سياسة نتنياهو انهارت- هآرتس

الساعة 01:15 م|12 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

مفاجأتان استراتيجيتان دفعتا الى الانهيار سياسة الخارجية والامن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعرضتاها كأداة فارغة ومحملة بالمصيبة. المفاجأة الاولى كانت الهجوم الناجح على منشآت النفط في السعودية، المنسوب لايران. وقد رد عليه بعدم اكتراث امريكي. اما المفاجأة الثانية

 

فكانت هجر الرئيس الامريكي دونالد ترامب للاكراد إذ أتاح لتركيا الخروج لاحتلال "منطقة آمنة" في الاقليم الكردي في شمالي سوريا.

 

لقد فوجئت اسرائيل من القدرة العملياتية التي أظهرها الايرانيون ضد السعودية. وسارع نتنياهو لطلب علاوة ميزانية لتعزيز ا لدفاع الجوي. وفوجئت بقدر لا يقل من الانسحاب الامريكي من شمال سوريا. وحسب تقرير عاموس هرئيل وامير تيفون فانه في المرة السابقة التي قرر فيها ترامب اخراج قواته من سوريا، نقل اخطار لاسرائيل قبل يوم من ذلك؛ اما هذه المرة فتخلى البيت الابيض حتى عن مثل هذا البلاغ القصير.

 

لقد أقام نتنياهو سياسته للخارجية والامن على وتدين: التماثل المطلق مع ترامب، وتصعيد المواجهة مع ايران وحلفائها، في اطار هجمات أخذت في التعاظم في الاشهر الاخيرة بل وسارت بعيدا حتى العراق. فقد آمن، وهكذا سوق ذلك للجمهور، بان ترامب منصت لنصائحه وسيعمل على انهيار النظام في ايران. ولكن لخيبة امله الشديدة، قطع ترامب الاتصال معه منذ الانتخابات، وهو يعمل على نحو استعراضي لتحسين العلاقات مع ايران. ليس لنتنياهو حلفاء آخرون في امريكا، بعد ان قطع علاقاته مع الحزب الديمقراطي.

 

ان تسليم ترامب للضربة في السعودية وترك الاكراد لمصيرهم هما اشارتا تحذير لاسرائيل لانها لا يمكنها أن تعتمد على رفيق نتنياهو في البيت الابيض. يسعى ترامب لانهاء التدخل العسكري الامريكي في الشرق الاوسط، وسياسته تتمتع بتأييد جماهيري وفي الساحة السياسية في الولايات المتحدة. اما جهود نتنياهو لعرقلة تغيير النهج الامريكي، واحباط تحسين العلاقات مع ايران، فلا تستدعي الا المشاكل.

 

يتولى نتنياهو ايضا منصب وزير الدفاع. وعليه ملقاة المسؤولية عن المفاجآت الاستراتيجية، وعن اعداد اسرائيل العليل للانعطافة في السياسة الامريكية وللتصدي للقدرة العسكرية الايرانية. هذا سبب حيوي آخر لانهاء ولايته.

كلمات دلالية