز والتحشيد لمعركة قادمة مع الاحتلال الإسرائيلي.

دقت الساعة الثالثة فجرًا حينما وصل بهاء منهكًا ومتعبًا إلى المنزل أملًا في الحصول على بعض من الوقت كـ "استراحة مقاتل" تسانده في أوقات أخرى للإعداد والتجهيز، شاهده عبد الله أثناء دخوله المنازل، حيث أبرق إليه القائد بهاء ابتسامة ساحرة ستظل خالدة في ذاكرة عبد الله أحد من نجا في عملية اغتيال القائد أبو العطا.

بعد الابتسامة الخالدة دخل كل منهما إلى شقته، حيث يقول عبدالله: "دقائق معدودة فقط جلست على فراش النوام حتى تفاجأت بتساقط الركام وتصاعد الدخان ورائحة البارود، لم يكن هناك ضوء يدلني على الطريق حتى أضأت مسرعًا الهاتف المحمول لأجد نفسي في مكان مختلف عما كان عليه قبل دقائق حيث الركام الكبير في المنزل".

بشكل جنوني خرج عبدالله من شقته متجهًا إلى شقة شقيقته أسماء ليجد ضوء كبيرًا في الشقة تبين فيما بعد أن جدران الغرفة قد سقطت في الشارع، فلم يجد عبد الله سبيلًا ومن معه من المرافقين والجيران سوى انقاذ الأطفال واخلائهم بسرعة من المنزل خشية من استهدافه مرة أخرى، ويقول عبدالله: "أصبت بصدمة كبيرة عندما وجدت سليم مصابًا بشظايا في جسده ثم وجدت محمد واسماعيل اصابة طفيفة، وتوجهت إلى غرفة ليان وفاطمة لم يكن بوسعي عمل شيء حتى تدخل الجيران لإخلاء المنزل.

وعن القائد بهاء أبو العطا وزوجته اسماء قال: "عندما ذهبت إلى غرفة شقيقتي ووجدت الجدران متساقطة في الشارع لم أجد لا شقيقتي ولا بهاء تيقنت حينها أنهما استشهدا وسقطا من شدة القصف في الشارع خارج المنزل"، وبالفعل بعد برهة من الوقت وُجد القائد أبا سليم مدرجًا بدمائه الزكية على باب المدرسة المجاورة لمنزله أما زوجته أسماء فقد وجدت جثتها الطاهرة داخل المدرسة مدرجة بدمائها الزكية.

فور سماع صوت القصف وصرخات المحبين امتلأت ساحة منزل أبا سليم أبو العطا بمئات المواطنين وعيونهم تتفجر دمعًا، سيارات مدنية وعسكرية وشرطية ودراجات نارية تتجمهر قرب منزل القائد بهاء وتنتظر سماع أخر الأخبار لكن الخبر الأكيد جاء على لسان قادة سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي التي اعلنت عبر جهاز اللاسلكي استشهاد القائد الكبير بهاء أبو العطا.

ولم يمضى سوى دقائق على صدمة عناصر سرايا القدس حتى انطلقت صواريخ بهاء أبو العطا تجاه مستوطنات غلاف قطاع غزة ثم المدن المحتلة "القدس وتل أبيب" لتبدأ معركة لا حدود لها كما قالت سرايا القدس.

منزل أبو العطا
قصف منزل أبو العطا
لحظة استهداف أبو العطا
منزل بهاء أبو العطا
تجمهر المواطنين قرب منزل بهاء أبو العطا
منزل بهاء أبو العطا بعد الاستهداف
 

كلمات دلالية