خمسة أعوام على عملية "أسد القدس" البطولية

الساعة 03:56 م|30 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

على خطا كل شهداء النهج الجهادي المقاوم في فلسطين، سار شهيدنا المجاهد معتز حجازي ابن مدينة القدس حافظاً لوصية معلمه الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، أبى إلا أن ينتقم ويثأر ممن يحاول التطاول وتدنيس المسجد الأقصى المبارك والقدس، فجاء الرد الطبيعي على يد شهيدنا المجاهد معتز حجازي.

خمسة أعوام مرت على استشهاد الأسير المحر معتز إبراهيم حجازي، والذي شهدته ساحات المسجد الأقصى مرابطاً، فلم ينل السجن من عزيمته بل ازداد ثورةً وعنفواناً وحقداً على أعداء الله اليهود والمستوطنين الغاصبين، فقد تعهد يوم الإفراج عنه بأن يكون شوكة في حلقهم وأن لا يسمح لهم بالاقتراب من المسجد الأقصى، ليرد عليهم بعمليته البطولية التي أدت لإصابة الحاخام المتطرف "يهودا غليك" بجراح خطيرة جداً.

أسد القدس

في ساعات ظهر يوم الأربعاء الموافق 29/10/2014م، غادر الشهيد معتز حجازي منزله وهو عاقد العزم على تصفية الحاخام "يهودا غليك" أحد أكثر المستوطنين تطرفاً، وانتهاكاً للمسجد الأقصى، ورئيس جماعة أمناء جبل الهيكل، الذي كان يشارك بأعمال مؤتمر "الحفاظ على تراث الهيكل" بمركز بيغين، بمشاركة واسعة لشخصيات صهيونية رفيعة.

وصل الشهيد معتز حجازي إلى عمله في مطعم «ترسا» الواقع في مركز القدس مستقلاً دراجة نارية وكان المسدس بحوزته وخبأه على خاصرته، وغادر عمله ولكنه لم يعود للبيت ولكنه انتظر في الخارج لخروج الحاخام غليك من المؤتمر، وأثناء خروجه برفقة عددٍ من غلاة التطرف تقدم حجازي نحوه وسأله هل أنت يهودا غليك؟ فقــــال له نعم، ورد عليه حجازي "متأسف جدًا ولكنك عدو الأقصى ويجب أن أفعل ذلك"، وأطلق عليه أربع رصاصات من مسافة صفر فأصابه بجروحٍ خطرة جداً نقل على إثرها إلى مشفى تشعاري تسيدك وبقي عاجزاً عن الحركة والتنقل لفترة، وتمكن الشهيد معتز حجازي من الانسحاب من مكان عمليته البطولية تحفه عناية الرحمن.

ارتقائه شهيداً

في أعقاب العملية البطولية أعلن العدو الصهيوني عن عملية أمنية واسعة ونشرت المئات من رجال الشرطة وحرس الحدود ونصب العشرات من الحواجز في مختلف أنحاء المدينة، وفي اليوم الثاني للعملية الموافق 30/10/2014م، زعم "الشاباك" الصهيوني إنه تمكن من معرفة منفذ العملية بالاعتماد على تحليل سجلات الكاميرات الأمنية المنتشرة بالقدس، وتم محاصرة منزل الشهيد معتز حجازي في حي الثوري بمدينة القدس المحتلة، وخاض معهم اشتباكاً مسلحاً، وتمكنت قوات الاحتلال من إعدامه بدم بارد بعدما تركته ينزف لأكثر من ساعة دون السماح لأحد بالاقتراب منه.

الشهيد معتز في سطور

ولد الشهيد المجاهد معتز إبراهيم خليل حجازي في مدينة القدس المحتلة بتاريخ 28/04/1982م، وتتكون أسرته من ثلاثة إخوة بالإضافة إلى والديه الأكارم, وترتيبه الثاني بين أشقائه. 

تلقى الشهيد المجاهد معتز حجازي في دراسته الابتدائية والإعدادية في دولة الإمارات العربية المتحدة (أبو ظبي) بسبب عمل والده في تلك البلاد, وفي عام 1996 عاد للاستقرار في مدينة القدس بعد تهديدهم بالحرمان من العودة ولمحاولة سحب هوياتهم.

أكمل الشهيد معتز دراسته الثانوية في القدس في مدرسة شعفاط الثانوية لمدة سنة واحدة ومن ثم التحق في مدرسة القدس الصناعية قسم الكهرباء، وحصل على الثانوية العامة صناعي بمعدل 85%, ومن ثم التحق بكلية أورط (عبدالله بن الحسين) في الشيخ جراح قسم الكهرباء العامة واعتقل في نهاية الفصل الأول.

تميز الشهيد المجاهد معتز حجازي بلياقته البدنية العالية فكان ماهراً في السباحة، والكراتيه، وطاولة التنس وركوب الدراجات الهوائية والجري. 

أما عن فكر الشهيد الثقافي فكان يقرأ الكتب الدينية والعلمية وخاصة كتب الطب بالأعشاب إلى جانب متابعته على التلفاز البرامج التعليمية الخاصة بذلك وكان يقضي أغلب وقته في السجن على هذه القراءة والمتابعة, كما أنه تعلم في السجن اللغة العبرية وقليل من اللغة الروسية. 

اعتقل شهيدنا المجاهد معتز بتاريخ 06/12/2000م من منطقة "زنقيل يسرائيل" في القدس من قبل قوات خاصة أثناء قيامه بمساعدة والده في عمله توزيع الجرائد وكان ذلك في حدود الساعة الخامسة والنصف فجراً في يوم من أيام شهر رمضان المبارك وذلك بتهمة إحراق سبع خزائن للكهرباء في "كريات يوفيل".

أثناء اعتقال الشهيد الفارس معتز حجازي حاول قتل أحد حراس السجن (حنان بيطون) وذلك فور إنهاءه عقوبة فرضت عليه في الزنزانة ولدى خروجه من الزنزانة حيث هاجم شهيدنا الفارس معتز الحارس بأداة تم تحويلها إلى سكين وطعنه في عنقه وقام بعدها بالتكبير, كذلك قام في سابقة أخرى بجرح سجانين في وجههما بعدما قاما بسب الذات الإلهية أمامه. 

بعد اعتقال الشهيد الفارس معتز حجازي ولعدم حصول المخابرات الصهيونية على اعتراف منه بفعله المقاوم قامت المخابرات باعتقال والده ووضعه في غرفه مجاورة لابنه ومارسوا التعذيب مع والده كوسيلة ضغط عليه فقام شهيدنا الفارس معتز بالاعتراف حتى ينقذ والده من بين أيدي المخابرات الصهيونية. 

قضى الشهيد المجاهد معتز حجازي أغلب فترة اعتقاله في السجن في زنازين العزل حيث أنه تم عزله من عام 2003 وحتى الإفراج عنه في بتاريخ 5/6/2012م، بعد قضاء محكوميته البالغة 11 عام ونصف، وما يقارب التسعة أعوام منها معزولاً. 

رحل معتز تاركاً خلفه ثقافة جديدة أعجبت كل الشباب الفلسطيني والعربي، وهي العمل الفردي غير المنظم في استهداف غلاة المستوطنين الذين يعتدون وينتهكون ويغتصبون المسجد الأقصى صباح مساء، وسط صمت عربي وإسلامي ودولي، ولسان حال معتز وما يمثله من شريحة عريضة من الشباب والنساء تقول: لبيك يا أقصى، سنحميك بدمائنا وسنؤسس لمرحلة جديدة من المقاومة الشعبية ذات الطابع المسلح.

كلمات دلالية