تحليل الزج بالفلسطينيين في الأحداث المصرية لا رصيد له على أرض الواقع

الساعة 10:24 م|25 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

في الوقت الذي يؤكد فيه الكل الفلسطيني على الدور المصري الرئيسي في المنطقة بشكل عام وفي الملف الفلسطيني بشكل خاص، وعدم التدخل في شؤون الدول العربية الأخرى، خرجت اتهامات من قبل بعض القنوات المصرية تتهم فيها أطرافا فلسطينية بالوقوف خلف ما يجري من حراك شعبي داخل الأراضي المصرية، وهو ما نفته الفصائل جملةً وتفصيلاً، وأكدت أن الزج بالفلسطينيين في الأحداث الداخلية المصرية أمر مرفوض.

محللون سياسيون رأوا أن الافتراءات حول الزج بالفلسطينيين فيما يجري في مصر العروبة لا رصيد له على أرض الواقع.

وفي هذا السياق أوضح الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب في حديث لـ "فلسطين اليوم"، الجانب الفلسطيني الرسمي أو الفصائلي أو الشعبي، يضع نفسه خارج إطار أي تدخل في الأوضاع الداخلية لأي قُطر عربي، وخاصة عندما يتعلق الأمر بجمهورية مصر العربية، باعتبار أن الأمن القومي المصري مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي الفلسطيني. لذلك ليس هناك أي احتمال للتدخل من أي جهة بما يجري في مصر.

ولفت إلى أن هناك أفراد وأطراف وإعلاميين لهم مصلحة في إيجاد فتنة بين فلسطين ومصر، وبالتالي على الطرفين أن يكونا أكثر حذراً بالتعامل مع مثل هذا الامر.

واستبعد حبيب استثمار محاولة الزج بالفلسطينيين فيما يجري في مصر ، من أجل الضغط على بعض الفصائل الفلسطينية بهدف تحقيق أهداف معينة، مشيراً إلى أن هناك الكثير من التوترات في السابق حول هذا الأمر، ومع ذلك نجح الجانب الفلسطيني بالتعاون مع مصر في وأد أي فتنة في مهدها، مشدداً على ضرورة أن يتكرر الأمر في الوقوف في وجه أي طرف يحاول اشاعة الفتنة بين الشعبين الشقيقين.

في ذات السياق، أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن الشعب الفلسطيني أبعد ما يكون عن كل الذي يجري في القاهرة ومصر، وهو شأن داخلي مصري لا علاقة للشعب الفلسطيني فيه من قريب أو بعيد، وهذا ما أكدت عليه فصائل العمل الوطني الفلسطيني. وحركة الجهاد الإسلامي على وجه التحديد التي تم اتهام أحد افرادها بذلك واعتقاله. وأوضحت أن الشخص الذي يتحدث عنه الاعلام المصري غادر قطاع غزة قبل يوم واحد من الاحداث عبر مصر للدراسة في الخارج.

ولفت إلى أن هناك بعض الاعلاميين المصريين ممن لم يروق لهم أن يجدوا العلاقة بين مصر وغزة على ما يرام، ويريدون إلقاء غزة في أتون الوضع الداخلي المصري. لافتاً إلى أن المقاول محمد علي هو مصري الجنسية وليس فلسطينياً.

وأوضح، أن الهدف من زج بعض الاعلاميين المصريين بالفلسطينيين فيما يجري في مصر هو تشويه العلاقة التي تحسنت بين مصر وقطاع غزة.

وأشار الصواف إلى أن الفلسطينيين أوضحوا موقفهم بأنه لا علاقة لهم بما يجري في الجانب المصري ويريدون الحفاظ على العلاقة الطيبة، والحديث الذي يدور من بعض الكتاب والاعلاميين اعتقد أنهم مدفوعون من قبل بعض الأطراف، لافتاً إلى ما حدث في ثورة يناير وطال فيه الحديث عن الفلسطينيين الكثير.

وتساءل الصواف، كيف لشخص واحد أن يحرك الشارع المصري؟ معتبراً أن نسب ما يجري في مصر لشخص فلسطيني بمفرده هو إساءة للشعب المصري والقيادة المصرية، ولا تخدم أي من الطرفين الفلسطيني والمصري.

يشار إلى أن قناة mbc مصر اتهمت أحد عناصر حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة بالوقوف خلف ما يجري من حراك شعبي في مصر، الأمر الذي نفته الحركة واعتبرته أمراً يسيء إلى مصر ولا يجوز، رافضة أن يتم اتهامها بهذه الطريقة.

وطالبت الحركة الجانب المصري باتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع الظلم الذي وقع على مواطن فلسطيني بريء.