بالصور العدوان الثلاثي يفتك بالسيدة "خيرية"

فلسطين اليوم

سيدة في مطلع الستينات من العمر، تفترش ساحة منزلها المتهالك، تراقب تساقط حبات المطر على الأرض من ثقوب سقف منزلها المستور بالـ"زينقو"، منتظرة بفارغ الصبر أن ينتهي المنخفض الجوي كي تعود إلى حياتها الطبيعية.

فالجهل والفقر والمرض، عدوان ثلاثي يلاحق السيدة خيرية أبو حدايد من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في كل وقت حين، لا سيما مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والحصار الذي يفتك بسكان القطاع منذ ما يزيد عن 12 عامًا، خاصة ممن يقعون تحت خط الفقر.

هذا المشهد تعايشيه السيدة أبو حديد في كل شتاء، وتقول لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إنها بعد إصابتها بمرض سرطان الثدي عام 2015 لم تعد تقوى للذهاب إلى المؤسسات الخيرية التي كانت تساعدها في السابق، فحالتها الصحية والمادية لا تسمح لها بالتنقل بين الجمعيات الخيرية لطلب المساعدة.

وفي طيات بيتها تعيش إلى جانبها ابنتها الوحيدة، وشقيقتها الكبرى التي تبلغ من العمر (78عاما) وتعاني من مرض الزهايمر، حيث تعيش في غرفة مع شقيقتها، والغرفة الأخرى لابنتها مع أبنائها الأربعة، وتضيف: "لا يوجد أحد يصرف علينا، ولا أتلقى أي مساعدات سوى كابونة "الوكالة"، ويتصدق علينا أهل الخير من الجيران والأقارب".

السيدة خيرية هجرها زوجها قبل 12 عامًا، ومنذ ذلك الوقت، تعيش مع شقيقتها وابنتها، وتعاني من أوضاع نفسية واقتصادية صعبة للغاية، مشيرة إلى أن حالتها الصحية متدهورة، ناهيك عن إصابة شقيقتها الكبرى بالزهايمر وتحتاج إلى رعاية خاصة.

وحسب وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، فإن 33.8 بالمئة من سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر المدقع، مشيرة إلى أن نسبتي الفقر والبطالة في غزة وصلتا، خلال عام 2019، إلى75 بالمئة، فيما 70 بالمئة من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وحول إصابتها بمرض السرطان، تقول أنه ظهر معها في عام 2015م، عندها لاحظت ظهور كتلة دهنية في ثديها، وبعد عدة شهور من العلاج بالمضادات الحيوية، تم أخذ عينة من الكتلة الدهنية، وتشخصيها بمرض السرطان في الثدي الأيسر.

أبو حدايد لم تكن تعلم أو تعرف شيئا حول الفحص المبكر لمرض السرطان، مضيفة أنها لا تتابع حالتها الصحية ولا تستطيع الذهاب إلى مستشفى الأوروبي لاستلام "علاج الهرمون"، بسبب الظروف الصحية والاقتصادية التي تعيشها، مشيرا إلى أن أختها كانت تستلم عنها العلاج في السابق وحاليا بعد اصابتها بالزهايمر لا تستطيع.

مناشدة السيدة خيرية وجهتها إلى الرئيس محمود عباس والجهات المختصة، لمساعدتها على مواجهة الفقر والمرض وتوفير مقومات الحياة الانسانية.

ووفق وزارة الصحة، يعتبر مرض سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان انتشارا في كافة محافظات فلسطين عام 2018، حيث وصلت نسبة الإصابة إلى 14.2% من مجموع حالات السرطان المسجلة، وبمعدل حدوث 16.7 حالة لكل مئة ألف.

وتلفت الصحة، أن فلسطين شهدت خلال 17 عاما الماضية زيادة ملحوظة في عدد حالات السرطان، وأنها تضاعفت من 1073 حالة عام 2000 إلى 2536 حالة عام 2017 في الضفة الغربية فقط.

ويصادف شهر أكتوبر الجاري، شهر التوعية بمخاطر مرض سرطان الثدي حول العالم ويتخذ اللون الزهري أو الوردي شعارا من أجل التوعية بمخاطر مرض سرطان الثدي.

ويعد مرض السرطان أحد أكثر مسببات الوفاة حول العالم، بنحو 13% من مجموع وفيات سكان العالم سنويا، حسب بيانات منظمة الصحة العالمية.