انتصار تشرين

تقرير "الهروب الكبير".. عندما طعن أبطال الجهاد الاسلامي "أمن اسرائيل" في مقتل

الساعة 11:08 م|06 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

أزهر خريف العام 87 انتصارا على ارض الشجاعية، ففي السادس من تشرين اكتوبر، نفذ خمسة من أقمار الجهاد الاسلامي عملية نوعية في غاية الدقة و التميز ضد الاحتلال، و طعنت أمن "اسرائيل" في مقتل.

شرارة الانتفاضة الفلسطينية

معركة "الهروب الكبير"...إنها المعركة التي كانت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الاولى، و نقطة تحول هامة في مواجهة الاحتلال، و البداية كانت بنجاح الأبطال الخمسة، ابطال معركة الشجاعية (محمد الجمل، سامي الشيخ خليل، مصباح الصوري، زهدي قريقع، أحمد حلس)، بالفرار من سجن غزة المركزي.

الأبطال الخمسة، أرواح كانت تقاتل على أرض الشجاعية الباسلة، تقاتل بعنفوان المجاهدين ليسطروا بدمائهم بدء مرحلة الجهاد من جديد، وليؤكدوا على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى أن جذوة الصراع ما زالت متَّقدة حتى زوال كيان الاحتلال واسترداد فلسطين كل فلسطين دون تفريط بأي شبر من أرضها المباركة.

و في حينها، حاول العدو بشكل مستميت و بكافة الاساليب الوصول اليهم، و بعد شهور من المطاردة اشتبك ابطال الجهاد الإسلامي في 6 أكتوبر في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مع جنود الاحتلال، حيث قتل ضابط صهيوني، و اصيب اخرون قبل أن ترتقي الاقمار الخمسة في معركة حطمت هيبة الجيش الذي قيل بأنه لا يقهر.

العقل المدبر

( مصباح الصوري ) .. العقل المدبر والمخطط لعملية الهروب ، وهو أسير سابق أمضى 15 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يُطلق سراحه في إطار صفقة تبادل الأسرى عام 1985 ، ولديه خبرة سابقة بأساليب الحراسة ، وهو أول من قفز من النافذة الصغيرة ، ليقود إخوانه نحو الحرية والشهادة .

وبعد أكثر من أربعة شهور من المطاردة والاختفاء والمقاومة نال الشهادة في الأول من أكتوبر من عام 1987 خلال اشتباك مع وحدات كوماندوز إسرائيلية بالقرب من مخيم البريج وسط قطاع غزة.

علامة فارقة

و حول هذه العملية البطولية تحدث مدير المركز الفلسطيني للدراسات و التواصل الحضاري، د. عبد المجيد العيلة، حيث أكد بأن تلك المعركة شكلت علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، الذي كان يعيش حالة من اليأس و الاحباط بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.

و أشار العيلة في حديث اذاعي تابعته "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" الي ان "معركة الشجاعية" كان لها أثر في اعادة الأمل، و ايقظت روح الجهاد و المقاومة لدى ابناء شعبنا، لافتاً الى أن ذلك كان هدف الشهيد الدكتور المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي، فتحي الشقاقي الذي أراد أن يُخرج الجماهير الثائرة في وجه الاحتلال.

تشرين البطولة

و أضاف يقول: "ان شهر تشرين حافل بالعمليات الجهادية، و أن حركة الجهاد الإسلامي منذ تأسيسها تميزت بأنها ليست حركة دعوية إسلامية فقط، بل إنها دعت للعمل العسكري ضد الاحتلال منذ انطلاقتها، و منذ الأيام الأوائل للتأسيس في عام 1980.".

و تطرق العيلة في سياق حديثه الى عملية "البراق" الجهادية التي نفذت في 15/10/1995، و التي كانت في الدس المحتلة، و توجت باستشهاد الشقاقي، حيث انها كانت مواجهة مع الاحتلال تؤكد أهمية القدس في فكر الشقاقي، و مركزيتها في الصراع مع العدو الصهيوني.

كما لفت الى أن "معركة الشجاعية" شكلت شرارة انتفاضة الحجارة التي انطلقت في أزقة قطاع غزة و الضفة الغربية، كما كان لها الفضل في دفع كبرى الحركات الإسلامية لتشكيل خلايا عسكرية تشارك في النضال ضد الاحتلال، كما أنها أحيت الجهاد لدى فصائل المنظمة الفلسطينية بعد خروج المنظمة من لبنان، و دفعت جماهير شعبنا للمشاركة في النضال ضد الاحتلال عبر الانتفاضة المباركة.