لكي لا تقع في فخ المخابرات الاسرائيلية.. احذر الآتي

الساعة 10:11 م|09 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

لكي لا تقع في فخ المخابرات الاسرائيلية.. احذر الآتي

تشكل المقاومة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة هاجساً لدى الاحتلال الإسرائيلي، لذا يحاول بكل السبل بتجنيد عملاء له في القطاع، بعد الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة له في هذا الملف من جهة، من خلال الحملات التي أطلقتها الداخلية سابقاً، وتعاون فصائل المقاومة من جهة أخرى.

ولأن غزة التي تحتضن المقاومة ولا تتوان في ضرب العدو في عقر داره كما حدث في جولات الصراع الثلاثة الماضية وسقوط الصواريخ في العمق الصهيوني، وتطور المقاومة تدريجياً وصولاً إلى إطلاق طائرات في مستوطنات غلاف غزة، يسعى الاحتلال الذي لجمع المعلومات عن المقاومة لتجنيد متعاونين معه في محاولة منه لضرب المقاومة؛ لكن المقاومة له بالمرصاد حيث كشفت عن أساليب جديدة لأجهزة المخابرات الإسرائيلية لاستدراج مواطنين في القطاع وباءت محاولاته بالفشل. وبات واضحاً أن هناك صراع أدمغة حققت فيه الأجهزة الأمنية في غزة والمقاومة انتصاراً واضحاً.

المتحدث باسم الداخلية في غزة إياد البزم، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى دائماً للإضرار بالجبهة الداخلية الفلسطينية ومحاولته أن يضرب المقاومة والتأثير عليها ويجند كل الوسائل لتحقيق هذا الغرض. 

وقال البزم في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن وزارة الداخلية تعمل بشكل مستمر من أجل حماية الجبهة الداخلية والمقاومة الفلسطينية، وأنها على مدار الأعوام الماضية عملت الأجهزة الأمنية في إطار الصراع الأمني المعقد مع الاحتلال واستطاعت (الأجهزة الأمنية)، أن تحقق نجاحات كبيرة مما قطع على الاحتلال القدرة على جمع المعلومات، وبات يعاني عجز وضعف في هذا الملف.

وأضاف، أن حالة الضعف والعجز لدى الاحتلال في المعلومات ظهر في جولات التصعيد بين المقاومة والاحتلال، حينما كان يلجأ الاحتلال إلى قصف المدنيين بسبب ضعف المعلومات عن المقاومة التي يحاول استهدافها. ولذلك وجد نفسه مضطراً الآن من أجل تحديث بنك أهدافه مستغلاً البيئة العامة ومواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح ينتحل صفات جمعيات ومؤسسات خدماتية كثيرة، وإنشاء صفحات وهمية على مواقع التواصل في محاولة منه لأخذ المعلومات بطريقة التحايل والخداع للمواطنين، مستغلاً حاجات المواطنين.

وتابع، أن الاحتلال يحاول استغلال مكتب "المنسق" من أجل التواصل مع المواطنين للوصول للمعلومات، ويقوم بابتزاز للمرضى والتجار وشرائح المجتمع كافة من أجل الحصول على المعلومات التي لا يريدها.

وأضاف البزم، أمام هذا الواقع كان لا بد من أن نخلق حالة من الوعي لدى أبناء شعبنا ونبين لهم هذه الأساليب والوسائل المخابراتية الاسرائيلية، مشيداً في الوقت ذاته بوعي أبناء شعبنا، الذين توجهوا ببلاغات كثيرة للأجهزة الأمنية عن حركات مريبة تعرضوا لها وهذا ان دل فإنما يدل على حالة الوعي الأمني لديهم.

وأوضح، أن الداخلية من خلال فضح أساليب الاحتلال فهي تهدف إلى إغلاق هذه النافذة على الاحتلال، وتزيد الوعي لدى الشعب بحيث يصل هذا الوعي لكل بيت ومواطن في غزة. موجهاً الشكر لوسائل الإعلام المحلية التي تبذل جهداً إلى جانب وزارة الداخلية في خلق حالة من التوعية للمواطنين وكشف أساليب الاحتلال الخبيثة.

ونصح المتحدث باسم الداخلية المواطنين ، بعدم التعاطي مع صفحات المتحدثين مع جيش الاحتلال الاسرائيلي ( المنسق ، افخاي أدرعي ، جندلمان، وغيرهم)، وعدم التعليق عليها، وعدم التذاكي بالتعليقات الساخرة. موضحاً أن هذه الصفحات يديرها ضباط مخابرات يقومون بتحليل جميع التفاعلات على هذه الصفحات وبتحليل البيانات وقد تكون مدخلاً للإيقاع بهم وإسقاطهم.

ودعا البزم، أي مواطن يشعر بأي شيء مريب بالاتصال على الرقم الوطني 109 والتبليغ فوراً، لكي تقوم الأجهزة الامنية بمعالجة الأمر فوراً. لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية قدمت الكثير من المعالجات في هذا الموضوع، وأن الأجهزة الأمنية موجودة لحماية الجبهة الداخلية والمواطنين من أجهزة المخابرات الإسرائيلية.

في ذات السياق، أكد وائل كراز المختص في التوعية الأمنية، أن مخابرات الاحتلال تلجأ لأساليب جديدة لاستدراج المواطنين في قطاع غزة للتعاون معها، نتيجة نقص المعلومات التي بحوزة الاحتلال عن قطاع غزة، بعد انكشاف عدد كبير من العملاء؛ وقدرة المقاومة على الوصول إليه والسيطرة على المعلومات التي كانوا يقدمونها للاحتلال. بالإضافة إلى عدم قدرة العميل الأرضي في التحرك مثلما كان سابقا بسب اكتشاف المقاومة للطرق والاساليب التي يتبعها الاحتلال في ربط العملاء والتعامل معهم.

وأوضح أن قطاع غزة أصبح بؤرة مؤمنه والشعب ازداد وعيه لكل تحركات أي شخص مريب، ويقوم بالتبليغ عنه وتصويره وتقديمها للأجهزة الأمنية وهذا من العوامل التي أدت لصعوبة تحرك العميل.

وتابع، لذلك أصبح الاحتلال يلجأ لطرق وأساليب جديدة لتجنيد عملاء له، من خلال الاتصالات بمواطنين رصد حالتهم مسبقاً من خلال حساباتهم على الفيسبوك أو وضعهم الحالي من الناحية الاجتماعية والمرضية أو احتياجاتهم لتصاريح، أو الفئات المهمشة التي لا معيل لها.

وحذر كراز المواطنين، من أن أجهزة المخابرات أصبحوا يرتكزون على مواقع التواصل الاجتماعي في الوصول لأرقامهم المرتبطة بحساباتهم، لذلك يوجهون الاتصالات عليهم.

ولفت إلى أن الاتصالات التي تتبعها المخابرات الاسرائيلية إما من رقم مقدمته +45 وهو عبارة عن هاكرز، أو من خلال رقم مقدمته +21، داعياً المواطنين لعدم الرد على أي رقم تبدأ بهذه المقدمات، بالإضافة إلى عدم إعطاء أي معلومة عبر الهاتف لأي رقم حتى لو كان رقماً فلسطينيا من الاتصالات او جوال او الوطنية، لان الاحتلال يلجأ لاستخدام مثل هذه الأرقام بإيهام الناس أنهم جمعيات خيرية وينتحلون شخصيات وطنية.

وأوضح كراز، أن أنجع الطرق في التصدي لهذه الأساليب المخابراتية، هو تجاهل الأرقام التي تبدأ بالمقدمات الدولية (+45 و +21)، وفي حال تلقي اتصال من رقم محلي يطلب معلومات، لا يتم التجاوب معه ويتم الطلب منه عنوان الجمعية أو المؤسسة والذهاب اليها والتأكد من الشخصية التي اتصلت، وفي حال شعوره بخداع يتوجه للأجهزة الأمنية وإعطائهم الرقم لمتابعته والتحذير منه.

وشدد على عدم الاستهانة بأي معلومة مهما كانت صغيرة، منوهاً إلى الحذر في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم الحيث في الخصوصيات مطلقاً لأنها قد تكون المدخل لرصده والاتصال به من قبل الاجهزة الامنية الاسرائيلية.

أهمية الإعلام في التوعية الأمنية

في ذاته السياق أكد الصحفي صالح المصري رئيس تحرير وكالة "فلسطين اليوم" على دور الإعلام المحلي والوطني في توعية الجماهير الفلسطينية لا سيما وأن الجميع تقع عليه مسؤولية في إطار الحرب الدائرة على الشعب الفلسطيني. موضحاً أن من وظائف الإعلام هو المسؤولية الاجتماعية والتوعية الجماهيرية، للحفاظ على النسيج الداخلي.

وأشار إلى أن الاعلام الإسرائيلي يتجند بشكل موحد لمواجهة الحرب المسعورة على الشعب الفلسطيني، ويتبع للمؤسسة الأمنية العسكرية، ومنذ نشأة الكيان ساهم الاعلام الاسرائيلي في خلق هذه الكيان على هذه الارض المقدسة وساهم على مدار تاريخ الصراع في نشأته ومارس دور كبير في الدعاية ضد الفلسطينيين. وأضاف المصري أن الاعلام الإسرائيلي اليوم يقوم من خلال صفحاته المسمومة التي تتبع للمنسق والكثير من الصفحات الموجهة في حربه المعلنة والخفية ضد شعبنا الفلسطيني.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك دوراً وطنياً ومسؤولاً للإعلام الفلسطيني، وللصحفيين الفلسطينيين في المشاركة في هذه الحملة الوطنية التي تستهدف توعية الأجيال والجماهير وكافة شرائح شعبنا الفلسطيني وتسليط الضوء على قضية التخابر والتعاطي مع صفحات الناطقين باسم الاحتلال، وصفحة "المنسق" الذي يقوم بدور خبيث تجاه الاجيال الفلسطينية ومحاولة استدراجهم.

في ذات السياق، حذر الصحفي المصري، مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من الاستخدام السلبي لهذه الوسائل ونشر خصوصياتهم، موضحاً أن هذه المواقع أصبحت وسيلة من الوسائل التي يستخدمها أذرع المخابرات للنيل من الأجيال الفلسطينية مستغلين حاجة الناس الاقتصادية في كثير من الاوقات ومستغلين جهل بعض الجماهير في كيفية التعامل مع هذه صفحات التواصل الاجتماعي. لافتاً إلى أن الاحتلال من خلال وحدة السايبر التي أسسها عقب العدوان على غزة عام 2012 يراقب جميع الصفحات الفلسطينية ويستغل هذه المعلومات للنيل من الشباب والايقاع فيهم في وحل العمالة.

إنه الاحتلال الذي يسعى طوال الوقت إلى تفتيت الشعب المحتل ومقاومته، لتبقى كلمته العليا، لكن في حالة قطاع غزة، تمكنت المقاومة بفعل صراع الأدمغة مع الاحتلال لقطع الطريق عليه وملاحقة العملاء وخلق حالة من الوعي الأمني لدى المواطنين، وهو ما يوجب على أي مواطن يشعر بأي حركة غريبة في استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي أو تلقيه اتصالات من جهات مجهولة تطالبه بمعلومات التوجه للأجهزة الأمنية مباشرة لحماية نفسه من الوقوع في المصيدة.

كلمات دلالية