مواقع التواصل الاجتماعي.. وأثرها على الشعب الفلسطيني

الساعة 10:59 ص|23 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

نجحت مواقع التواصل الاجتماعي العالمية في التربّع على المرتبة الأولى في صفحات ومواقع الإنترنت من حيث الاهتمام والاستخدام حول العالم، وبالأخص فئة الشباب، ذلك يُعزى إلى توافر شبكة الإنترنت في كل الأوقات والأماكن، وسهولة تصفح هذه المواقع باستخدام الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى المزايا الرائعة التي قدمتها هذه المواقع للشعوب في إتاحة التواصل فيما بينها على شتى المستويات.

أدّى ذلك الانتشار لأن تصبح هذه المواقع عنصراً مهماً ومؤثراً في المجتمعات حول العالم، ومن هذه المجتمعات التي تأثرت تأثيراً كبيراً بهذه المواقع هو المجتمع الفلسطيني. وبسبب الظروف الاستثنائية والصعبة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني، فإنّه قد وجد في مواقع التواصل الاجتماعي أداةً يستخدمها في محاولة لتغيير هذا الواقع المرير الذي يعيشه، ومتنفسّاً يستطيع من خلاله التواصل مع الشعوب الأخرى ونشر الأخبار والأحداث بمنظور أصحاب الأرض الأصليين. خصوصاً أن الشعب الفلسطيني قد عانى في الفترات الماضية من صعوبة التواصل فيما بينهم بسبب الحواجز الكثيرة التي تعيق من تحركاتهم على أرضهم، بالإضافة إلى التضييق الذي عاشوه في التعبير عن الآراء والأفكار التي يعتقدون بها.

ولم يكتفِ الشعب الفلسطيني من استخدام هذه المنصات للتعبير عن آرائهم فحسب، بل وجدَ الشباب فيها فرصةً لاكتساب الرزق والعمل الحر عن بعد وذلك من خلال إدارة الصفحات للعديد من الشركات حول العالم بالإضافة للأعمال الحرة المتعلقة بهذه المواقع، هذا بالإضافة إلى استخدام هذه المواقع للترويج والتسويق للمنتجات الفلسطينية المحلية التي يقومون بإنتاجها والأعمال التجارية التي يمارسونها. وبالطبع فإنّ الغالبية لم تنسَ الهدف الأساسي من هذه المواقع وهي استخدامها لغايات التواصل فيما بينهم وتكوين علاقات اجتماعية محلية وعالمية لم تكن الوسائل التقليدية تتيحها بهذا النطاق.

ومع هذه الاستخدامات المتعددة، تبقى حرية التعبير الفرصة الثمينة التي حصل عليها الشباب الفلسطيني في هذه المواقع، خصوصاً وهو الشعب الذي يعيش تحت وطئة تقييد للحريات الشخصية على كل الصعد والحالات. ومع تلك الميزة لهذه المواقع، إلا أنّ الشباب الفلسطيني اصطدم في حائط القوانين والسياسات التي وضعتها هذه المواقع والتي أعاقت من حرية نشر المحتوى الفلسطيني الوطني، كما عملت على تقييد حرية التعبير عن قضاياهم وآرائهم وأفكارهم، هذه القوانين سُنّت بدعوى الحيادية ونبذ العنف ومعاداة الشعوب الأخرى. بالإضافة إلى أنّ هذه المواقع سهّلت نشر الأخبار والتي استغلها الكثيرون لنشر أخبارهم المكذوبة والمضللة بهدف خلق حالة من السيطرة على الأفكار والمشاعر التي يكنّ بها الشعب الفلسطيني.

وقد كان لا بد للشباب الفلسطيني من توجيه طاقاتهم وجهودهم في الأماكن والمواقع التي تقف بجانبهم وبجانب قضاياهم الأساسية، وتتيح لهم الوسائل والأدوات التي من شأنها إطلاق الإبداعات نصرةً للقضايا الفلسطينية. هذا، وأكثر منه، قد وفّرته بالفعل منصة باز للتواصل الاجتماعي، وهي منصة التواصل الاجتماعي للعالم العربي، والتي تُعنى بالقضايا العربية وتساعد في الترابط العربي وإتاحة المساحة الحرة الغير مقيدة للتعبير عن الآراء في مختلف القضايا والأحداث والشؤون العربية وخاصةً الفلسطينية، ويكون ذلك عبر برامج تدعم صنّاع المحتوى العربي، وعبر إيصال إبداعاتهم عبر مختلف الطرق لإيصال أفكارهم للعالم.

ومما يميّز باز عن غيرها من مواقع التواصل الاجتماعي هو التكاملية التي يوفرها وتسهيل عملية نشر المحتوى، إذ أنّه بإمكان المستخدمين دمج جميع حساباتهم المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي ما يتيح لهم متابعة الأخبار والقضايا في مكان واحد، هذا بالإضافة إلى إمكانية نشر المحتوى الذي يعبّر عن أفكارهم عبر تلك الوسائل من خلال باز ودون الحاجة لإضاعة الجهد في الدخول لكل موقع على حدا!

كلمات دلالية