السيد نصر الله:"الوضع الاقتصادي ليس وليد السنة وهناك أخطار حقيقية تواجه لبنان

الساعة 11:55 ص|19 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

قال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، إن "الوضع المالي والاقتصادي اليوم هو ليس وليد السنة او العهد والحكومة الحالية بل هو تراكم عبر سنوات طويلة تصل الى 30 سنة،" مضيفاً أن "هناك اخطار حقيقية تواجه البلد، الخطر الأول الانهيار المالي والاقتصادي والخطر الثاني هو خطر الانفجار الشعبي نتيجة المعالجات الخاطئة."

 

أوضح السيد نصرالله أن "الجميع في الدولة ادان تقصير الدولة في قضية الحرائق والسؤال من هي الدولة ومن هو المقصر؟ النتيجة لا شيء وانتهى الموضوع واليوم جاء الحدث الجديد وما قيل عن اصلاح الطائرات وهيئة الكوارث والمحاسبة انتهى لان الجميع يتصرف على انه غير مسؤول وغير معني ويلقي التبعات على الاخرين."

وأضاف أن "بعض السياسيين والقوى السياسية في لبنان تتصرف هكذا تتخلى عن المسؤولية وتنسحب وتلقي التبعات على الاخرين، هذا السلوك يعبر عن انعدام الروح الوطنية والاخلاقية والانسانية في التعاطي عن مصير الناس والبلد ومع قضايا الشأن العام واسهل شيء ان يتم رمي المسؤولية على الاخرين."

وأشار الأمين العام لحزب الله الى أنه "على الجميع تحمل المسؤولية ويشارك ويساهم في المعالجة لان الشعب من سيتحمل المسؤولية وعدم الانشغال بتصفية حسابات سياسية مع البعض وترك المصير مجهول ما يؤدي الى مجهول امني وسياسي."

وقال :من يعمل على حل لا يعرف الا بفرض ضرائب على الفقراء واصحاب الدخل المحدود ونحن لا نتحدث عن كل الضرائب بل على الفقراء."

وقال  السيد حسن نصرالله، أن لبنان ليس بلداً مفلساً، بل بلد يريد أن يدير أزمته الاقتصادية، "وليس صحيحا انه لا يوجد خيار لمنع الانهيار أمام الحكومة سوى فرض الضرائب والرسوم وهناك افكار كثيرة بحاجة الى شجاعة وجرأة وحزم وقرارات سياسية".

أوضح السيد نصرالله أنه "إذا كان لدينا جرأة انقاذ الوضع المالي نستطيع ان ننقذ اقتصادنا ونضعه على طريق التطور ولكن يجب ان يصغي بعضنا لبعض وهناك من لا يريد الا الرسوم وجيوب الناس لان باقي القرارات فيها صعوبة وتحدي وهناك جهات تزعل."

وأضاف السيد نصرالله أن "المشكلة ليست من هي الحكومة بل في المنهجية، واذا جاءت الحكومة الحالية واي حكومة واتخذت اجراءات عملية وعالجت الهدر والفساد ودمجت مؤسسات ووفرت الكثير من النفقات، ذهبت الى اجراءات تحصين وان الجميع يريد التضحية من اجل الوضع في لبنان، ولكن حتى الان المطلوب فقط ان يضحي الفقراء."

وقال: "اذهبوا الى خطة ليضحي بها الجميع الاغنياء والفقراء والزعماء والمصارف، وكل ما قيل ان حزب الله يخطط لمظاهرات ضد المصارف غير صحيح ونحن لم نخطط لذلك ابدا ولكن هناك من نقل الموضوع رغم نفي الموضوع مرارا."

وأردف قائلاً "نحن مزعوجين من بعض المصارف نتحدث عنها لاحقا ولكن لم نفكر بهذه الطريقة .. عندما تتخذ الدولة اجراءات تعيد ثقة الناس يقبل حينها الشعب اللبناني ضريبة معينة لانقاذ الوضع".

وقال السيد نصرالله، اننا "كلبنانيين نستطيع منع حصول الانهيار المالي والاقتصادي وهذا يحتاج الى ارادة وعزم وتصميم وتضحية واخلاص".

أضاف السيد نصرالله ان ما حصل في اليومين الاخيرين يعبر عن وجع الشعب، ولكن حتى الآن لم يتخذ اي قرار او ضريبة في الحكومة وكنا بإنتظار الجلسات الاخيرة وكان كافيا ان يعلن وزير الاعلام وضع بدل على الواتساب كي تنزل الناس على الشارع وهذا مؤشر مهم وعلى درجة عالية من الاهمية.

وأوضح السيد نصرالله ان أهم نتيجة يجب ان تؤخذ من الحراك الشعبي، هو ان يقتنع المسؤولون بان الناس لا تستطيع تحمل رسوم وضرائب جديدة لا سيما الطبقات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود، عامة الناس واغلبية الشعب اللبناني لا تستطيع أن تتحمل، مشيرا الى ان بعض من في السلطة كان يتصور ان لا مشكلة في ذلك وان يمرر الموضوع نظرا لوجود كافة الفرقاء في الحكومة.

واكد ان معالجة الوضع الاقتصادي بالضرائب والرسوم سيؤدي الى انفجار شعبي مع ان الحكومة لم تتخذ قرارا بضرائب جديدة وهذا كان موضع نقاش.

وقال و السيد حسن نصرالله، إن على المسؤولين في لبنان ان يتصرفوا انطلاقا من استيعابهم لرسالة الشعب القوية، مشيرا الى أن "اهمية الحركة الشعبية كانت عفوية وصادقة ولا يستطيع أحد ان يقف خلف هذه المظاهرات".

و أوضح السيد نصرالله أنه "هناك من يطالب بإنتخابات نيابية مبكرة وهذا لا يغير شيء سوى صرف اموال وزيادة او نقصان نائب ولن يغير بالمشهد شيء، والمهم ان تذهب هذه الحكومة الجديدة وان تعتكف لمناقشة الوضع وايجاد المخارج وايجاد الخيارات التي تحتاج الى قرار وشجاعة وطنية".

وتوجه السيد نصرالله الى المتظاهرين، قائلا: "نحن جميعا نحترم خياركم ونقدر صرختكم وتظاهركم واحتجاجكم، ولا شك ان رسالتكم وصلت الى المسؤولين جميعا وبقوة بدليل انه خلال ساعات تم التراجع عن قرار الواتساب".

وأكد أن "هذه الرسالة ليست لشخص معين هذه الرسالة للجميع لكل القوى السياسية والمواقع في الدولة، ويجب ان يتصرفوا انطلاقا من استيعابهم لهذه الرسالة الشعبية القوية، واضاف ان "اهمية الحركة الشعبية انها كانت عفوية وصادقة ولا يستطيع احد ان يقف خلف هذه المظاهرات، والمظاهرات انطلقت بعد مؤتمر وزير الاعلام الذي قدم الموضوع بطريقة خاطئة، واهمية الحركة انها عابرة لكل الاتجاهات السياسية كانت للامس ليلا ولذلك كانت الرسالة مؤثرة."

كما قال السيد نصرالله: "نحن استمعنا الى الاصوات في المظاهرات والجميع طالب حزب الله للنزول الى الشارع، ولو في اليوم الاول نزل حزب الله الى الشارع كانت النتيجة ان الحراك صار في مكان اخر وتحول الى صراع سياسي في البلد".

وأكد الامين العام لحزب الله ، أنه إذا نزل حزب لله الى الشارع فانه لن يستطيع الخروج الا بتحقيق المطالب التي يريدها، مشيراً إلى أنه يجب ان تتم محاكمة الذين أوصلوا البلد الى هذا الوضع الصعب.

و قال السيد نصرالله "لنفترض ان الحكومة اقرت ضرائب، نحن سنكون موجودين في مجلس النواب واذا لم نستطع معالجة الموضوع في مؤسسات الدولة حينها قليتم مطالبتنا، لافتا الى انه في موازنة 2019 تم معالجة الضرائب بالتنسيق مع رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة.

وأوضح السيد نصرالله ان حزب الله "حزب كبير وحينما نقرر ان ننزل الى الشارع يعني ان البلد كله سيذهب الى مسار مختلف، هذا الخيار ممكن ان يأتي وقته وانشالله لا يأتي وقته واذا جاء وقته ستجدوننا جميعا في الشارع وفي كل المناطق وبقوة وسنغير كل المعادلات".

وتابع قائلا إنه "في اللحظة الحالية ندعو الى التعاون بين مكونات الحكومة والتضامن وعدم الهروب من المسؤولية، من يهرب من تحمل المسؤولية امام الوضع القائم يجب ان يحاكم خصوصا الذين اوصلوا البلد الى هذا الوضع الصعب".

كما توجه للقوى السياسية اللبنانية بالقول أن "التي تريد الان في هذا التوقيت السيء والحساس خوض معركة اسقاط العهد "عم تضيعوا وقتكم وهذا توقيت خاطئ والعهد لن تستطيعوا اسقاطه" لذلك لنرجع الى عقولنا ولنتصرف بمسؤولية لتخطي هذه المرحلة الصعبة".

وشدد على أن حزب الله عاقد العزم "على العمل بجد مع كل من يريد تحمل المسؤولية ونحن في حزب الله لن نتخلى عن شعبنا وبلدنا ولن نسمح بإغراق البلد".

وأكد العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله وجود ازمة ثقة عميقة جدا بين الشعب اللبناني والدولة، مشيرا الى ان الناس تقدم دعمها للمقاومة رغم كل العقوبات لانهم يثقون بالمقاومة ولان المال الذي يأتي للمقاومة لا يُسرق ولا يُهدر انما يصرف في معركة الدفاع عن العرض والكرامة، وهذه المعادلة التي نحتاجها في البلد.

و قال السيد نصرالله "اذا ذهبنا الى اجراءات صادقة وحقيقية سندافع جميعا عن الاجراءات وان كان قاسية وسندافع عن الاصلاحات ولو كانت قاسية، واليوم نحن نحتاج الى العمل والجد".

واوضح السيد نصرالله ان حزب الله لا يؤيد استقالة الحكومة الحالية لانه اذا استقالت فسنحتاج الى سنة لتشكيل حكومة جديدة والبلد وقته ضيق ولا وقت طويل او ترف لتشكيل الحكومة، والموضوع ليس بالوزراء بل بالقوى السياسية.

وتابع قائلا ان البعض يتحدث عن حكومة تكنوقراط وفي الوضع الذي يحدث في لبنان هذه الحكومة لا تحمل أسبوعين، ومن يطالب بهذه الحكومة هو اول من سيسقطها، ويجب ان تستمر الحكومة بروح ومنهجية جديدة واخذ العبرة مما حصل في اليومين الماضيين.

اعتبر الامين العام انه لو في اليوم الاول من الحراك الشعبي نزل حزب الله الى الشارع، كان سيصبح هذا الحراك في مكان آخر وتحول الى صراع سياسي في البلد.

قال السيد نصرالله انه "عندما ينزل البعض او يطلب من قواعده اسقاط العهد ومواجهة العهد يعني صار هناك استغلالاً للحراك الشعبي لاهداف سياسية"، لافتاً إلى أن "الشتائم والعبارات النابية والسوقية تسيء الى الشعب اللبناني ونوصي المتظاهرين بعدم الاعتداء على الجيش والقوى الامنية".

وبما يخص نزول حزب الله إلى الشارع، أوضح السيد نصرالله أنه "عندما يحتاج مواجهة فرض ضرائب جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود سننزل الى الشارع، ولكن بتقديرنا الوضع لم يكن يستأهل التحرك، ونحن نرفض كل الضرائب"، مشيراً إلى أنه "اذا نزل حزب لله الى الشارع لا نستطيع الخروج منه الا بتحقيق المطالب التي نريدها يعني سنبقى يوم ويومين وشهر في الشارع".

كلمات دلالية