مكتبة تهرب من تحت أنقاض مخيم اليرموك إلى قطاع غزة.. فمن هو بطلها؟!

الساعة 10:59 م|23 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

لم يفكر الحاج الفلسطيني عبدالكريم الحشاش (العامري) لدى مغادرته سوريا قصراً تحت وطأة الاحداث السورية، إلا بمكتبته التي استغرق جمعها سنوات طويلة، جمعها صفحة صفحة، كتاباً كتاباً، مخطوطة مخطوطة، حتى أضحت تلك المكتبة مزاراً ومصدراً لكل الباحثين والكتاب والمفكرين.

لم يكن سهلاً على الحاج عبدالكريم (72 عاماً) أنْ يترك سوريا ومكتبته التي أسسها في مخيم اليرموك، إذ يروي الحاج قصصاً مؤثرة لدى فراقه مكتبته التي تعرضت للدمار بسبب الاحداث التي مرَّ بها مخيم اليرموك، إذ كان شغله الشاغل كيف يعيد بناء مكتبة تشابه تلك التي كانت في عاصمة الثقافة والأدب.

الحاج عبد الكريم الحشاش من مواليد عام 1947م غادر قطاع غزة إلى سوريا في العام 1967 ابان العدوان الإسرائيلي على القطاع، ليستقر في سوريا ويدرس الأدب العربي في جامعة دمشق.

واهتم الحاج عبدالكريم بالتراث والفلكلور الفلسطيني بشكل كبير، حتى لُقِّبَ بـ "سادن التراث" لاختصاصه بدراسة التراث الشعبي الفلسطيني، إلى جانب ذلك تمكن من جمع علوم شتى خلاف التراث.

لم يترك عبدالكريم الحشاش الذي عاد إلى قطاع غزة ابان الاحداث في مخيم اليرموك فكرة إعادة ترميم مكتبةٍ تحوي الكتب والمخطوطات التي تتعلق بالتراث الفلسطيني، فما كان منه إلا ان أسس مكتبة جديدة في قطاع غزة، محاولاً عن طريق معارفه وعائلته إعادة بعض المخطوطات والكتب التي فقدها في المخيم.

وتمكن الحاج عبدالكريم الحشاش من جمع مكتبة مهمة في غزة، التي أضحت هي الأخرى مصدراً مهماً ومزاراً من قبل الباحثين والكتاب، تشابه إلى حد كبير المكتبة التي تركها تحت حطام المخيم.

يقول الحاج الحشاش: شيدتُ في حي التقادم في مخيم اليرموك مكتبة مهمة، لكن حدث لها ما حدث للمخيم، وتهدم ما انتجته من ثروة عليمة عبر سنوات طويلة مرة واحدة.

ويضيف الحاج: أن مكتبته في مخيم اليرموك كانت تضم ما يزيد عن 40 كتاباً، بينها كتب ألفتها وكتب لمؤلفين آخرين، وكانت المكتبة تضم الكثير من الكتب المنوعة في الادب والثقافة والسياسة والتاريخ.

ويشير الحشاش إلى أنَّ مكتبته أصبحت من أبرز معالم مخيم اليرموك، وأضحت قبلةً للباحثين والكتاب، لافتاً إلى أن المكتبة كانت مصدره في تأليف العديد من الكتب المهمة التي صدرت في الوطن العربي.

وتابع: المكتبة اعدت لتكون مركزاً ثقافياً وعلمياً في مخيم اليرموك، وبالفعل أصبحت منارة لكن حصل ما حصل، غير أنني لم استسلم على الرغم من السن وبعض العراقيل في جلب بعض الكتب النادرة، وشيدت مكتبتي الجديدة في رفح وأصبحت هي الأخرى مزاراً للباحثين.

وأشار إلى ان العراقيل في توسيع المكتبة على غرار مكتبته الأولى في المخيم تتمثل في عدم القدرة المالية لجلب الكثير من الكتب، إضافة لفقدان كتب كثيرة كانت تضمها مكتبة المخيم.

وقد أغنى الحشاش مكتبته بكتب رصينة للغاية تتعلق بالأدب والثقافة والفلكلور، منها كتاب "فنون الأدب والطرب عند قبائل النقب"، وكتاب "الأسرة في المثل الشعبي الفلسطيني والعربي"، وكتاب "قضاة العرف والعادة"، وكتاب "عشائر وقبائل فلسطين"، إضافة إلى مشاركته في نشر ديوان " عنيز أبو سالم الترباني"، وكتاب " معجم الألفاظ المحكية في البلاد العربية "، وكتاب الامثال الليبية، وكتاب بصمة على الرمال، ورواية أرض القمر، ورواية "النخلة العاقر"، وكتاب "زوادة الحاضر والبادي، وكاتب في تدبر آيات القرآن الكريم، وكتاب " الملك العادل الشهيد نور الدين محمود (زنكي)".

وإلى جانب الكتب تضم مكتبة أزياء ومقتنيات من التراث الفلسطيني والسوري، إذ تحوي ثوباً من ادلب، واخرى من بلدة اعزاز، وربابة من دير الزور، مشيراً إلى انه يجمع بين التراث السوري والفلسطيني، منها حبه للتراث السوري والفلسطيني، وطبيعة العلاقة التي تربط بين الشعبين.

وعبدالكريم الحشاش هو مقرر في وزارة الثقافة السورية قسم التراث الشعبي، ولديه مقالات وأبحاث في الموسوعة العربية الصادرة من دمشق ومقالات في الصحف السورية كصحيفة تشرين، ومقالات في صحيفة السبيل الصادرة في عمان عن اللغة والثقافة، ومقالات في مجلة الخفجي السعودية، ومقابلات تلفزيونية وإذاعية ومحاضرات وندوات تتعلق بالثقافة واللغة والعادات والتقاليد، ومحكم في مسابقات شعرية وأدبية في غزة.