بقلم: أسرة التحرير
مع أو بدون حكومة، واضح للجميع من يسيطر في المناطق المحتلة: المستوطنون. فهؤلاء يتعاملون بعنف تجاه السكان الفلسطينيين بشكل جارٍ وبين الحين والاخر حتى تجاه الجنود. وبينما في الحالة الاولى يبدي الجمهور ومنتخبوه عدم اكتراث مطلق، فانه عندما يعتدى على الجيش يرتفع صوت صرخة لحظية سرعان ما يصمت.
الحقيقة هي أن المستوطنين من احدى البؤر اعتدو يوم الاربعاء من الاسبوع الماضي على سكان فلسطينيين وصلوا لقطف الزيتون، وعلى نشيط من منظمة حاخامين من أجل حقوق
الانسان – مرت من تحت رادار الجمهور الاسرائيلي ومعظم وسائل الاعلام. ولكن، وقعت في الايام الاخيرة عدة حوادث عنيفة بين المستوطنين وجنود الجيش الاسرائيلي حطمت الصمت المطبق.
في اثناء عيد العرش هاجم مستوطنون الجنود في مستوطنة يتسهار وفي البؤر الاستيطانية المجاورة لها؛ ويوم الجمعة هاجم المستوطنون بالشتائم والتهديد قائد كتيبة جاء ليدرب جنوده في مدخل يتسهار؛ ويوم الاحد قبل الفجر القى بضع عشرات من المستوطنين الحجارة على سيارتي دورية لجولاني (اصيب جندي واحد)؛ ويوم الاثنين رشق المستوطنون الحجارة على قوة من حرس الحدود في منطقة يتسهار.
وكالمعتاد في مثل هذه الحالات، عرض مجرمو التلال على الفور كاعشاب ضارة وليس كظاهرة يجب اجتثاثها من الجذور. فالشجب من الحائط الى الحائط شكل نوعا من السترة الواقية التي تتيح مواصلة الشغب. وحقيقة أن زعماء المعسكر الذي يأتي منه مشاغبون – الوزراء بتسلئيل سموتريتش ورافي بيرتس والنائبة آييلت شكيد – غردوا تنديدا على التويتر أو رفعوا بوستا على الفيسبوك هي جزء من منظومة النكران الاسرائيلية المزيتة. فردود الفعل هذه لم يسبق أبدا أن كانت اسندت بمطالبات باعمال عقابية هامة كفيلة بان ترفع الردع.
في الوهن والتبطل يشارك ايضا رؤساء جهاز الامن. عندما قال رئيس الاركان أفيف كوخافي انه "لا يعقل ان يعتدى على جنود الجيش الاسرائيلي الذين يواصلون الليل بالنهار لحماية المستوطنين ممن هم تحت حمايتهم"، فانه بدا كمعلم في مدرسة ابتدائية وليس كرئيس للاركان. وتعليماته للعثور على عموم المشاركين واستنفاد القانون معهم يجب أن تحاكم وفقا لاختبار النتيجة، إذ ان مثل هذه التصريحات سبق أن صدرت وتبينت كعديمة القيمة.
كما ان التنديد الذي اصدره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو تنديد عبثي. فليس صدفة ان لا ذكر في البيان ان المشاغبين هم مستوطنون، أو ان ساحة الشغب هي المناطق. فهذا النقاء ليس صدفة: مهمته اعطاء الشرعية لمشروع السلب والقمع الهائل عظيم الحجوم الذي ليس العنف تجاه الجنود فيه الا احد النتائج المرافقة اللازمة له. فالمستوطنات هي منذ زمن بعيد المحمية الطبيعية الوطنية للاعشاء الضارة.