كيف يستغل الاحتلال مواقع التواصل في تجنيد العملاء!.. بقلم: سائد حسونة

الساعة 09:17 م|15 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم | سائد حسونه

بقلم مسؤول الاعلام الجديد في "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": م. سائد حسونة

لا يترك الاحتلال وسيلة يمكنه من خلالها محاولة اسقاط “عملاء”، إلا ويعمل على ذلك من خلال تحديث أدواته واساليبه بشكل دوري، فبعد أن عجز عن تجنيد عملاء بالطرق التقليدية استغل التطور التكنولوجي والتقني، فهو يمتلك عديد من الاستراتيجيات التي يعمل من خلالها على مواقع التواصل الاجتماعي، فيعمل بداية بالتعارف ومن ثم محاولة توطيد العلاقة ومعرفة سلوك الضحية المحتملة ومن ثم استخدام اساليب الابتزاز والضغط للحصول على معلومات بشكل يورط فيه الضحية فيما لا يحمد عقباه ولا رجعة عنه، بحيث لا يظهر أنها عملية توريط أخلاقي يقف خلفها مخابرات الاحتلال، حيث أن فكرة التعامل مع الاحتلال تلقى رفضاً قوياً من أبناء المجتمع الفلسطيني ويعتبرونها خيانة عظمى.

فمع سهولة استخدام هذه الوسائل وعدم تمييز الصديق من العدو فيها، وعدم التأكد من هوية المرسل لطلبات الصداقة والتعارف على مواقع التواصل الاجتماعي، اصبحت الوسيلة الاكثر استخداما لمخابرات الاحتلال ووحداتها العاملة على الانترنت، فبدأ يبتكر أستراتيجيات جديدة تتناسب مع الوضع الاقتصادي لقطاع غزة وما يعانية من حصار مشدد، وحرمان الشباب من فرص العمل والتأهيل، فعمل على بث آلاف الصفحات التي تقدم خدمات التوظيف أو العمل عن بعد، حيث يكون مرفقا مع هذه الصفحات “نماذج” يعمل على تعبئتها المستخدم للصفحة، ويكون قد خدم الاحتلال بطريقة لا ارادية في تقديم معلومات شخصية عنه، تساعد ضابط المخابرات على التحليل النفسي للبيانات واستغلالها في عملياتها الأمنية.

كيف يمكن للشباب الحذر من الوقوع في شباك “الاحتلال” والوقوع في وحل العمالة؟

على الشباب السلوك مسلكين أساسيين، الاول: أن يبتعد الشاب عن محاولة ابراز القدرات والظهور على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت بأسلوب العارف بخفايا الأشياء، فيقع في نزوات الانحدار والتعصب وبث المعلومات وتوضيح  الأماكن والعناوين، ونشر مثل هذه المعلومات التي تساعد مخابرات الاحتلال في جمع معلومات تقدم له “على طبق من ذهب”، فيجب أن يكون الشاب متوازناً: لا يهوِّن ولا يهوِّل، ويعلم أن مواقع التواصل الاجتماعي لها إيجابيات وسلبيات، فيأخذ منها بقدر حاجته.

حيث أن وحدات الاحتلال تعتمد على جمع المعلومات من المصادر المفتوحة بنسبة 80% من المعلومات التي يخطط بها لعملياته الأمنية.

وفي المسلك الثاني: يجب عدم الخلط بين الحياة الواقعية والحياة شبه الافتراضية على الانترنت، فعلى الشباب فهم وتمحيص ما يقدم له على هذه المواقع سهلة التسجيل والوصول، وعليهم ترتيب أولوياتهم في الحياة ما بين الدراسة وممارسة الهوايات النافعة والتقرب من العائلة والأسرة لما يضمن الانسجام النفسي والاخلاقي وعليه نضمن جميعا الاستقرار المجتمعي.

على الأسرة متابعة أبنائها لحمايتهم من الوقوع في وحل التخابر

يعتبر الآباء هم كل شيء في العائلة، وهم القدوة لأبنائهم عندما يحتاجون للنصيحة أو عندما يحتاجون إلى أي شيء آخر، فلنستمع لهم كثيرا ونتحدث إليهم ونكون نحن أصدقائهم المقربين، لنعرف ماذا يفعلون وكيف يقضون أوقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركتهم همومهم قبل أن لا يجدوا منفذا إلّا نشرها على التواصل الاجتماعي.

على الاسرة تزويد الابناء بالمعرفة اللازمة ليتمكنوا من استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بالشكل الصحيح والاستفادة منه إلى أقصى حد، وتعليمهم مبادئ السلامة الالكترونية.

ومن أهم النصائح التي يمكن ان يتبعها المواطنين للحد من الجهد المخابراتي ضد ابنائنا:

  • فهم إعدادات الخصوصية المبدئية في موقع شبكات التواصل الاجتماعي، وتعلم كيفية تغييرها.

  • عند التعامل مع مواقع تشارك الصور أو الفيديو: لا تفترض أنها لا تنشر موضعك، بل راجع إعدادات كل حساب حتى تتأكد.

  • عند استخدام شبكتك الاجتماعية في أماكن الإنترنت العامة: امسح كلمة سرك، ودليل التصفح (الهيستوري)  وملفات الارتباط (الكوكيز) بعد استخدام حاسوب عام.

  • تحديثات الحالة: في تويتر والفيسبوك والشبكات المشابهة، تكون رسائل الحالة في جوهرها إجابات أسئلة من قَبيل: ماذا أفعل الآن؟ ما الأخبار؟ أهم ما يجب إدراكه في هذه الرسائل: هو من يمكنه رؤيتها. الإعدادات المبدئية لرسائل الحالة في معظم شبكات التواصل الاجتماعي، تسمح لأي شخص في الإنترنت أن يراها. إن أردت أن تقصر رؤيتها على معارفك وحسب: فعليك أن تضبط شبكة التواصل الاجتماعي بإخفائها عن الآخرين.

  • تشارك الفيديو والصور:  قد تسهل الصور ومقاطع الفيديو كشف هويات الآخرين، فمن المهم الحصول على إذن من يظهر في أي صورة أو لقطة فيديو تريد نشرها. تمعّن فيما قد يسببه نشر صورة شخص ما من اختراق لخصوصيته.

  • تجنّب إضافة حسابات لأشخاص لا تعرفهم، وكن حريصاً في انتقاء أصدقائك، ولا بأس من تفقد قائمة الأصدقاء لديك بين الفينة والأخرى.

  • الحذر من الرد على الرسائل التي تجهل مصدرها، واحذفها مباشرة من قائمة الدردشات لديك، وإذا تكرر إرسال الرسالة من نفس المصدر فسارع إلى حظره.

  • عدم نشر معلوماتك الخاصة عبر مواقع التواصل، وخصوصاً اهتماماتك وتوجهاتك الفكرية، فقد تكون هدفاً لأجهزة المخابرات التي تدير عناصر الفكر المنحرف.

  • تجنب محادثات الفيديو قدر المستطاع، ولا تتحدث عبر الفيديو إلا مع الأقارب وكن حذراً.

  • تجنّب السهر طويلاً، فأعين المخابرات تنشط ليلاً أكثر من النهار.

نتذكر دائماً: لا شيء أهم من حماية خصوصيتك في محيطك الخاص، فما بالك في عالم افتراضي لا تعلم فيه هوية المتتبعين لخطواتك، فلا تجعل نفسك فريسة سهلة أمام من يريدك ضحية لا غير.

كلمات دلالية