ما يميزها عدم التدخل في الشؤون العربية

كاتبان سياسيان: الجهاد الإسلامي إضافة نوعية ومميزة لحركات المقاومة الفلسطينية

الساعة 11:43 ص|03 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

يرى كتاب سياسيون فلسطينيون، أن حركة الجهاد الإسلامي التي تستعد للاحتفال في ذكرى انطلاقتها الـ32 السبت المقبل، تعتبر إضافة نوعية ومميزة بين حركات المقاومة الفلسطينية التي انطلقت في مواجهة إرهاب الاحتلال الإسرائيلي الذي يتغول في دماء الأطفال والنساء.

وأكد الكتاب في تصريحات منفصلة لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن حركة الجهاد الإسلامي يحسب لها أنها حافظت على النهج والمبادئ التي أسسها الدكتور فتحي الشقاقي منذ أكثر من 32 عامًا، خاصة في مواجهة الاحتلال إضافة إلى تجنبها للفتن العربية والداخلية التي تعصف بمقدرات الشعوب العربية على مدار سنوات عدة.

وتباينت مواقف الكتاب، حول دبلوماسية حركة الجهاد الإسلامي خاصة في علاقتها مع السلطة، حيث يرى الكاتب البروفسور عبد الستار قاسم أن الاقتراب من فريق أسلو يعني تخلي الحركة عن مبادئ الشقاقي في حماية المشروع الوطني الموجه ضد الاحتلال الإسرائيلي، فيما يرى الكاتب هاني المصري، أن تطور العلاقات الدبلوماسية بين الجهاد وكافة الفصائل الفلسطينية سيساعدها جدًا في مواكبة التطورات السياسية والبقاء في صدارة المشهد الفلسطيني.

رقم أساسي في الاقليم

البروفسور قاسم أكد أن حركة الجهاد الإسلامي هي عنصر ورقم أساسي لا يمكن أن يستهان بقدراته سواء الدفاعية والهجومية من الناحية العسكرية ليست في فلسطين فقط بل على مستوى الإقليم، قائلًا: "على الساحة العربية الذي يتصدر الموقف اليوم جهتين فقط هما المقاومة الفلسطينية في غزة والمقاومة اللبنانية في جنوب لبنان، والدول العربية اليوم تساوي صفر على الشمال أمام هذه المقاومة".

وأوضح البروفسور قاسم أن المقاومة في فلسطين وفي لبنان هي التي أسست وجودها وقدراتها وتستطيع أن تتحكم أو تؤثر بصورة جوهرية في السياسات العامة في المنطقة.

وعما يميز حركة الجهاد الإسلامي على مدار 32 عامًا قال: "أهم ما يميز الحركة هو عدم تدخلها في فتن داخلية وخارجية وحافظت على بقاء بوصلتها واصرت على تطوير ذاتها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وهذا الأمر جعلها حركة محببة في قلوب الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني خاصة والشعوب العربية عامة".

وأشار إلى أن حركة الجهاد الإسلامي التي تمسكت بالمبادئ التي أسسها الشقاقي تعرضت للكثير من المواقف الصعبة حيث حاول البعض سواء الاحتلال الإسرائيلي أو حركات داخلية من زرع الفتنة والشقاق داخل حركة الجهاد إلا أن كل تلك المحاولات لتفتيت الحركة باءت بالفشل بسبب تماسك الحركة وقيادتها بالمبادئ الثابتة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وطالب البرفسور قاسم قيادة الحركة بالثبات على المبادئ والاستمرار في احراز الإنجازات وتفعيل موضوع الضفة الغربية لتبقى تتصدر الحركات الفلسطينية، قائلًا: "يجب أن تفعل حركة الجهاد الإسلامي دورها الفاعل في الضفة الغربية فلا يعقل أن تبقى السلطة الفلسطينية هي التي تدير المسرح في الضفة، وعلى الجهاد الإسلامي أن تبادر في الغاء الحالة المرضية التي يعشها الشعب في الضفة.

إضافة مميزة

مدير عام مركز مسارات للأبحاث السياسية الكاتب هاني المصري، أكد أن تأسيس حركة الجهاد الإسلامي مثل إضافة مميزة للحركة الوطنية الفلسطينية وخاصة أنها تقوم بعملها بشكل وطني ومتوازن وتلعب دورًا وحداويًا باستمرار يساهم في تقليل اثار الخلافات والانقسامات التي كسرت ظهر الوضع الفلسطيني خاصة الانقسام الفلسطيني الأسود المستمر منذ عام 2007.

وقال: "الدور الذي تقوم به الجهاد الإسلامي دور هام جدًا وعليها مسؤولية الاستمرار به إلى جانب كافة القوى الوطنية والإسلامية وجميع المؤسسات التي سعت وتسعى من أجل انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على أسس ديمقراطية وطنية توافقية وشراكة حقيقية".

وشدد على أن حركة الجهاد الإسلامي وعلى مدار 32 عامًا تمكنت من الحفاظ على مسارها ومبادئها وبوصلتها ورسالتها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الحركة تعرضت لكثير من الصعوبات وخاصة زجها بالفتن الداخلية والخارجية إلا أنها تمكنت من افشال تلك المحاولات لتمسكها بالثوابت وبوصلتها تجاه المسجد الأقصى وفلسطين.

وقال الكاتب هاني المصري: "الاحتلال الإسرائيلي يعتمد على مقولة "فرق تسد" والجهاد تعرضت لمثل هذه السياسة سواء من خلال دس الفتن بينها وبين فصائل منظمة التحرير أو حركة حماس أو دس الفتن داخل عناصر الحركة نفسها لكن الحركة أثبتت قدرتها وتمكنت من التصدي لكل تلك المحاولات"، مضيفًا كلما تحلت الحركة بالوعي والتعاون والتكامل هي وكافة الفصائل الأخرى نستطيع أن نوقف تدخل الاحتلال الإسرائيلي ودس الفتن بين فصائلنا".

وأوضح أن الأهم في مسيرة حركة الجهاد الإسلامي عدم تدخلها في الشؤون العربية أو الانحياز بين محور وأخر خاصة في ظل الربيع العربي انطلاقا من أن القضية الفلسطينية هي أساس المحاور جميعًا وأنها بحاجة للجميع".

ووجه المصري رسالة إلى حركة الجهاد الإسلامي قائلًا "عليكم أن تواصلوا دوركم الفعال وأن تضاعفوا جهودكم في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية فهي ليست مجرد خيار من الخيارات لكنها أساس النصر على الاحتلال الإسرائيلي.

ومن المقرر أن تنطلق مسيرة حركة الجهاد الإسلامي يوم السبت المقبل التي تحمل عنوان (جهادنا.. اقترب الوعد)، من ميدان فلسطين (الساحة)، على امتداد شارع الوحدة، وصولاً إلى مفترق فلسطين غرب مدينة غزة.

كلمات دلالية