محللون يعلقون..

"مبادرة الفصائل".. إعلامية مؤقتة ولن ترى النور لهذه الأسباب

الساعة 06:54 م|21 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

تحاول الفصائل الفلسطينية من جديد تحريك ملف المصالحة وانهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس من خلال طرح مبادرة جديدة تستند للاتفاقيات السابقة التي وقعت عليها الحركتين برعاية مصرية إلا أن المبادرة الجديدة تختلف عن المبادرات السابقة من حيث تحديد جدول زمني من أجل تنفيذها كاملة.

محللان سياسيان أكدا أن المبادرة الجديدة لن تتقدم أي خطوة إلى الأمام ولن تحرك ملف المصالحة قيد أنملة، لأنها بحاجة إلى دعم خارجي وضغط شعبي على الطرفين، لكنهما –المحللان- قدما شكرهما لتلك الفصائل الفلسطيني التي حاولت مبادرتها تفعيل وتحريك الملف اعلاميًا.

ويرى المحللان في تصريحات لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن إزالة العقبات السابقة التي تقف عائقًا أمام ملف المصالحة هي الخيار الأول لتحريك ملف المصالحة من جديد، إضافة إلى الاتفاق على جدول زمني محدد لتطبيق الاتفاقيات السابقة.

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، يرى أن الفصائل تعلم جيدًا أن انهاء مشكلة الانقسام لا تحتاج إلى مبادرات جديدة نظرية بل تحتاج إلى عمل وحراك شعبي يضغط على الطرفين.

وقال: "نظريًا قد تكون المبادرة الجديدة مقبولة لمن يقرأها، لكنها لن تصل إلى المطلوب وهو تفعيل ملف انهاء الانقسام، فهي مبادرة إعلامية مؤقتة ستنتهي في وقت قريب ولن تحقق أي شيء لأبناء شعبنا".

وأضاف: "الحل الوحيد الذي يمكن أن تقدمه الفصائل هو أن تقوم بممارسة ضغط شعبي على الطرفين سواء في الضفة أو غزة"ـ مشيرًا إلى أن حركة فتح استبقت الأحداث وردت مباشرة على المبادرة قائلة: "لسنا بحاجة إلى مبادرات جديدة" بمعنى أنها تصر على موقفها لتطبيق اتفاقية 2017 فقط" وهذا الأمر غير مقبول لحركة حماس التي تتمسك أيضًا باتفاقية 2011.

وأوضح إلى أنه كلما زاد الوقت كلما شهدت الأمور أكثر تعقيدًا في ملف انهاء الانقسام.

وفي حال تجاوبت مصر مع المبادرة قال: "الجانب المصري استمع لمواقف الطرفين واصرارهما على مواقفهما السابقة بالتمسك باتفاقيات معينة، لذلك فعندما تسمع مصر هذه المواقف فهي بالتأكيد تقول: "أن المبادرة غير مناسبة لتحريك الوضع".

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أن مبادرة الفصائل لإنهاء الانقسام شكل من أشكال الحراك الوطني من أجل الاسهام لمغادرة الانقسام، وهي تستند على كافة المبادرات السابقة والتي حظيت باهتمام الجانب المصري بشكل كبير جدًا.

ويعتقد الكاتب حبيب في تصريح لفلسطين اليوم، أنه رغم الجدول الزمني الذي يميز هذه المبادرة عن غيرها إلا أن عدم إزالة العقبات والأسباب التي حالت دون نجاح المبادرات السابقة لن ينفع ولن يمكن هذه المبادرة الجديدة من تحريك ملف المصالحة قيد أنملة.

وأوضح أنه دون تدخلات إقليمية وعربية بالشأن الفلسطيني وضغوط من هنا وهناك لا اعتقد أن تتقدم المصالحة خطوة واحدة إلى الأمام، مشيرًا إلى أن المبادرة الجديدة لن تضيف شيء ولن تجد الحلول.

المبادرة الجديدة تتكون من 4 نقاط رئيسية وفقًا لما كشفه عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض لوكالة فلسطين اليوم الإخبارية في وقت سابق والنقاط الرئيسية هي:-

1/ تقدير الجهود المصرية المبذولة لاستعادة الوحدة وانهاء الانقسام الفلسطيني

2/ اعتبار جميع الاتفاقات الموقعة منذ عام 2005 حتى عام 2017 جميعها مرجعية لاتفاق المصالحة.

3/ عقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل ولجنة تطوير وتفعيل منظمة التحرير للاتفاق على جدول زمني يتناول المرحلة الانتقالية التي تمتد إلى عام من أكتوبر حتى يوليو القادم، والمرحلة الانتقالية يجري فيها تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتُبحث آلية عملها وآليات تسلمها لمهماتها وتهيئة المناخات الداخلية بوقف الاعتقالات ووقف التراشق الإعلامي ووقف أي إجراءات تمس حياة المواطنين، وآليات الانتخابات الشاملة على قاعدة التمثيل النسبي الكامل

4/ المسالة الأخيرة من المبادرة هو منظمة التحرير الفلسطينية وسبل تنفيذ الاتفاقيات المعقودة بشأنها.

محللان سياسيان يعتقدان أن المبادرة الفصائلية الجديدة ولدت ميتة لعدم توفر الإرادة بين الطرفين وعدم إزالة المعيقات التي كانت تعرقل تقدم المبادرات السابقة، متوقعان أن نجاح هذه المبادرة يحتاج إلى دعم شعبي قوي من كافة أبناء شعبنا وذلك بالخروج إلى الميادين العامة سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة.

ويرى المحللان في تصريحات منفصلة لفلسطين اليوم الإخبارية، أن المبادرة الجديدة هي شكل من أشكال الحراك الوطني من أجل الاسهام في مغادرة مربع الانقسام، وقد أشار أحدهما أن المبادرة فقط لرفع العتب عن الفصائل أمام الشعب الفلسطيني.

 

كلمات دلالية