أزمة تلوح في الأفق.. "دبور" الكاوتشوك ينفي الاحتكار بالوثائق وسط اتهامات من بعض التجار!

الساعة 09:46 م|10 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

"حرب الكاوتشوك" تشتعل في غزة، ففي الوقت الذي زعمت فيه شركات بيع إطارات السيارات، أن مورداً تسبب بالأزمة نتيجة احتكار الكاوتشوك من شركة (أبناء سيناء) المصرية، نفى الأخير أنْ يكون محتكراً للسلعة التي باستطاعة اي تاجر كاوتشوك التواصل مع شركة ابناء سيناء والحصول على الكمية التي يريدها.

واتهم تاجر الكاوتشوك المعروف محمود دغمش المواطن أبو عبيدة عبدالعال بالوقوف وراء الازمة من خلال استيراد الإطارات من شركة مصرية، من خلال احتكار الاستيراد، ومن ثم بيع الكميات إلى شركات غزة ومن بينها شركة دغمش التي يديرها محمود بأسعار خيالية.

واتهم دغمش ابو عبيدة عبدالعال باحتكار استيراد الكاوتشوك، وابتزاز التجار في غزة عند عملية البيع، حيث قال دغمش في تصريحات صحفية: عملية الاحتكار تنفذ عنوة ضد كل تجار ومستوردي الإطارات في القطاع، إذ ان عبد العال يحتكر بيع استيراد الإطارات ويقوم ببيعها لمن يشاء وبأسعار مُتغيرة، وهو ما ينفيه عبدالعال جملة وتفصيلاً.

وذكر دغمش أن احتكار الكاوتشوك دفعه لإغلاق شركته إلى الإغلاق الكامل، وتسريح العاملين لديه في جميع الفروع التي يبلغ عددها حوالي 30 فرعاً، مبيناً إلى أن شركات الكاوتشوك ستجتمع مع الجهات المعنية في قطاع غزة، ومناقشة احتكار ابو عبيدة عبدالعال لسلعة الكاوتشوك، مهدداً بالتوقف عن العمل في جميع شركات بيع الكاوتشوك.

وذكر دغمش أن السيارة الواحدة التي تحمل حوالي 1000 إطار صغير، كانت تصل إلى مخازن التجار بغزة بسعر 5000 شيكل، ولكن اليوم السيارة التي تصل من مصر تكلفة وصولها إلى المخازن ما بين 25- 35 ألف دولار، مشيراً إلى ان الاطارات الإسرائيلية أجود كثيراً مقارنة بالإطارات المصرية، مدعياً أن الإطارات المصرية لا تصمد أكثر من ثلاثة أشهر على السيارة.

من جانبه قال تاجر الكاوتشوك عمر دياب أن أبو عبيدة عبد العال يحتكر السوق، ويبيع إطارات السيارات بأسعار يفرضها هو بنفسه على كافة التجار والشركات بغزة، مبينًا أن نوعية وجودة تلك البضاعة سيئة ورديئة، والسعر يكون مرتفعًا.

واتهم التاجر دياب ابو عبيدة عبدالعال بابتزاز التجار في قطاع غزة، مدعياً أن تجار الكاوتشوك تواصلوا مع الشركة المصرية وابلغتهم الأخيرة أنه يوجد مستورد واحد تورد له وهو أبو عبيدة عبدالعال، وانه لا يمكن طلب أي كميات من دونه، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن عبد العال اعترف بأنه قام بدفع مبلغ كبير للشركة المصرية والاتفاق معها ليكون هو التاجر الحصري في السوق الفلسطيني، ويمنع أي شخص التعامل معها، كما قال دياب.

وذكر أن الجهات الحكومية لم تستطع وقف استيراد الإطارات الرديئة، كما أنها لم تستطع أن تضغط عليه لإحضار قوائم بالأسعار، وهو إلى اليوم يمارس الاحتكار، دون أي رادع.

في السياق، رد أبو عبيدة عبد العال على لاتهامات المفاجئة تجاهه، قائلاً "كل ما تحدث به بعض تجار الكاوتشوك لا أساس له من الصحة، ولا احتكر أي سلعة، ومن حق أي أحد من تجار الكاوتشوك التواصل مع شركة ابناء سيناء وجلب الكميات التي يريدونها"، مضيفاً "شركة (أبناء سيناء) هي التي تختار مع من تتعامل في هذا الموضوع وانا لا علاقة لي بالأمر مطلقاً"، في حديث له عبر وكالة "فلسطين اليوم".

وتابع عبدالعال: شركة ابناء سيناء هي من تقرر بيع منتجاتها، وهذا ليس احتكارًا بالمطلق ولا يتعلق الأمر بي، عائدات الأرباح بالنسبة لي لا تتجاوز ما نسبته 5%، وهذا الأمر مُثبت لدى الجهات الحكومية بغزة من خلال الفواتير الرسمية الصادرة من الدوائر الحكومية ذات الصلة.

وعن ابتزازه للتجار في قطاع غزة من خلال الاسعار المرتفعة، أشار إلى أنه "لست جهة حكومية حتى احتكر أو أتحكم بالأسعار، وارباحي معروفة لدى الدوائر الحكومية في غزة، حيث لا تتعدى نسبة 5% من الارباح".

ونفى عبدالعال وجود أي تعاقدات بينه وبين شركة أبناء سيناء على احتكار السلعة، قائلاً "طريقة عملي يعرفها كل التجار، حيث انني أطلب ما يحتاجه السوق من الشركة المصرية والتي تقوم هي بإرساله لغزة، ومن ثم يقوم بعرض البضاعة لكل التجار عبر وسائل عديدة من بينها تطبيق (واتساب)".

وتابع في تصريحات لــ"وكالة فلسطين اليوم": أين الاحتكار في الأمر؟ شركة ابناء سيناء لها الحرية لمن تعطي بضائعها، وانا لم اتعاقد معهم لاحتكار الكاوتشوك، المحتكر الحقيقي هو من كان لديه بضاعة خلال الحروب الإسرائيلية بغزة، ورفع سعرها من 100 إلى 500 شيكل".

واستغرب عبدالعال "كيف أن بعض الشركات تتهمه بالاحتكار بينما هي من تأخذ غالبية الكاوتشوك الذي يستورده، إضافة إلى أنَّ تلك الشركات لها معاملات مالية سابقة كبيرة مع الشركة"، مشيراً إلى ان وزارة الاقتصاد انصفته وبرئته من تهم احتكار السوق.

وعلى ما يبدو أن سوق الكاوتشوك انقسم إلى قسمين قسم يتهم شركة عبدالعال بالاحتكار، بينما شركات عديدة نفت أن يكون هناك احتكار، مشيدة في الوقت ذاته في المعاملة التي يبديها ابو عبيدة عبدالعال معهم، مشيرين في الوقت ذاته أن بعض الشركات التي تتهم عبدالعال بالاحتكار هم أنفسهم المحتكرين.

يشار إلى أن الخلاف بين شركات الكاوتشوك قد يتطور على وقع الاتهامات المتبادلة، حال عدم التوصل إلى تسوية بين الاطراف المتنازعة، لاسيما أن تلك الصراعات قد تؤثر على عائلات العاملين في محال بيع الكاوتشوك، في ظل تسريح بعض الشركات لعامليها.

وتمنع السلطات الإسرائيلية إدخال إطارات السيارات بدعوى استخدامها في مسيرات العودة، التي اندلعت منذ 30 آذار/ مارس 2018، وتوجه التجار منذ ذلك الحين إلى استيراد الإطارات من السوق المصري.