مع اقتراب ذكرى الانطلاقة الجهادية

د. الحساينة: الجهاد الإسلامي حاضرة في كل الميادين لما تمتلكه من رؤية وطنية أصيلة

الساعة 03:29 م|02 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

قال الدكتور يوسف الحساينة، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن الحركة باتت تشكل فعلا وعاملا بارزا على الساحة الفلسطينية بكافة دوائرها وميادينها وفي مقدمتها دائرة الفعل السياسي والعمل الجهادي المقاوم.

جاءت أقوال الدكتور الحساينة في سياق مقابلة صحفية أجراها المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلام معه،عشية ذكرى الانطلاقة الجهادية.

وتنظم حركة الجهاد يوم السبت المقبل مسيرة جماهيرية في ذكرى انطلاقتها الجهادية ، تحمل اسم (جهادنا..اقترب الوعد) حيث ستنطلق المسيرة بعد صلاة العصر من ميدان فلسطين وتمتد على طول شارع الوحدة وصولا إلى مفترق فلسطين غربا.

وأرجع الحساينة سبب الحضور اللافت لحركة الجهاد الإسلامي في كافة الميادين، إلى ما تمتلكه الحركة من رؤية وطنية أصيلة منبثقة من هموم وتطلعات وآمال الشعب الفلسطيني وثوابته غير القابلة للتصرف أو التبديل أو التغيير.

وأضاف: منذ نشأتها المباركة، أحدثت حركة الجهاد الإسلامي حراكاً هائلاً في المشهد السياسي والجهادي الفلسطيني، تصاعد أثره قبيل وخلال انتفاضة الحجارة التي سجلت الحركة فيها فعلا جهاديا مميزا، ليتواصل تألقاً مع حقبة "أوسلو" الكارثية التي رسخت عمق المأزق للمشروع الوطني الفلسطيني، وذلك من خلال المواقف السياسية المتقدمة  التي تميزت بها الحركة، والعمل الجهادي النوعي الذي أربك قادة الكيان الذين اتخذوا قرارا بتصفية رأس المقاومة المفكر د. فتحي الشقاقي لإدراكهم بحقيقة دوره وفعله السياسي والجهادي المؤثر على المشروع الصهيوني في المنطق".

وزاد الحساينة بالقول: كما شكلت الحركة حضورا بين كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي في الساحة الفلسطينية، ما أهّلها لتكون صاحبة مبادرات تصحيحية للمسار الفلسطيني السياسي والجهادي، وكذلك للشأن الداخلي الفلسطيني على صعيد الانقسام وتداعياته"، مبينا ان حركة الجهاد هي صمام أمان للساحة الداخلية الفلسطينية بما تقوم به من دور وطني يُغلّب العام على الخاص.

وأوضح أن الحركة وذراعها العسكري، يتشاركان ميادين النضال والمقاومة مع باقي الأذرع العسكرية سيما كتائب القسام وأبو على مصطفى وشهداء الأقصى وباقي الأذرع الفاعلة التي تتصدى للمشروع الصهيوني والعدوان المستمر على شعبنا.

وأشار د.الحساينة إلى التطور النوعي الذي أحدثته سرايا القدس من حيث القدرات والإمكانات العسكرية والبشرية والتكنولوجية والإعلامية، الامر الذي يساهم في فاعلية وجدوى العمل الجهادي المقاوم ضد العدو الصهيوني.

وتحدث عضو المكتب السياسي للجهاد عن طهارة سلاح السرايا من دم أبناء الشعب الفلسطيني، منطلقين بذلك من الوعي الإيماني والوطني لقدسية السلاح الذي لا بد أن يوجه فقط للعدو الصهيوني الذي يوغل في دمائنا ويُمعن في حصارنا ومصادرة أرضنا وتهويد قدسنا ومقدساتنا، بحسب تعبيره.

وأكد أن سلاح الجهاد الإسلامي وهو يتوجه لصدر العدو فقط، إنما يمثل الكل الفلسطيني، ويمثل الشهيد ياسر عرفات، والشهيد الشيخ أحمد ياسين، والشهيد أبو علي مصطفى، والقاسم وأبو سمهدانة ودرة الشهداء فتحي الشقاقي وغيرهم، مشيدا بدور سرايا القدس وباقي قوى المقاومة الفلسطينية في فرض قواعد اشتباك تردع العدو وتمنعه من الاعتداء على الشعب الفلسطيني .

وشدد الحساينة على أن دور حركة الجهاد الإسلامي يتعاظم في أوساط قطاعات كبيرة من شعبنا وأمتنا، وأن الخط البياني لحضور الحركة في تصاعد مستمر ومتنامٍ، لما تقوم به من دور وطني على الصعيدين السياسي والميداني.

وقال: استطاعت حركة الجهاد ومنذ تأسيسها مطلع ثمانينات القرن الماضي أن تقدم عبر محطات تاريخها المشرف نموذجا وطنيا مقاوما خلاقاً يعبر عن رؤية واعية للصراع مع العدو، إلى جانب علاقاتها الطيبة والتكاملية مع الكل الفلسطيني، ومع قوى المقاومة في الإقليم..وسياسياً نأت الحركة بنفسها عن الانخراط في إفرازات ما يسمى مسيرة التسوية انطلاقا من رؤية سياسية واعية لهذا المسار التدميري على مستوى قضيتنا وأمتنا".

وعن رمزية شعار الانطلاقة الجهادية لهذا العام  "جهادنا.. اقترب الوعد"، أوضح الحساينة أن هذا الشعار يعبر عن إيمان راسخ وعميق بأن الكيان الصهيوني في انحسار رغم محاولات تسويق الوهم بأنه أصبح لاعبا أساسيا في المنطقة من خلال قوته العسكرية ومن خلال العلاقات التي أقامها مع بعض الكيانات العربية الخليجية.

وتابع يقول: اليوم الاحتلال لم يُعد ذلك الكيان الذي يشن الحروب الخاطفة ويحتل العواصم ولا يجد مقاومة حقيقة فاعلة، اليوم هو أعجز ما يكون عن كسب أي معركة في غزة أو في لبنان بفضل ما أرسته المقاومة من معادلات ردع جعلته يعيش في مأزق أمنى وسياسي".  موضحا أن تحقق الوعد بإزالة الاحتلال وتفكيكه يقترب، وأن المقاومة تراكم عوامل القوة وتعد نفسها لمواجهة العدو وهى تدفعه خطوة بعد خطوة إلى الوراء.

ووجه الحساينة رسالة إلى أبناء حركة الجهاد الإسلامي، قال فيها: سيروا على بركة الله، فأنتم على جادة الطريق، لا يضركم من خالفكم أو آذاكم، استظلوا بظل قوله تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين"، جهادٌ فهدايةٌ فمعيّة من الله عز وجل، اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله ولن يتركم الله اعمالكم، مزيدا من الصبر والمصابرة، مزيدا من الوعي والإيمان والثورة على كل أشكال الظلم والعدوان.. وما النصر إلاّ صبر ساعة".

كلمات دلالية