سكين في ظهرنا -يديعوت

الساعة 01:35 م|08 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: شمعون شيفر

(المضمون: تصريحات ترامب الاخيرة ومعانيها هي ليس فقط سكينا في ظهر الاكراد بل وايضا سكين في ظهرنا - المصدر).

 

بعد 46 سنة من سماع جيل من الاسرائيليين بخوف ومفاجأة تامة الصافرات التي خرقت الصمت الذي يعرفونه في يوم الغفران، سيجتمع هذا المساء الكثيرون في الكنس لصلاة "كل نذوري" وفي الخلفية يمكن الاشارة الى تهديدات حديثة العهد مصدرها في ايران، تلزم واضعي

 

السياسة باجراء حساب للنفس وتوفير تفسير كامل لمسألة كيف وصلنا الى وضع تكون فيه صواريخ جوالة ايرانية منصوبة في شمالي العراق، مثلما كشف النقاب رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات، موجهة نحو اهداف في اسرائيل.

 

ان الضربة القاسية لمنشآت انتاج النفط السعودية بواسطة الصواريخ الجوالة التي اطلقت من ايران، ولم يرد عليها باي شكل من جانب ادارة ترامب، تجسد الانهيار التام لمفهوم الامن الذي يقوده نتنياهو، والذي أقام كل خطواته على "الرئيس الاكثر ودا في البيت الابيض".

 

صحيح ان اسرائيل كما حاول أمس رئيس الاركان تهدئة الروع في الخطاب الذي القاه في موقع الذكرى للمظليين، هي دولة قوية قادرة على الدفاع عن نفسها، ولكن يوجد على الاقل درسان من حرب يوم الغفران في 1973 يجب أن نكررهما لانفسنا اليوم:

 

الدرس الاول: القيادة بثت قبل بضعة اشهر من نشوب الحرب نوعا من الاعتداد بالنفس، وقال الناطقون بلسانها ان وضعنا الامني افضل مما يمكن تصوره. الدرس الثاني: بدون المساعدة التي منحتنا اياها امريكا بعد عشرة ايام من الحرب – وفي اثنائها لم يتبق ما يكفي من طائرات وعتاد حيوي آخر، في قطار جوي هائل اكمل النقص الحرج الذي نشأ في ميدان المعركة، وبالاساس في المظلة الاستراتيجية التي حصلنا عليها – فان اسرائيل، كما تشهد المحاضر التي تنشر من مداولات هيئة الاركان – كانت ستهزم في الحرب. في احدى المداولات، يقتبس عن رئيس الاركان دافيد العازار قوله: "هذه حقا معركة على بلاد اسرائيل. يوشكون على دحرنا الى البحر".

 

ان قرار الرئيس الامريكي ترامب امس اخراج الجنود الامريكيين في شمال شرق سوريا والترك لمصيرهم الحلفاء الاكراد ممن آمنوا بان الولايات المتحدة ستقف الى جانبهم بعد معركة من ثلاث سنوات قاتلوا خلالها داعش، يجب أن يشعل كل الاضواء الحمراء عندنا. فقد انكشف ترامب المرة تلو الاخرى بالطريقة التي تعالج فيها المسائل المتعلقة بالعلاقات الدولية كزعيم ليس ضليعا في اي موضوع. فهو اعتباطي وليس لديه اي فكرة عما يمكن توقعه من زعيم قوة عظمى.

 

لم يبلغ ترامب نتنياهو بقراره الانسحاب من سوريا والسماح لاردوغان بذبح الاكراد. هذا مفزع. ترامب الذي غرد بانه "حان الوقت لان نخرج من هذه الحروب السخيفة والتي لا تنتهي

 

والكثير منها هي حروب قبلية"، كتب ايضا ان "الاكراد تلقوا كميات هائلة من المال الامريكي". هذا تصريح مهين ومثير للحفيظة، من الافضل لنا أن نأخذه بالحسبان. ذات يوم نحن ايضا سنجد انفسنا ننتمي على لسان ترامب للمقاتلين في حرب قبلية.

 

الاستنتاج يجب ان يكون لا لبس فيه: لقد أصبح ترامب من ناحية اسرائيل سندا متهالكا. لم يعد ممكنا الاعتماد عليه. يوجد تخوف حقيقي في أن تواصل ايران استفزازنا وتجبرنا على التصدي لنظام آيات الله دون المظلة الامريكية. ان الواقع الاستراتيجي الذي ينكشف امام ناظرينا يستوجب حسابا للنفس من جانب نتنياهو الذي وضع كل اوراقه في سلة دونالد ترامب. والان يطلب رئيس الوزراء علاوة ما لا يقل عن 4 مليار شيكل لميزانية الدفاع كي يشتري وسائل دفاعية ضد الصواريخ الجوالة الايرانية الموجهة نحونا في العراق.

 

لا تهكم: يمكن ان نقترح على وزير الدفاع نتنياهو ان يمتنع عن التوجه الى انتخابات الموعد الثالث فيوفر بذلك مليار ونصف شيكل. خسارة على المليار والنصف شيكل التي سكبت على اجراء الانتخابات في الموعد الثاني. ان تصريحات ترامب الاخيرة ومعانيها هي ليس فقط سكينا في ظهر الاكراد بل وايضا سكين في ظهرنا.