حوار شامل في فكر "الجهاد الإسلامي"

د. القططي: الجهاد غيرت طبيعة الصراع مع العدو وشكلت إضافة نوعية وتجديدية في الحركة الفلسطينية

الساعة 07:20 م|03 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

ملخص الحوار:

- الجهاد الإسلامي لم تكن إضافة كمية للحركات الفلسطينية بل كانت إضافة نوعية ورؤية تجديدية داخل الحركتين الإسلامية والوطنية

- الجهاد الإسلامي ترتكز على أربعة مرتكزات فكرية أساسية هي (السلفية، والمنهجية، والتجديد، والثورية).

-  الثابت في فكر "الجهاد الإسلامي" وممارسات الحركة ثلاثة محاور هي (الإسلام وفلسطين والجهاد)، أما المتغير في فكر وممارسة الحركة فيتعلق بالتفاصيل وتغيرات الواقع ومستجدات السياسة

- الدكتور فتحي الشقاقي استلهم أفكار وتجارب معظم قادة ومفكري الحركة الإسلامية وأعاد انتاجها بصبغة وطنية فلسطينية

- فكر الشقاقي أعطى بُعداً حضارياً للصراع مع الكيان الصهيوني وهو الذي غيّر طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني.

- موقع المرأة في فكر الجهاد الإسلامي وسطي يقع بين تيارين متناقضين هما التيار الغربي يذهب باتجاه تحرير المرأة من الإسلام والفطرة دون ضوابط، والتيار الصحراوي يذهب باتجاه تقييد المرأة بالإسلام وتكبيلها

- خيار المقاومة والجهاد خيار استراتيجي ومحوري لدى حركة الجهاد الإسلامي

- تحرص الحركة على أن تكون بوصلة الصراع موجهة نحو القدس وفلسطين كي لا تغرق الأمة في صراعات داخلية

قال عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور وليد القططي "إنَّ حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لم تكن إضافة كمية للحركات الفلسطينية الموجودة آنذاك؛ بل كانت إضافة نوعية ورؤية تجديدية داخل الحركتين- الإسلامية والوطنية- الفلسطينية".

وأكد الدكتور وليد القططي في حوار مطول مع وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية أنَّ الدكتور فتحي الشقاقي من خلال فكره الرصين أعطى بُعداً حضارياً للصراع مع الكيان الصهيوني في إطار تصادم المشروعين: الإسلامي الحضاري والغربي الاستعماري، مشيراً إلى أنَّ اجتهاد الشقاقي الفكري والعملي في تفجير الثورة الإسلامية المسلحة ضد الكيان الصهيوني هو الذي غيّر طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني.

وعن محورية خيار المقاومة والجهاد كخيار إستراتيجي، قال القططي: محورية خيار المقاومة والجهاد خيار استراتيجي بالنسبة للحركة، فالإسلام يدعونا إلى رد العدوان والعقاب بالمثل، والانتصار بعد البغي، ورد السيئة بمثلها، وقتال الذين قاتلونا في الدين وأخرجونا من ديارنا... وهل يوجد عدوان وعقاب وبغي وسيئة أكثر من نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، مشيراً من جانب أن كل الخيارات البديلة الأخرى فشلت على أرض الواقع، ولنا في مصير مشروع أوسلو أسوة ومثل، كما أن المقاومة والجهاد هو خيار الأمة على مدار التاريخ لمواجهة المعتدين، بل وخيار كل الشعوب الحرة التي أحتلت أرضها. فالأصل في العلاقة مع المحتل هو المقاومة والجهاد، وما دونه استثناء.

وشدد الدكتور القططي على حرص الحركة "أن تكون بوصلة الصراع موجهة نحو القدس وفلسطين كي لا تغرق الأمة في صراعات داخلية- مذهبية وحزبية ومناطقية- تضيع أرواح ودماء وجهود وأموال العرب والمسلمين هباءً منثوراً".

اليكم نص الحوار كاملاً مع عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور وليد القططي:

س1/ لماذا الجهاد الإسلامي؟ وما هي مبررات نشأة الحركة؟

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لم تكن إضافة كمية للحركات الفلسطينية الموجودة آنذاك؛ بل كانت إضافة نوعية ورؤية تجديدية داخل الحركتين- الإسلامية والوطنية- الفلسطينية، وتجاوز لهما فالحركة الإسلامية غيّبت فلسطين كقضية مركزية عن فكرها وممارستها، وتركت أو أجلت الجهاد لتحرير فلسطين تحت مبررات مختلفة كالتربية وتطهير المجتمع وانتظار الخليفة.

والحركة الوطنية غيّبت الإسلام من فكرها السياسي ونظريتها الثورية، ولم تدرك خصوصية القضية الفلسطينية وطبيعة الصراع مع العدو، فجمعت الحركة بين الإسلام كمرجعية ومنطلق، وفلسطين كقضية وهدف، والجهاد كوسيلة للتحرير، وشكّلت نقطة تقاطع بين الوطني والقومي والإسلامي، ويمكن القول أنها حركة تحرر وطني بمرجعية إسلامية، أو حركة إسلامية قضيتها المركزية وطنية (تحرير فلسطين)، وهي بذلك جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية، وتيار الإسلام الثوري المقاوم.

س2/ ما هي المرتكزات الأساسية التي ترتكز عليها حركة الجهاد الإسلامي من الناحية الفكرية؟

هناك أربعة مرتكزات فكرية أساسية لحركة الجهاد الإسلامي هي السلفية، والمنهجية، والتجديد، والثورية.

أما المرتكز الاول فهو السلفية تعني الرجوع إلى النبع الصافي للإسلام وهو القرآن الكريم والسنة النبوية، وتعني تبني الإسلام بشموليته كمنهج حياة، ونظرية ثورية، ومُحرك للجماهير، وإعطاء بُعد ديني للنضال الوطني، والسلفية المنشودة ليست السلفية المذهبية، بل السلفية المنهجية التي تؤمن بمفهوم الأمة الإسلامية ووحدتها، وتفهم النص الديني في إطار البُعد المقاصدي والكلي للإسلام، بعيداً عن الفهم الحرفي للنص، وهي مدرسة العلماء الكبار كالأفغاني ومحمد عبده وعبدالحميد بن باديس ومالك بن نبي وغيرهم.

 والمرتكز الثاني هو المنهجية التي تعني فهم الإسلام والتاريخ والواقع بوعي من أجل فهم الماضي وتشخيص الحاضر ورؤية المستقبل،، والمنهجية تساعدنا على تحديد الثوابت والمتغيرات، وترتيب الأولويات في الفكر والعمل، وتجاوز الهامشي من أجل الجوهري، وتغليب المبادئ على المصالح، وتحديد معسكر الأعداء ومعسكر الأصدقاء.

والمرتكز الثالث هو التجديد بمعنى تجاوز التراث من أجل الإبداع في فهم النص الديني، على أساس  أن التراث ليس الإسلام، بل تفاعل العقل البشري الإسلامي مع النص، والتجديد موقف وسط بين من يُقدس التراث ومن يرفضه، بمعنى تجاوز التراث غير المفيد في واقعنا المعاصر، نحو فهم إبداعي جديد للنصوص في إطار ضوابط الاجتهاد الصحيحة.

والمرتكز الرابع هو الثورية التي تعني التغيير الجذري للواقع السيء، وترجمة ذلك بالثبات على هدف تحرير فلسطين ورفض الحلول الوسط التي تُبقي الاحتلال، والثبات على الوسيلة الثورية في التغيير وهي المقاومة الشاملة وفي مقدمتها الكفاح المسلح.

س3/ ما هو الثابت والمتغير في فكر وممارسة الجهاد الإسلامي؟

الثابت في فكر وممارسة الحركة ثلاثة محاور هي الإسلام وفلسطين والجهاد، فالإسلام كمنطلق ومرجعية، وفلسطين كقضية وهدف، والجهاد كوسيلة ونهج، ومن هذه المحاور تنبثق كل أفكار الحركة ومبادئها مثل مركزية القضية الفلسطينية، ومحورية خيار المقاومة والجهاد، والحفاظ على بوصلة الصراع نحو القدس وفلسطين، والوحدة الوطنية والعربية والاسلامية، والتربية من خلال المواجهة.

أما المتغير في فكر وممارسة الحركة فيتعلق بالتفاصيل وتغيرات الواقع ومستجدات السياسة، ومن أمثلة ذلك ظهور السلطة الفلسطينية كحاجز بين الاحتلال والشعب، وتغير الموقف من بعض الأنظمة الداعمة لفلسطين والمقاومة، وتحوّل الموقف من التيارات القومية والليبرالية واليسارية وإمكانية الحوار الفكري والسياسي للالتقاء بها على كلمة سواء وقوائم مشتركة وأهداف جامعة.

س4/ ما هي أهم إسهامات الدكتور فتحي الشقاقي الفكرية؟

استلهم الدكتور فتحي الشقاقي أفكار وتجارب معظم قادة ومفكري الحركة الإسلامية وأعاد انتاجها بصبغة وطنية فلسطينية، وفي مقدمتهم حسن البنا، وسيد قطب، والخميني، ومالك بن نبي، وعلي شريعتي، وعزالدين القسام، ومحمد باقر الصدر، ومحمد الغزالي، وعبدالقادر عودة، وجودت سعيد، ومحمد البوطي، وخالص جلبي، ومحمد أبو زهرة وغيرهم، ومن أهم اسهاماته الفكرية في هذا المجال تركيزه على معادلة الإيمان والوعي والثورة استلهاماً من ثورة القسام، وإعادة قراءة فكر سيد قطب واستخلاص الشرط الذاتي للنهضة، وفكر مالك بن نبي لاستخلاص الشرط الموضوعي للنهضة والتركيز على الإنسان كأداة للتغيير والثورة وموضوعها، ورفض الاستبداد السياسي والفكري والديني، وقدم رؤية جديدة في التربية من خلال المواجهة يتم فيها تغيير الذات والواقع، وقدم رؤية جديدة في الوحدة من خلال التعدد وفق مفهوم الجبهة، ورؤية تقدمية للتراث بين الرفض والتقديس وفق مفهوم التجاوز، وقدّم اجتهاده الأساسي في كتابه المشروع الإسلامي المعاصر وهو مركزية القضية الفلسطينية للحركة الإسلامية والأمة الإسلامية، وأعطى بُعداً حضارياً للصراع مع الكيان الصهيوني في إطار تصادم المشروعين: الإسلامي الحضاري والغربي الاستعماري. ولعل اجتهاده الفكري والعملي في تفجير الثورة الإسلامية المسلحة ضد الكيان الصهيوني هو الذي غيّر طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني. وهناك اجتهادات عديدة تتعلق بالمرأة وفقه الأولويات والتخلّص من التبعية وغيرها.

س5/ الوحدة مفهوم مركزي في فكر وأدبيات وممارسات حركة الجهاد الإسلامي.. وضح لنا ذلك؟

الحركة تؤمن بوحدة الأمة الاسلامية من منطلق ديني وشرعي استجابةً لقوله تعالى "إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" ووحدة الأمة تكليف شرعي لقوله تعالى " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"، وكذلك حقيقة الإخوة الإسلامية " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"، هذا هو الأساس والأصل أن تكون الرابطة الإسلامية موّحدة لجميع المسلمين بمختلف قومياتهم وأوطانهم وطوائفهم ومذاهبهم" وفي إطار هذه الوحدة تأتي الوحدة القومية العربية باعتبار الوطن العربي جزء من العالم الإسلامي وأن العرب هم أول من حمل رسالة الإسلام الحضارية للبشرية. وفي إطار الوحدة العربية تأتي الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبار شعب فلسطين شعباً واحداً له هوية وطنية مميزة في إطار امتداده العربي والإسلامي. ومن هنا تأتي وحدة الحركة الوطنية الفلسطينية، وفي هذا الإطار فإن حركة الجهاد الإسلامي جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية باعتبارها حركة تحرر وطني يُمكن أن تلتقي مع الآخرين في هدف تحرير فلسطين، والثوابت الوطنية، ومواجهة المشروع الاستعماري الغربي. 

س6/ ما المقصود بالشعار المركزي القائل أن القضية الفلسطينية قضية مركزية للأمة الإسلامية؟

استند شعار مركزية القضية الفلسطينية على قراءة عميقة للقرآن والتاريخ الواقع، فالبعد القرآني للقضية يُعطي لفلسطين خصوصية نابعة من ارتباط فلسطين بالإسلام ارتباط عقيدة من خلال سورة الإسراء واعتبارها أرض مقدسة ومباركة، وفيها المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين، ومسرى الرسول- عليه الصلاة والسلام.

والبعد التاريخي للقضية نابع من أن الصراع مع المشروع والكيان الصهيوني جزء من الصدام التاريخي للغرب مع الإسلام منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وسلم- وحتى المشروع الاستعماري الغربي الصهيوني في فلسطين مروراً بالحروب الصليبية والغزو الاستعماري الغربي للوطن العربي، والبُعد الواقعي للقضية نابع من كون المشروع والكيان الصهيوني خطر على الفلسطينيين والعرب والمسلمين في مختلف الجوانب وأهمها أنه يمنع إقامة وحدة عربية وإسلامية، ويكرّس التجزئة والتبعية، ويخدم المصالح الاستعمارية الغربية كركيزة للمشروع الاستعماري الغربي في المنطقة.

ومركزية القضية الفلسطينية في جانبه الآخر يعني أن يكون للأمة الإسلامية مشروع تحرر ونهضة واستقلال يتصدى لمشروع الغرب ضد الأمة، وهذا يعني أنم تمتلك الأمة مشروعاً موّحداً لمواجهة المشروع الاستعماري الموّحد فلا يمكن أن تتم التنمية والنهضة والاستقلال الحقيقي بدون ذلك،، ولا يمكن أن يتم ذلك بدون مواجهة أهم ركائز المشروع الاستعماري الغربي في المنطقة وهي (إسرائيل).

س7/ ما هو موقع المرأة في فككر وممارسة حركة الجهاد الإسلامي؟

موقع المرأة في فكر الحركة وسطي يقع بين تيارين متناقضين، هما التيار الغربي يذهب باتجاه تحرير المرأة من الإسلام والفطرة واتجاه تقليد الانفتاح الغربي بدون ضوابط، والتيار الصحراوي يذهب باتجاه تقييد المرأة بالإسلام وتكبيلها بالشرع واتجاه ثقافة أن المرأة عورة. فكر الشقاقي والحركة وسطي معتدل يذهب باتجاه المساواة بين المرأة والرجل وإعطاء المرأة كامل حقوقها في إطار ضوابط الشرع التي تحفظ للمرأة إنسانيتها وكرامتها وأنوثتها، وينادي بدور أكبر للمرأة في الثورة والنضال الوطني كشريك للرجل في مشروع التحرير، وأن يكون للمرأة مكانة أفضل في المجتمع والعمل الاجتماعي، ومشاركة سياسية فاعلة في العمل السياسي. واعتبر الشقاقي أن حجاب المرأة إضافة إلى أنه التزام ديني فهو رمز حضاري وهوية ثقافية ومقاومة للاستلاب.

س8/ ما هو دور الإنسان وقيمته في فكر الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي؟

الإنسان محور وموضوع التغيير في فكر الشقاقي والحركة، إعادة استلهام هذا الفكر ضرورية بعد أن تراجعت قيمة الانسان وأُهدرت كرامته في ظل الأنظمة السياسية الشمولية والاستبدادية الفاسدة التي طُحن فيها الانسان في ماكنة النظام السياسي الذي لا يخدم إلاّ نخبة قليلة من الحكام وأعوانهم، وفي ظل ثقافة دينية متعصبة جامدة تسحق انسانية وكرامة الإنسان هي الوجه الآخر للاستبداد السياسي. فالإنسان في فكر الشقاقي هو الذي سيُغيّر نفسه لتغيير واقعه، وهو هدف وموضوع الثورة والتغيير، لذلك رفض كل أنواع الاستبداد الديني والفكري والسياسي وكل ما يعيق حرية الإنسان ويهدر كرامته ويسحق انسانيته ويعطل ابداعاته.

س9/ ما هو مفهوم التجديد في فكر حركة الجهاد الإسلامي؟

حركة الجهاد الإسلامي تحمل رؤية تجديدية داخل الحركة الإسلامية والفكر الإسلامي، وهي بمثابة صوت إسلامي فلسطيني يجمع ما بين الدوائر الوطنية والقومية والدينية في بوتقة واحدة تتجاوز الجمود الذي كان سائداً عند نشأتها لدى التيارين- الوطني والإسلامي- وقدمت إسهامات لإزالة القيود المسيطرة على العقل لإطلاق حريته في الابداع والتجاوز. ومن ذلك إزالة الخلط بين التراث والنص، والإسلام والفكر الإسلامي، والتاريخ الإسلامي والإسلام، فالتراث الإسلامي يختلف عن النص الديني، والإسلام ليس هو الفكر الإسلامي، كما أن التاريخ الإسلامي شيء والإسلام شيء آخر. وأزالت التناقض الوهمي بين الإسلام والوطنية، وكذلك بين الإسلام والقومية.

س10/ ما معنى محورية خيار المقاومة والجهاد في فكر الحركة؟

محورية خيار المقاومة والجهاد خيار استراتيجي، فالإسلام يدعونا إلى رد العدوان والعقاب بالمثل، والانتصار بعد البغي، ورد السيئة بمثلها، وقتال الذين قاتلونا في الدين وأخرجونا من ديارنا... وهل يوجد عدوان وعقاب وبغي وسيئة أكثر من نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948. هذا من جانب ومن جانبٍ آخر فكل الخيارات البديلة الأخرى فشلت على أرض الواقع، ولنا في مصير مشروع أوسلو أسوة ومثل، كما أن المقاومة والجهاد هو خيار الأمة على مدار التاريخ لمواجهة المعتدين، بل وخيار كل الشعوب الحرة التي أحتلت أرضها. فالأصل في العلاقة مع المحتل هو المقاومة والجهاد، وما دونه استثناء.

س11/ لماذا تحرص الحركة في فكرها وفي ممارستها على أن تكون بوصلة الصراع موجهة نحو القدس وفلسطين؟

هناك عبارة مشهورة للدكتور فتحي الشقاقي تلّخص المشهد وهي (كل بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة). وانحراف بوصلة الصراع بدأ مبكراً منذ ثمانينات القرن الماضي عندما توّجه شباب العرب ومنهم فلسطينيين (للجهاد) في أفغانستان بدلاً من فلسطين، وفي هذا الوقت أنشأ الشقاقي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ليُعيد توجيه البوصلة إلى القدس وفلسطين، وفي السنوات الأخيرة رأينا كيف رُفعت رايات الجهاد الكاذبة في الكثير من البلاد ما عدا فلسطين، وكيف وجهت البنادق إلى كل الاتجاهات ما عدا الكيان الصهيوني، وكيف أصبحت فلسطين مكاناً يخرج منها (المجاهدون) بدلاً من القدوم إليها... لذلك تحرص الحركة على أن تكون بوصلة الصراع موجهة نحو القدس وفلسطين كي لا تغرق الأمة في صراعات داخلية- مذهبية وحزبية ومناطقية- تضيع أرواح ودماء وجهود وأموال العرب والمسلمين هباءً منثوراً.

كلمات دلالية