تقرير الأفوكادو...ذهب قلقيلية الأخضر

الساعة 11:17 م|28 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

منذ أكثر من 40 عاما يعمل المزارع "مدحت أبو زيد" في أرضه التي ورثها، ورغم أن الوصول إليها لم يعد كما كان بفعل الجدار الذي فصلها عن مدينته قلقيلية، إلا أنه حرص على استمرار ما بدأه والده بإدخال أنواع جديدة من أنوع النباتات إليها، كما كان عندما جرب قبل 30 عاما زراعة شجر الأفوكادو ونجح بذلك.

وتمتد أرض زيد على 350 دونما، كلها عزلت وراء الجدار الذي بني حول المدينة في العام 2002، ويدخلها الأن ويخرج إليها من خلال البوابات التي يسيطر عليها جنود الاحتلال، إلا أنه يفخر لريادته بزراعة هذه الأشجار وإدخالها إلى المحافظة، وانتشار زراعتها في المدينة بسبب مردودها الجيد وعدم حاجتها لعناية كما باقي الأشجار.

يقول زيد إن والده بدأ تجربة زراعة هذه الأشجار على مساحات محدودة، ولكنه لاحظ مردودها المالي الجيد، والطلب العالي عليها، وهو ما جعله يخصص لها مساحة أكبر من أرضه إلى جانب مزروعات استوائيه أخرى.

يتابع:" زراعة الأفوكادو ناجحة جدا في المحافظة التي تمتاز بارتفاع الحرارة بالصيف بالإضافة إلى الرطوبة العالية وتوفر المياه، ولكن هذا العام أكثر من 30% من المحصول تأثر بفعل التقلبات الجو".

مثل المزارع "زيد" حوالي 400 مزارع في محافظة قلقيلية التي تعتبر المحافظة الأولى زراعيا في الضفة، الذين استبدلوا زراعة الأفوكادو بدلا من زراعة التي اشتهرت بها مثل الجوافا والحمضيات، وخاصة في السنوات الخمس العشرة الأخيرة.

الجدوى الاقتصادية الجيدة لزراعة الأفوكادو جعل وزارة الزراعة الفلسطينية تليها اهتماما خاصا، كما يقول مدير زراعة محافظة قلقيلية المهندس أحمد عيد، حيث قامت بتدريب مهندسين زراعيين لهذا الصنف لنقل خبراتهم للمزارعين ضمن خطة وضعتها الوزارة قبل أكثر من عشرة سنوات لتوسيع المساحة المزروعة بالأفوكادو.

يقول إن زراعة الأفوكادو في فلسطين حديثه ولا تزال محصورة المحافظة قلقيلية، إلى جانب مساحات محدودة في طولكرم، وبدأت بمبادرات فردية من مزارعين نقلوا خبرات عملهم في داخل إسرائيل بهذا الصنف.

ونظرا لارتفاع أسعار الأشتال تقوم الوزارة بتوزيع الأشتال مجانا على وتوفر الإرشاد الزراعي لهم، حتى يتمكن المزارع من الاعتناء بها حتى ينتج أولى ثمارها.

وتابع عبد:" كانت نقطة التحول في هذه الزراعة قبل خمسة سنوات بالاتفاق مع وزارة الزراعة الأردنية أصبحنا نصدر للخارج، وعائدها الأقتصادي جيد جدا مقارنة مع الأصناف الأخرى، فزراعة الحمضيات والجوافا تراجعت بسبب عدم وجود تسويق والمنافسة الكبيرة".

وتوزع وزارة الزراعة الفلسطينية سنويا ما يزيد عن 10 الاف شتلة وهو ما يؤشر إلى توجه كبير من المزارعين المحافظة لهذا النوع من الزراعة. وتُزرع في قلقيلية ثلاثة أنواع من الأفوكادو، أشهرها الهاس (الخشن)، التنجر (الملس الكبير)، و"بنجرتون"، الذي تأثر إنتاجه جراء التقلبات الجوية هذا العام.

ومع نهاية أيلول/سبتمبر بدأ المزارعين بقطف ثمار بعض أنواع الأفوكادو، فيما تكون الأشهر الأولى من السنة هي موعد قطاف أنواعا أخرى، وهو ما يجعل " الأفوكادو" الفلسطينية متواجدة في الأسواق على مدار العام تقريبا.

وعن الإنتاج السنوي للمحافظة قال عيد إن قلقيلية تنتج ما مجموعة ثمانية الاف طن سنويا على مساحة ثلاثة ألاف دونما، يتم تصدير 800 طن إلى الأردن والكويت، مع توقعات بارتفاع نسب التصدير خلال الموسم الحالي مع فتح أفاق تصدير جديدة في كل من قطر والعراق.

ولكن لدى المزارع زيد، وهو من أوائل المصدرين لهذا المنتج للخارج، ملاحظته على آليه التصدير، وهي عدم وجود سياسيات حكومية ضابطة، إلى جانب الرسوم العالية التي يدفعها المزارعين لتصدير منجاتهم.

وطالب زيد إن على الجهات الرسمية التدخل أكثر لتنظيم عمليات التصدير إلى الخارج وألا يترك الأمر عبئا على المزارعين في البحث عن دول للتصدير إليها.

 

كلمات دلالية