مهامة غانتس- هآرتس

الساعة 01:33 م|22 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

 

بقلم: أسرة التحرير

مساء أمس عاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لرئيس الدولة روبين ريفلين التكليف بتشكيل الحكومة، قبل يومين من انتهاء موعده. وفور ذلك اعلن ريفلين عن نيته نقل التكليف الى رئيس أزرق أبيض بيني غانتس التي ستكون تحت تصرفه 28 يوما لمحاولة تشكيل حكومة، التي يمنحها له القانون. ولاول مرة منذ عشر سنوات ستعطى لشخص ليس نتنياهو فرصة لتشكيل حكومة. في بيانه شدد نتنياهو على أنه بذل كل جهد مستطاع كي يجلب غانتس الى طاولة المفاوضات، ولكن هذا "ببساطة رفض المرة تلو الاخرى". ينبغي الثناء على غانتس لثباته على ربط الدخول الى حكومة برئاسة نتنياهو. في رفضه العنيد اثبت انه يفي بوعد أزرق أبيض الانتخابي.

 

وعلى الرغم من أن هناك احتمالا عاليا في ان يقرر المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت تقديم نتنياهو الى المحاكمة، محظور أن ننسى بان الضرر الذي الحقه نتنياهو بالدولة وبالمجتمع الاسرائيلي، سواء كرئيس للمعارضة ام كرئيس للوزراء، يتجاوز بكثير اتهامات الفساد

 

المنسوبة له والتي يمكن قراءتها بالتفصيل في لائحة الشبهات التي نشرها مندلبليت. لقد تميز حكم نتنياهو بالتحريض وبسياسة فرق تسد، والتي كان الجميع اهدافا شرعية لهجماته: المواطنين العرب، اليسار ورؤسائه، منظمات المجتمع المدني، المحكمة، النيابة العامة، وسائل الاعلام، الاكاديميا، الشرطة ورئيس الدولة. لقد هاجم نتنياهو بشكل شخصي شرطة، نواب عامين وصحافيين، وافترى على مواطني اسرائيل العرب واباح دمهم. ومن أجل الانتصار في الانتخابات ارتبط بمواصلي درب كهانا وسوغ الكهانية. وفي محاولاته للافلات من القانون عمل على تغيير القانون ليتناسب واحتياجاته وحاول ازالة الكوابح والتوازنات القائمة في المبنى الديمقراطي الاسرائيلي ضد طغيان الاغلبية.

 

بعد ان اصر على رفضه نتنياهو فان المهامة التي على عاتق غانتس وازرق ابيض هي طرح حكومة تشكل بديلا لروح وطريق نتنياهو. ان الديمقراطية الاسرائيلية بحاجة الى اعادة ترميم والمجتمع الاسرائيلي بحاجة ماسة الى المصالحة والى قيادة تشفي الجراح التي خلفها فيها نتنياهو.

 

ولكن محظور أن ننسى ان الحديث لا يدور فقط عن الغاية بل وعن الوسيلة ايضا: فان مد اليد الشجاعة لكل القبائل التي تتشكل منها اللوحة الاسرائيلية – بما فيها الاقلية العربية والاصوليين – والاستعداد الحقيقي والصادق لاعادة كتابة العقد الاجتماعي معا، استنادا الى المساواة واحترام الاختلاف، ستسمح لغانتس بتشكيل الحكومة وينبغي الامل في أن يدعمه رفاقه في محاولات كهذه، والا يقفوا عوائق في وجه بناء جسور جديدة هي ضرورية لبث الامل المتجدد في امكانية المستقبل لاسرائيل.