"حصاد البلح".. فرص عمل مؤقتة في غزة

الساعة 09:46 م|30 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

تشكل مواسم حصاد بعض المحاصيل، في قطاع غزة، فرص عمل موقتة لعدد من العاطلين عن العمل، حيث يعتبر موسم جني البلح والزيتون، الذي يصادف موسمها هذه الأيام في القطاع، نموذجا لتلك الصورة، لاسيما مع وفرة إنتاج المحصولين.

و شرع المزارعون الفلسطينيون في قطاع غزة بجني الثمار الأكثر انتشاراً ، والمفضلة لدى سكان القطاع ، والتي تتمثل بثمار " الزيتون والبلح " حيث ينتج القطاع منها كميات كبيرة ، تسد متوسط احتياجاته.

و يمارس المواطن "سليم بركة" مهنته الموسمية بأدوات بسيطة، حيث يقوم بتسلق أشجار النخيل العالية، سعيا لكسب الرزق ضمن موسم سنوي مميز له ولأقرانه المزارعين.

ويعمل بركة في جني ثمار البلح، التي توفر له و للكثير من العاطلين عن العمل فرصة عمل ولو مؤقتة لتحقيق دخل مالي جيد.

من جهته يقول المواطن "حميد ثابت" بأن موسم جني ثمار النخيل يوفر فرصة عمل له سنويا لكسب الرزق من أجل عائلته المكونة من 7 أفراد، في ظل عدم وجود فرص عمل دائمة يعتاشون منها.

و أشار إلى أن موسم جني ثمار النخيل يستمر في العادة لمدة شهر واحد كل عام، لكنه يوفر دخلاً ماليا جيدا، في ظل ما هو متاح من فرص عمل نادرة خاصة للمزارعين على مدار العام.

الدكتور معين رجب، أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر، أشار الى أن هناك نشاطاً موسمياً سواء في القطف او تجميع الثمار او العناية بالأشجار، سواء في البلح او الزيتون التي يتوافق حصادها خلال هذه الأيام، و تعطي فرصة للتشغيل و الاستعانة بعدد من العمال.

و أوضح د. رجب في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" أن هذا الموسم فرصة جيدة لعدد من المتعطلين من المزارعين، و تحقق قدراً و لو محدود من الانتعاش او الرواج لحين انتهاء الموسم.

و حول نسبة الأجور التي يتقاضاها هؤلاء العمال، أشار رجب الى أنه في ظل الركود الذي يعيشه المجتمع، فإن الاجور متدنية، حيث أن ارقام المتعطلين كثيرة، تتجاوز 60-70، لذلك فإن الاجر متدني،  و لكنه يكون حسب المهارة التي يتمتع بها هؤلاء العمال، فالأجور تتراوح من 30-40 شيكلا فصاعداً، كلاً حسب مهارة العامل.

و فيما يتعلق بآخر احصائيات الفقر و البطالة في قطاع غزة، أكد أن نسبة البطالة تجاوزت في صفوف الشباب ال 50%، و يتبعها نسبة الفقر، حيث أن من لا يعمل ليس له دخل، و يصنف بين الفقراء، مشيراً الى أن هذا يعكس وضع بالغ الخطورة، لا سيما أن الامر لا يتعلق بفترة طارئة، بل فترة مزمنة نعيشها عبر السنوات الماضية، و لا تزال قائمة و تزداد سوءاً.

و كان الناطق باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني، أكد في تصريح سابق لـ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" أن إنتاج البلح هذا الموسم في قطاع غزة بلغ 12000 طن ويحقق الاكتفاء الذاتي، إن مساحة النخيل المزروعة النخيل البلح هذا الموسم تبلغ في قطاع غزة 11300 دونم منها 8800 دونم مثمر و2500 دونم غير مثمر، مبينًا أن متوسط الاستهلاك السنوي للفرد 6 كيلو.

وأضاف البسيوني، أن موسم البلح هذا العام يعتبر من المواسم الجيدة وأفضل من المواسم السابقة من حيث الإنتاج والجودة، مشيرًا إلى أن أشجار النخيل أصبحت تزرع بأساليب مستحدثة، خاصة أنها من الأشجار المقاومة للظروف المناخية وتتحمل الملوحة العالية السياسية التسويقية أفضل من الأعوام السابقة.

ونوه إلى أن وزارة الزراعة، لديها أهداف لرفع القيمة التسويقية لثمار النخيل، كي تعود بالنفع وتدخل العائد المادي الجيد على المزارع الفلسطيني.

ويُسهم موسم جني النخيل في تدوير عجلة الاقتصاد الوطني بغزة، بيدّ أنّ أزمة المعابر واستمرار انقطاع التيار الكهربي تربك حسابات المزارعين والتجار في تحصيل أرباحهم من موسم البلح، خاصة في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن (12 عامًا).