مطبات لابد منها..

"الانتخابات العامة" بين دعوة عباس "الفضفاضة" وقبول حماس "المشروط"!

الساعة 12:35 م|28 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

أكَّد محللون سياسيون فلسطينيون أن دعوة رئيس السلطة محمود عباس إلى انتخابات عامة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، التي اعقبها موافقة سريعة من "حماس" يشوبها بعض الغموض، مشددين على أنَّ إجراء انتخابات عامة (تشريعية، رئاسية، مجلس وطني) بشكلٍ نزيه وشفاف سيكون طوق النجاة للحالة الفلسطينية التي تعاني من أزمات متراكبة.

وكان رئيس السلطة محمود عباس أعلن في خطابه بالأمم المتحدة أنه سيدعو إلى انتخابات عامة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس لدى عودته إلى رام الله، وسريعاً أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها للانتخابات العامة الشاملة التي تتضمن الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني، وذلك تعقيبا على دعوة الرئيس عباس.

الغموض سيد الموقف

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف يرى أن دعوة رئيس السلطة محمود عباس يكتنفها الغموض، متسائلاً "ما المقصود بالانتخابات العامة التي يقصدها عباس؟، هل يقصد انتخابات تشريعية فقط مع استثناء الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني؟".

وأوضح الصواف في حديث لوكالة "فلسطين اليوم" الاخبارية أنَّ بيان حماس الذي قبلت فيه الدعوة كان أكثر وضوحاً وشفافية، إذ حددت حركة حماس قبولها لدعوة الانتخابات العامة بالانتخابات (الرئاسية، التشريعية، مجلس وطني)، مشيراً إلى أن عباس إذا كان صادقاً في دعوته لتجديد الشرعيات عليه أن يعلن صراحة عن انتخابات عامة تتضمن (انتخابات رئاسية، وتشريعية، ومجلس وطني).

ويرى الصواف أن اقتصار الانتخابات الفلسطينية على الانتخابات التشريعي لن يلقي قبولاً لدى حركة حماس وباقي الفصائل، إذ ان المطلوب انتخابات فلسطينية عامة تتضمن الانتخابات الرئاسية، وتشريعية، ومجلس وطني.

وذكر الصواف أن إجراء انتخابات شاملة في القدس والضفة وغزة بشكل شفاف ونزيه، والإقرار بنتائجها والعمل بمقتضاها كفيل ان يخرج الحالة الفلسطينية مما هي فيه الآن، مشيراً إلى أن المعيار الحقيقي لإنجاح الانتخابات الفلسطينية العامة هو التوافق القَبْلي بين الفصائل وانهاء حالة الانقسام.

وتوقع الصواف أنْ تشهد أي انتخابات عامة عرقلة من الجانب الإسرائيلي ومن بعض الدول المحيطة لأسبابٍ عديدة، أولها لعلمهم أن أي انتخابات مقبلة ستقصي رئيس السلطة محمود عباس من منصبه.

دعوة بحاجة إلى تفسير

الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب اتفق مع سابقه في أنَّ دعوة رئيس السلطة محمود عباس بحاجة إلى تفسير أكبر، خاصة فيما يقصده الرئيس عباس بمصطلح الانتخابات العامة إذ كان يقصد رئاسة ومجلس وطني وتشريعية أم يقصد تشريعية.

ودعا حبيب رئيس السلطة إلى إزالة الغموض واللبس من الدعوة التي أطلقها في الأمم المتحدة، وأن يحدد المقصود من وراء مصطلح انتخابات عامة.

وأوضح هاني حبيب في حديث لوكالة "فلسطين اليوم" الاخبارية أنَّ عقبات كبيرة تواجه ملف الانتخابات العامة، مثل ملف المرجعيات القضائية في ملف الانتخابات، بالإضافة إلى الملف الأمني المتعلق بتأمين الانتخابات، مشيراً إلى وجود عقبات كبيرة أيضاً تسبق الانتخابات بحاجة إلى حسم حقيقي.

وذكر أن الانتخابات تشوبها العديد من العراقيل التقنية والأمنية والسياسية، لاسيما العراقيل الإسرائيلية التي قد تمنع اجراء انتخابات في القدس المحتلة والتواصل السلس بين قطاع غزة والضفة المحتلة للجنة الانتخابات المركزية، لافتاً إلى ان الحلول التكنولوجية للتغلب على الانتخابات في القدس والتواصل مع قطاع غزة تنتقص من شفافية الانتخابات ونزاهتها.

مخرج حقيقي ولكن!

في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي احمد رفيق عوض "أنَّ الانتخابات الفلسطينية العامة بمثابة مخرج حقيقي للأزمات التي تعصف بالقضية الفلسطينية مثل الانقسام وتدهور الأوضاع الحاصلة في غزة والضفة، إلى جانب وجود استحقاقات حقيقية تستوجب وجود اجسام فلسطينية موحدة".

وأشار عوض إلى أنَّ كلاً من السلطة وحركة فتح من جانب وحماس من جانب آخر يحتاجان لتلك الانتخابات في الوقت الراهن، إذ أن السلطة بحاجة إلى انتخابات عامة في ظل وجود حكومة إسرائيلية –قيد التشكيل- يمينية، ستزيد من معدلات ضم الأراضي في الضفة، وستعمل على اقصاء خيار حل الدولتين، وفي ظل مطالبات عديدة ووجود استحقاقات دولية تتطلب تجديد للشرعيات الفلسطينية.

إلى جانب ذلك، ذكر عوض أن حماس بحاجة إلى انتخابات عامة في الوقت الرهن لأسباب عديدة منها، أنها تريد الخروج من الازمات التي تعانيها حركة حماس التي من بينها أزمات غزة الداخلية، إلى جانب حاجة حماس لجسم شرعي (معترف به دولياً) تنضوي فيه، مشيراً إلى أن تلك الأسباب تفسر سرعة موافقة حماس على دعوة رئيس السلطة محمود عباس.

وذكر عوض أن المشكلة لا تقتصر على وجود موافقة فلسطينية – فلسطينية، مشيراً إلى أن الانتخابات الفلسطينية بحاجة إلى موافقات عديدة منها موافقة إسرائيلية وموافقات دولية، في ظل وجود عرقلة واضحة من الجانب الإسرائيلي، فمثلاً هل سيوافق الاحتلال الإسرائيلي على اجراء انتخابات في مدينة القدس المحتلة؟!، هل سيوافق ان تجرى انتخابات تكون والضفة بموجبها وحدة سياسية موحدة؟!، مشيراً إلى أن العرقلة الإسرائيلية ستكون سيدة الموقف في الانتخابات العامة.

ولم يستبعد عوض أن تكون خطوة الرئيس عباس بديل عن مبادرة الفصائل الثمانية التي قدمت مؤخراً، لكنه في الوقت ذاته عاد وذكر أن الرئيس عباس دعا في أكثر من مرة لإجراء انتخابات للخروج من الواقع الحالي.

وفي وقت سابق أعلنت حركة حماس موافقتها على مبادرة تقدمت بها ثمانية فصائل فلسطينية لتحقيق المصالحة لإنهاء الانقسام الداخلي القائم في الساحة الفلسطينية منذ منتصف 2007، في حين وصفتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على لسان القيادي في الحركة فايز أبو عيطة بأنها "ورقة مجاملات فضفاضة وليست حاسمة".