شرق أوسط جديد- معاريف

الساعة 12:27 م|23 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: ران ادلست

(المضمون: قائد سلاح الجو السابق ايتان بن الياهو يقدم سياسة بديلة لمحيطنا السياسي لا تتعلق مفاصله بنا بل بغيرنا ولا يبقى من بديله سوى الاستنتاج بان سياسة القيادة الحالية تؤدي الى المصيبة - المصدر).

ايتان بن الياهو هو قائد سلاح الجو السابق وجندي وفيّ في المعركة ضد ايران والارهاب. شخصيا، شاب من السهل محبته. وعندما يطلق تصريحا يمكن ان نفهم منه حجم الارتباك والتشوش لقواتنا على الخطوط حول ما يجري في الساحة، وبالاساس ما يحصل لها هي نفسها امام تقلبات الاحداث.

يخيل أن بن الياهو يفهم بان سياسة الامن الحالية هي مصيبة. وهو لا يزال يتردد كيف الخروج منها، ولكن الخطوة الاولى على الاقل هي في الاتجاه الصحيح. وبديله عن السياسة الحالية هو "تغييرها من الاساس وخلق قناة حوار متجددة، ولكن مسنودة باستعداد عسكري مصمم. وتكون اهداف السياسة اعادة التنسيق بين روسيا وتركيا للحفاظ على الاستقرار في سوريا، جهد دولي لاعطاء الاكراد دولة، ومفاوضات متجددة بين الغرب وايران لبلورة اتفاق لاحق للاتفاق النووي الذي في اساسه الوعد الا تتزود ايران ابدا بسلاح نووي". والشرط المرافق لهذا البديل برأي بن الياه هو "تغيير الزعماء الحاليين".

وفقط على سبيل ضبط النظام، مرغوب فيه أن نخرج من لائحة بن الياهو قضايا ليست لنا، لاسرائيل، سيطرة عليها. أولا: "اعادة التنسيق بين روسيا وترك" ليست منوطة بنا على الاطلاق، وبرأي ديفيد اجنشيوس من "واشنطن بوست" فان بينهما تنسيقا معينا بالنسبة لخط توقف الدبابات التركية. يدور الحديث عن دولتين سفك الدماء هو أداة شرعية لتحقيق اهدافهما. ثانيا، "ليس فقط" الجهد الدولي لاعطاء دولة للاكراد، ليس شأننا، بل ان كل جهد في هذا الاتجاه (في الماضي قفز البيبي فجأة فاعترف بكردستان العراق، وعلى الفور تراجع). يخرب على التنسيق بين تركيا وروسيا، الذي غايته اعطاء خازوق للاكراد بثمن الهدوء.

 

ثالثا، "اتفاق نووي متجدد" هو حيلة ترامبية لاجل الخروج من المتاهة الايرانية التي يعلق فيها. ومن يتعلق بالاتفاق الجديد هو نتنياهو الذي سيبلغ الامة: "انتصرت، ولكن ماذا عن الارهاب والصواريخ".

رابعا، يعدد بن الياهو في ترسانة بديله "وعد الا تنتج ايران ابدا سلاحا نوويا". "أبدا لا" هو تعبير ليس من هذا العالم. ما يتبقى من بديل بن الياهو هو القول ان نتنياهو، اردوغان وترامب ليسوا المرشحين في هذا البديل، وهنا هو محق.

ان صلاحية هذا الاقتراح هي في انه يسعى الى "خلق حوار متجدد"، والسؤال هو فقط مع من وعلى ماذا يمكن الحديث في الجولة الحالية من الجلبة في سوريا. مع ترامب لا يوجد ما يمكن الحديث فيه لان الرجل مريض. مع بوتين لا توجد ما يمكن الحديث فيه لان الرجل يعرف بالضبط ما يريد (ان يرى اسرائيل خارج اللعبة الجارية اليوم في سوريا). كما أن الحديث مع اردوغان هو مضيعة للوقت. يتبقى الفهم بان شيئا لن يحصل مع الزعامة الحالية، وهذا شأن سياسي داخلي، وليس وسيلة لادارة ازمة امنية سياسية خارجية. وبالاساس بقينا مع فهم بن الياهو القاطع بان السياسة الحالية تؤدي الى مصيبة.