يجب تغيير طريقة الانتخابات- هآرتس

الساعة 01:22 م|22 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: عيران الدار

(المضمون: طريقة الانتخابات الحالية تعمل لصالح تمثيل الاحزاب الصغيرة، لذلك هي طريقة مقسمة. وقد حان الوقت والفرصة التاريخية من اجل تغييرها - المصدر).

الحملات الانتخابية الاخيرة التي أجريت في نيسان والتي أجريت في الاسبوع الماضي للكنيست الـ 22، والتي اتضحت نتائجها الآن ، اثبتت بصورة واضحة أن ما كان واضحا منذ زمن طويل من ذلك: أن النظام السياسي في اسرائيل يحتاج الى تغيير وتجديد، وأنه يجب اجراء فحص داخلي اساسي وعميق يؤدي الى تغييرات كثيرة، بحيث تؤثر ليس فقط على انتخاب ممثلي الجمهور للكنيست وتسهل على تشكيل حكومة مستقرة، جيدة، مؤثرة وناجعة – بل ايضا على الحياة الروتينية نفسها في اسرائيل.

ما الذي يجب فعله؟ لا مناص من الحاجة الى تغيير طريقة الحكم، فصل الدين عن الدولة ووضع دستور لاسرائيل. صحيح أن هذه الخطوات هي خطوات معقدة ومن غير السهل تحريكها، لكنها ضرورية جدا للديمقراطية الاسرائيلية. من يظهر له هذا امر مثالي جدا يجدر به أن يهتم قليلا بتاريخ ثورات كبيرة، منها الثورة الفرنسية التي في حينه ظهرت وكأنها غير ممكنة، لكن عندما نجحت غيرت مسار التاريخ.

في كتاب "دولة اليهود" كتب بنيامين زئيف هرتسل بأن الدولة التي توجد في خياله تحتاج الى "دستور جيد وحديث بقدر الامكان". وشرح بأن الدستور الجيد هو "الدستور الذي ليس محل لتفسيرات كثيرة". من تنبأ بالدولة تطرق ايضا الى سلطة الدين وقال إن "كل تفكير بسيط لحاخاماتنا في تأسيس سلطة دينية هو تفكير منفصل من البداية". هرتسل أراد فصل الدين والجيش عن الدولة. لقد قال إنه يوجد للجيش ورجال الدين احترام كبير يتناسب مع دورهم المحترم، لكن "ليس عليهم أن يكون لهم رأي في شؤون الدولة لأن تدخلهم سيشكل عائقا من الداخل والخارج".

قادة الصهيونية، ومنهم دافيد بن غوريون، الذين أسسوا الدولة والذين معظمهم جاءوا من دول غير ديمقراطية أو شبه ديمقراطية، عرفوا كتابات هرتسل وتبنوا التوصيات والافكار التي عرضها في كتابه. من توقع قيام الدولة، تحدث عن دولة علمانية، متحررة، حديثة، ديمقراطية ومساواتية. وكل هذه المعايير توجد ايضا في وثيقة الاستقلال. مع ذلك، عند تأسيس الدولة تحت ضغط الحرب، الوضع الاقتصادي الصعب، الحاجة الى معالجة احتياجات الهجرة الكبيرة والحاجة الى توطين المناطق الحدودية لدولة اسرائيل، والمشكلات الاخرى – اتخذت قرارات خاطئة، شيء ما تشوش، ودولة اسرائيل تعاني من هذه الاخطاء الآن أكثر من أي وقت آخر، والدليل على ذلك هو الحملات الانتخابية الاخيرة للكنيست. المقاربة البرلمانية التي فيها الحكومة مسؤولة امام البرلمان.