"ناشيونال جيوغرافيك" غزة يلتقط..

بالفيديو والصور مشاهد حية لأول مرة من أعماق بحر القطاع .. بكاميرا غزية

الساعة 12:35 م|24 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

"رمالٌ بحريةٌ تعتليها صخور مليئة بالطحالب وبينها الأسماك تسبح ببطء بحثًا عن مصدر رزق لها أو تتخذها بيتا لحماية نفسها من الوحوش البحرية، اشعة الشمس التي تكاد أن تصل إلى الرمال بعد اختراق المياه، تشكل مزيجًا من الألوان الخلابة وتكشف بوضوح أعماق البحار" هذا مشهد ليس من ناشيونال جيوغرافيك بل من مصور فلسطيني التقط هذا المشهد على بعد عشرات الأمتار من شاطئ بحر غزة لأول مرة.

المصور الصحفي محمد أسعد (35 عامًا) تمكن لأول مرة في فلسطين من كشف خبايا أعماق البحر على شاطئ غزة مستخدمًا زعانف ونظارة وكاميرا جوبرو فقط، لتصوير الأسماك المتنوعة التي لا يراها الغزي إلا على أطباق الطعام وفي الأسواق.

ويعتمد المصور الصحفي أسعد في توثيق الحياة البحرية في شاطئ غزة على قوة تحمله وقدرته على التنفس داخل أعماق البحر دون استخدام الأجهزة الخاصة التي يستخدمها الغواصون أثناء توثيق الحياة البحرية داخل أعماق البحار.

محمد أسعد هو خريج تحاليل طبية لكنه يعمل في مجال التصوير الصحفي منذ 12 عامًا شهد خلالها الحروب الثلاثة المدمرة التي شنتها "إسرائيل" ضد قطاع غزة، ورغم ما يعانيه المصور الفلسطيني جراء تلك الأحداث المؤلمة إلا أن أسعد امتلك الإرادة والعزيمة والإصرار للتأكيد على أن أهالي قطاع غزة يحبون الحياة ويحلمون في ممارستها في كافة المجالات.

بدأت فكرة التصوير داخل أعماق البحر تتبلور في عقل المصور محمد أسعد قبل 6 أعوام حينما كان يُعد تقريرًا مصورًا عن راكبي الأمواج والقوارب الشراعية، وبعد وقت قليل من اعداد التقرير بدأ محمد يستقل مركب للصيد والسباحة لمئات الأمتار أملًا في الحصول على صورة توثق حياة الأسماك إلا أن ذلك الحلم كان من الصعب تحقيقه في ظل عدم توفر الكاميرا المخصصة للتصوير.

وبعد عدة سنوات حصل المصور محمد أسعد على جائزة "أوتشا الدولية" لتنهي جزء من العائق الذي يقف أمام تحقيق حلمه، والجائزة عبارة عن كاميرا جوبرو المتخصصة في التصوير داخل الماء، ومنذ استلام الجائزة والمصور أسعد يقوم بتوثيق عمليات صيد الأسماك داخل شاطئ بحر غزة وصلًا إلى مرافقة الغواصين الذين يطادون الأسماك بالمسدس البحري وهي طريقة صيد معروفة على مستوى العالم يتنافس فيها الغواصون بأعماق مختلفة وقدرة نفس أطول.

ويروي المصور محمد أسعد مشاهد عدة التقطها داخل أعماق البحر على شاطئ غزة، قائلًا: "وجدت الكثير من الصخور الجميلة والأسماك المتنوعة ذات الألوان الجذابة والتي لا يراها الغزي إلا عبر التلفاز أو على اطباق الطعام أو في الأسواق، كما شاهدت طبيعة حياة الأسماك داخل الصخور المتنوعة".

وأضاف المصور أسعد لـ"فلسطين اليوم": "هذه أول مرة في فلسطين يتم نقل صورة بشكل صحفي ومهني عن حياة الأسماك على شاطئ بحر غزة بالصوت والصورة، لاسيما أن عدد كبير من الناس لا يعرفون أسرار هذا البحر سوى من يمتلك نظارات مائية".

وعن أحلامه كشف المصور محمد أسعد أنه يعكف حاليًا على انتاج فيلم عن الصيد بالمسدس البحري في شاطئ بحر غزة، قائلًا سأركز خلال اعداد الفيلم على أسئلة عدة منها "كيف تعمل هذه الفئة من الغواصين؟ وماذا ينقصها؟ وكيف تحصل على معداتها؟ وطرق الصيد المختلفة بالليل والنهار والانواع التي يحصلون عليها؟".

فرحة محمد أسعد من تصوير أعماق شاطئ بحر غزة المتواضع منقوصة وذلك لأسباب مختلفة؛ أولها الحصار الإسرائيلي الذي يمنع دخول المعدات اللازمة لعملية الغوص من أجهزة التنفس وكاميرات مائية كبيرة وبدلة غوص".

وعن السبب الأخر الذي يقف عائقًا لإكمال فرحة أسعد قال: "الأزمة المتفاقمة التي يعيشها بحر قطاع غزة منذ سنوات عدة وهي تلوثه بمياه الصرف الصحي التي تقف حاجزًا أمام خروج صورة واضحة في فصلي الربيع والصيف"، مشيرًا إلى أنه يتنظر فصلي الخريف والشتاء لأن مياه البحر تكون صافية ونظيفة تمكنه من التقاط صور واضحة ودقيقة لحياة الأسماك البحرية.

ويأمل المصور محمد أسعد الحصول على دورات تدريبية مكثفة تمكنه في الحصول على النفس الأطول داخل أعماق البحر بهدف تصوير الحياة والبيئة البحرية الفلسطينية بشكل أفضل ودقيق.

 

 

محمد أسعد ‫(38928916)‬ ‫‬.JPG
محمد أسعد ‫(38928915)‬ ‫‬.JPG
محمد أسعد ‫(38928914)‬ ‫‬
محمد أسعد ‫(38928913)‬ ‫‬
محمد أسعد ‫(38928912)‬ ‫‬
محمد أسعد ‫(38928911)‬ ‫‬
محمد أسعد ‫(38928910)‬ ‫‬
محمد أسعد ‫(38928909)‬ ‫‬.JPG
محمد أسعد ‫(38928908)‬ ‫‬.JPG
محمد أسعد ‫(38928907)‬ ‫‬.JPG
محمد أسعد ‫(38928906)‬ ‫‬.JPG
محمد أسعد ‫(38928905)‬ ‫‬.JPG
محمد أسعد ‫(38928900)‬ ‫‬.JPG
محمد أسعد ‫(38928899)‬ ‫‬.JPG
محمد أسعد ‫(38928898)‬ ‫‬.JPG
محمد أسعد ‫(38928897)‬ ‫‬.JPG
 

كلمات دلالية