بمثابة استفتاء شعبي على أداء الحركة

محللان: المشاركة الفصائلية والجماهيرية في انطلاقة الجهاد تأكيد على الانحياز لخيار المقاومة

الساعة 12:39 م|06 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

حظيت مسيرة الانطلاقة الجهادية 32 لحركة الجهاد الإسلامي أمس، بحضور لافت من جميع الأطياف السياسية الفلسطينية والجماهيرية.. ومتابعة إعلامية لهذا الحدث محلياً وعربياً لكلمة الأمين العام للحركة القائد زياد النخالة، وهو ما يشير إلى دلالات عدة أبرزها أن الحركة تحظى بالتفاف من قبل الكل الفلسطيني حولها جماهيرياً وفصائلياً. بحسب ما أكد محللون سياسيون لفلسطين اليوم.

دلالات الحضور الفصائلي والجماهيري

من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي "حسن عبدو "، أن حضور كل القوى الاسلامية والوطنية في مسيرة انطلاقة حركة الجهاد الاسلامي، هو انعكاس لتوجهات الحركة الفكرية والسياسية، فهي ترى بأن قوة الفصائل الفلسطينية هي لصالح فلسطين ولصالح حركة الجهاد الاسلامي، أي أن أدبيات الحركة تؤكد أن تحرير فلسطين يتطلب وحدة كل القوى المجاهدة داخل فلسطين، ومن وراءها أمة عربية موحدة، وبالتالي تنظر إلى قوة حركة فتح هي مصلحة وطنية، وقوة حركة حماس مصلحة وطنية وبالتالي تتمتع بعلاقات قوية مع كافة القوى الفلسطينية. لذلك كان لافتاً ألا يتغيب أحد من الفصائل الفلسطينية عن المسير في ذكرى انطلاقة الحركة من ساحة فلسطين وحتى المقر المركزي للمسيرة في شارع الوحدة.

وأضاف، أن الحضور الجماهير الواسع في المسير، هو من أهم الرسائل التي وجهتها حركة الجهاد في ذكرى انطلاقتها 32، كونه حضور لم يقتصر على عناصر وكوادر ومناصري الحركة، وإنما شمل الجموع الفلسطينية كلها، وهذا نابع من حجم الرضا عن حركة الجهاد الاسلامي داخليا وخارجيا. وأشار إلى أن حركة الجهاد حددت عدوها بدقة وحددت معسكر حلفائها بدقة ونجاح، فهي تنظر إلى الكل الوطني بوصفه حليفاً له وتنظر للقوى الاقليمية التي تناصر القضية الفلسطينية وتدعم الجهاد ضد المشروع الصهيوني في فلسطين وتسعى لإقامة علاقات معها، كما تسعى لإقامة علاقات تحالفية مع القوى التي تجابه المشروع الصهيوني في الاقليم، لذلك تنامي القوى في داخل فلسطين أو خارجها هو لصالح المعركة المركزية مع الاحتلال وزواله. ومن هنا يأتي صوابية تحديد العدو والحليف وغياب أي خصومة للجهاد ترقى لمستوى العداء داخل الساحة الفلسطينية وهذا تم التعبير عنه من خلال الجماهير الحاشدة، بمثابة استفتاء على أداء الحركة داخليا وخارجيا.

في ذات السياق، أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن المشاركة الفصائلية والجماهيرية في انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي هو دليل واضح على انحياز الشعب الفلسطيني بكل أطيافه إلى خيار المقاومة، كون أن حركة الجهاد هي جزء من المقاومة الفلسطينية وتشغل ساحة واسعة من الشارع الفلسطيني، مشدداً على أن هذا الحضور سواء كان فصائلي أو شعبي هو دليل على خيار الشعب الفلسطيني وهو مقاومة الاحتلال الاسرائيلي.

كلمة الأمين العام النخالة شاملة ومختصرة وتحمل رسائل هامة

وحول كلمة الأمين العام للحركة في الانطلاقة الجهادية 32، أوضح الصواف أن المقاومة كانت عنوان الكلمة، إلى جانب الوحدة الوطنية لما لهاتين القضيتين من أهمية بالغة للشعب الفلسطيني، إلى جانب قضية الأسرى بأن قضيتهم خط أحمر، وأشار إلى أن الكلمة كانت شاملة للقضايا التي يعيشها الشعب وبإيجاز من قبل القائد النخالة.

بدوره، أوضح المحلل عبدو أن كلمة الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة ، امتازت بالشمولية والاختصار، نظراً للجموع الكبيرة في المهرجان، وحددت رسائل واضحة، أهما أن المقاومة خيار أساسي لحركة الجهاد الإسلامي، وأن الحركة أكثر الحركات ثباتا على مبادئها، وأن قضية الأسرى على سلم الأولويات وأي اعتداء على الاسرى من قبل الاحتلال هو بمثابة اعلان حرب على الشعب، وشدد على اهمية المصالحة الفلسطينية وتبنى رؤية الفصائل الثمانية التي تقدمت بمبادرة لانهاء الانقسام، وأخيراً أثنى على المقاومين الذين صنعوا من غزة قوة بعد أن كانت مستباحة من قبل العدو، فاليوم تصاغ من أجلها النظريات والخطط القتالية بفعل تطور المقاومة. موضحاً أن كلمة الأمين حظيت بقبول الجماهير المشاركة .

أداء إعلامي ناجح وموضوعي

وحول المتابعة والتغطية الإعلامية للحدث، أعرب المحلل الصواف عن اعتقاده أن الحدث كان يهم كل الشعب الفلسطيني، وأن التغطية الصحفية تناولت الحدث بشكل كبير جداً خاصة محلياً، وبعض الفضائيات الدولية ذات العلاقة بالشأن الفلسطيني، لافتاً إلى أن الإعلام تابع الحديث قبل وأثناء وبعد انتهاء المهرجان، موضحاً أن الحشد الكبير الذي شهدته المسيرة يؤكد للجميع أن هذا العمل وهذا الفعل مناسبة للشعب الفلسطيني، والتغطية توازت مع حجم الفعل في حد ذاته.

بدوره، أثنى المحلل عبدو، على وسائل الإعلام كافة وخاصة الوسائل التابعة لحركة الجهاد الإسلامي من (قنوات تلفزة، وإذاعات، ومواقع اخبارية، واعلام اجتماعي)، والتي عملت بشكل منسق يظهر أهمية المناسبة.

وأكد أن هذه التغطية سواء ما قبل أو اثناء أو ما بعد الانطلاقة الجهادية هو تغطية مرضية وتمت بشكل لائق، وهو ما يؤكد أن هناك جهاز إعلامي وقدرات إعلامية لدى حركة الجهاد الاسلامي ومؤسساتها، يمكن أي يؤدي دوره في أي معركة مع الاحتلال، كما أن الإعلام الحركي يكون رديفاً للمقاومين في الميادين والمعارك.

وخص عبدو، العاملون في الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي، موضحاً أن بات واضحاً أن هناك نقلة نوعية لدى حركة الجهاد الإسلامي في الاعلام الرقمي والتعامل مع كافة الوسائط بشكل لائق ومتقن، ووضح جلياً في مهرجان الانطلاقة الجهادية حيث تغطية كاملة وصادقة وتنقل الحدث كما هو، معظم أحاديث قيادات الحركة يتم إبرازها بشكل مصور ولائق، وأثناء الحديث كانت تضج الاعلام الرقمي بكل التفاصيل وبكل التصريحات على لسان القادة، وهذا نقلة نوعية.

عدم المشاركة النسائية

وحول عدم مشاركة المرأة في الانطلاقة، أوضح عبدو، أن حركة الجهاد الإسلامي تنظر بشمولية للصراع مع الظاهرة الصهيونية، لذلك فإن المرأة لدى الحركة لها مكانة كبيرة ومهمة، وتعمل إلى جانب الرجال في كل الميادين والساحات، وهناك دائرة خاصة بها داخل أطر حركة الجهاد ( دائرة العمل النسائي) وتعمل بالتوازي مع دائرة العمل الجهادي للحركة، والمرأة تنخرط في صفوف الحركة في العمل الاجتماعي و السياسي و العسكري.

وأوضح أن عدم مشاركة المرأة يعود لسببين ، وهو أن المكان الذي تقرر فيه المسير ضيق لا يسمح بمشاركة النساء، بالإضافة إلى أن الحركة اقتصرت فعاليات الانطلاقة على المسير، نظراً للظروف الاقتصادية التي يعيشها قطاع غزة بسبب الحصار الاسرائيلي الظالم . وأكد انه لو شاركت المرأة في هذا المسير، لكان أضخم من ذلك بكثير.

النظام والترتيب

وأشاد عبدو بالترتيب والتنسيق العالي مع الأجهزة الشرطية للمسير، حيث تميز هذا المسير بالترتيب المتقن من قبل القائمين على مسير الانطلاقة الجهادية.

الجدير ذكره، أن عشرات الآلاف من الجماهير الفلسطينية شاركت في المسيرة الجهادية يوم أمس السبت الموافق 5 أكتوبر/ تشرين، لإحياء ذكرى انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي 32.

كلمات دلالية