تقرير "الجفت".. مصدر رزق ووقود للتدفئة وأفران الطابون

الساعة 02:03 م|21 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

ما إن يبدأ موسم جني ثمار الزيتون في قطاع غزة، ينهال المواطنون إلى معاصر الزيتون الموزعة في أنحاء القطاع لشراء وتخزين ما يعرف بـ"جفت الزيتون"، والاستفادة منه لاحقًا في بيعه، بديلًا للوقود لأصحاب مزارع الدواجن والمصانع والتدفئة.

وتشتهر مخلفات معاصر الزيتون بـ "الجفت" أو "تفل الزيتون" أو "الفيتورة"، وهو بقايا الزيتون بعد استخراج الزيت منه؛ عبر فصل الزيت بعد العصر عن النواة واللب بشكل كامل، حيث يتم فردع في مساحات واسعة حتى يجف، ومن ثم يستخدم كتراب جاف على النار مباشرة، أو يُضغط في مكابس حديدة لاستخدامه كحطب جاف في الطبخ والتدفئة.

كما تلجأ عشرات الأسر الفقيرة وسكان المناطق الريفية لاقتناء "جفت الزيتون"، لاسيما في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة منذ ما يزيد عن 12 عامًا، في الوقت الذي وصلت فيه نسبة الفقر والبطالة في قطاع غزة وصلت خلال عام2019م إلى قرابة الـ 75%، وفق وزارة التنمية الاجتماعية.

"إقبال وأسعار مناسبة"

صاحب معاصر نصر عودة للزيتون، أكد أن هناك إقبالًا شديدًا من قبل المواطنين وأصحاب مزارع الدواجن على شراء "جفت الزيتون" في موسم الزيتون، مشيرًا إلى أنهم يستخدمونه كوقود في تدفئة المزارع، ويلجأ إليه الشبان لبيعه لأهالي المناطق الريفية.

وأضاف عودة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن أسعار "جفت الزيتون" رخيصة ومناسبة وفي متناول الجميع، مبينًا أن ثمنه الرخيص هو ما يدفع المواطنين وأصحاب المزارع للإقبال عليه.

وأوضح عودة، أن (15 طن) من "جفت الزيتون" يبلغ سعره ما يقارب (300-500 شيكل).

"وقود فرن الطابون"

المواطنة أم محمود عابدين من سكان مدينة خان يونس، تقول إنها تنتظر سنويا موسم الزيتون لشراء "جفت الزيتون " من المعاصر واستخدامه وقود في "فرن الطابون" للخبز وطهي الطعام، لافتة أن أسعاره الزهيدة هي ما يدفعها لشرائه.

وتوّضح عابدين لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الجفت يتميز بعدم تلويثه للهواء وسهولة استخدامه كوقود للفرن، مشيرة إلى أنها تستخدمه أيضا في الأيام البادرة بفصل الشتاء لتدفئة منزلها بعد تحويله لأقراص دائرية وإشعاله.

"مصدر رزق"

أما الشاب يوسف داود، ينتظر بفارغ الصبر قدوم موسم الزيتون ليبيع "جفت الزيتون" كي يذهب إلى معاصر الزيتون ليبتاع كميات محددة من أصحابها، ويقوم بفرشها في ساحة منزله حتى تجف بشكل كامل.

يقول داود لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إنه يستغل موسم الزيتون لكسب رزق محدود من خلال بيعه لأشخاص يمتلكون أفران الطابون، مبينًا أن عددًا من أصحاب مزارع الدواجن يطلبون منه تجهيز كميات كبيرة من "الجفت" لتخزينها لفصل الشتاء واستخدمها في تدفئة المزارع.

ويضيف الشاب، أنه رغم المبلغ القليل الذي يدخره من بيع "الجفت"، إلا أنه يحاول سد رمق عيشه ومستلزمات الحياة، وإعالة عائلته المكونة من 4 أفراد، مؤكدًا أن صعوبة الأوضاع في قطاع غزة وقلة فرص العمل ما يجبره إلى العمل بشكل متقطع كأجير لدى الشركات في "العتالة" و"الطوبار".

يشار إلى أن بعض العائلات الفلسطينية تستخدم "الجفت" كبديل عن غاز الطهي، الذي يشح في فصل الشتاء بفعل تجمده، أو نقص إمداده من قبل سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، كما لا يقتصر استخدامه على الأسر الفقيرة فقط؛ بل يعتمد عليها بعض أصحاب المصانع والفخار ومزارع الدجاج لاستخدامها بديلًا عن الوقود وفي التدفئة.

كلمات دلالية