شهدت تطورات وتحولات ومخاطر كبيرة

تحليل "المشهد قاتم" 7 سيناريوهات متوقعة بعد "انتخابات الكنيست"

الساعة 04:42 م|18 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

تشهد "إسرائيل" –الأراضي المحتلة- حالة من الغليان الانتخابي والترقب والانتظار المر بين الأحزاب الإسرائيلية خاصة حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو بعد فرز ما يقارب من 93% من الأصوات والتي رجحت كفة المعارضة التي يترأسها بيني غانتس بفارق مقعدٍ واحد فقط.

مختصون في الشأن الإسرائيلي قدموا العديد من السيناريوهات المتوقعة في الأيام القادمة قبل اصدار النتائج الرسمية المقررة الأحد القادم، وأكدوا أن الباب مفتوح لجميع الاحتمالات والسيناريوهات مفتوحة.

ويرى المختصون في تصريحات لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن الانتخابات الحالية شهدت تطورات وتحولات ومخاطر كبيرة، فقد تطور العرب وحصلوا على مقعد إضافي على حساب الليكود، إضافة إلى أن شهدت عودة قوية لافغدور ليبرمان الذي تحول إلى "بيضة القبان" في تشكيل الحكومة القادمة.

وأوضح مختص في الشأن الإسرائيلي إلى أن استمرار المشهد الإسرائيلي الحالي كما هو يدلل على وجود حالة من الكراهية والحقد والبغض لدى المستوطنين الإسرائيليين تجاه بعضهم البعض، مشيرًا إلى أن إسرائيل تخشى التصادم بين عناصر الأحزاب المتصارعة.

ومن المتوقع أن يطلب رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي رؤوفين ريفلن يوم الأحد القادم من الأحزاب الإسرائيلية تشكيل الحكومة.

المختص في الشأن الإسرائيلي محمد مصالحة يرى أن النتائج الأولية غير الرسمية لانتخابات الكنيست الإسرائيلي تدلل على سيطرة المشهد القاتم في الشارع الإسرائيلي كما أنها تدلل على تطور كبير لصالح القائمة العربية المشتركة التي تقدمت مقعدًا على حساب الليكود.

وتوقع مصالحة في تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن ما يتم تداوله من نتائج يشير إلى انقلاب كبير في المعسكرات اليمينية الإسرائيلية لصالح اليسار والقائمة العربية المشتركة.

واستبعد مصالحة توجه الاحتلال الإسرائيلي لانتخابات ثالثة في حال عدم قدرة الأحزاب الفائزة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الانتخابات أنهكت الشارع الإسرائيلي وعززت حالة الكره والحقد بين عناصر المعسكرات الإسرائيلية.

وعن مصير نتنياهو قال: "نتنياهو الآن يقف على قدم واحدة بعد سقوط قدمه الأولى في معركة الأصوات، وهذا سيكلف نتنياهو كثيرًا خاصة بعد الحديث عن وجود تصدعات في حزب الليكود الذي يترأسه نتنياهو.

وأشار إلى أن استمرار التعادل بين حزب الليكود وأزرق أبيض وعدم قدرتهم على تشكيل الحكومة سيكون له تداعيات خطيرة على الاحتلال الإسرائيلي وذلك من خلال تعزيز الانقسام والشرذمة والكراهية والحقد وربما يتحول إلى صراع جسدي يروح ضحيته المئات" كما يقول مصالحة.

وأضاف: "ليس من السهل توقع السيناريوهات الموجودة فإسرائيل اليوم قد تُحدث سيناريوهات غريبة جدًا لن يتوقعها أحد، فربما يتحالف نتنياهو وغانتس لتشكيل الحكومة ولكن الأمر لن يسكون سهلًا والمشكلة ستقع على من سيكون رئيس الوزراء؟".

من جهته يرى المختص في الشأن الإسرائيلي محمد حمادة، أن النتائج الأولية لانتخابات الكنيست تدلل على أن المأزق السياسي الإسرائيلي لا يزال قائمًا والمشهد أصبح أكثر ضبابية في "دولة الاحتلال الإسرائيلي كالانتخابات التي جرت في شهر ابريل الماضي.

وأوضح حمادة في تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخباري" أن كافة السيناريوهات والخيارات مفتوحة أمام الأحزاب الإسرائيلي، مؤكدًا أن النتائج الأولية للانتخابات أعادت رئيس حزب إسرائيل بيتنا افغدور ليبرمان إلى المشهد السياسي بشكل قوي جدًا وأصبح "بيضة القبان" لتشكيل حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال: "تشكيل حكومة الاحتلال ليس بالأمر السهل وليس محسومًا بين الأحزاب المتنازعة، والسيناريوهات المتوقعة إما ان يتحالف نتنياهو مع ليبرمان وبعض الأحزاب اليمينية لتشكيل الحكومة وإما أن يتجه ليبرمان مع غانتس لتشكيل الحكومة".

وأشار إلى أن السيناريو غير المتوقع ان يتوحد غانتس ونتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية، حينها سينضم ليبرمان إلى تلك الحكومة رغم عنه، ومن السيناريوهات المطروحة أن يتحالف غانتس مع القائمة العربية المشتركة لتشكيل حكومته، معتقدًا أن هذا الطرح بعيد المنال خاصة وأن إسرائيل أن يمتلك العرب أسرار دولتهم المزعومة.

ويرى أن السيناريو الثالث من بين السيناريوهات هو العودة إلى انتخابات ثالثة وهذا سيكلف "إسرائيل" كثيرًا، لافتًا إلى عدم وجود سيناريو قوي بين كافة السيناريوهات المطروحة والمحتملة.

المحلل السياسي في صحيفة "اسرائيل اليوم" ماتي توخفيلد قدم 7 سيناريوهات في حال استمر التعادل بين الأحزاب الإسرائيلية في انتخابات الكنيست وهي على النحو التالي وفقًا لما تم ترجمته حرفيًأ:-

1. الحسم بين الكتلتين

مثلما في الانتخابات السابقة، هكذا الان ايضا، يحاول قائدا الحزبين الكبيرين أن يجترفا اليهما معظم الاصوات بدعوى أن حجم الحزب هو الذي سيقرر من يشكل الحكومة وبالمقابل تدعي الاحزاب التي تسير في المدار، سواء من اليمين ام من اليسار، بان حجم الكتلة هو الذي يقرر.

في حالة الحسم في الكتلتين، فان مسألة الحزب الكبير تكون بالفعل عديمة المعنى، مثلما تدعي الاحزاب الصغيرة. ولكن في حالة عدم وجود حسم واي من المرشحين لا يحصل على اغلبية 61 نائبا يوصون به، فان رئيس دولة الاحتلال كفيل بان يكلف بمهامة تشكيل الحكومة المرشح الذي حصل على اغلبية المقاعد، ومنحه الحق الاول في تشكيل الائتلاف.

وفي حالة حصول نتنياهو على 61 مقعدا فأكثر لكتلة اليمين، بدون ليبرمان، يمكن لنتنياهو ليس فقط أن ينال تكليف الرئيس بل عمليا سيكون له ائتلاف جاهز. وبعد استكمال الاتفاقات الائتلافية وتوزيع الحقائب، يمكن لرئيس الوزراء أن ينال الاغلبية في الكنيست لأداء حكومته اليمين القانونية. ولكن في حالة حصول كتلة اليسار على الاغلبية في الكنيست وفي حالة انضمام هذه الاغلبية الى كتلة مانعة لإسقاط نتنياهو، سيتلقى بني غانتس التفويض لتشكيل الحكومة ولكن دون أن يكون له ائتلاف جاهز حقا.

2. لا حسم في الكتلتين

وبالتالي، في حالة عدم الحسم بين الكتلتين، او في حالة الاغلبية لكتلة اليسار، فان السبيل الوحيد لتشكيل الحكومة سيكون من خلال خرق تعهدات المحافل السياسية، مثلما سمعناها في الاشهر الثلاثة الاخيرة. والا سنخوض حملة انتخابات ثالثة.

3. حل أزرق أبيض

امكانية اخرى امام نتنياهو هي محاولة حل أو تفكيك ازرق ابيض، وضم بني غانتس وممثلي حصانة لإسرائيل الى الائتلاف هكذا فقط يمكن لنتنياهو ان يحاول اقناع كل الحزب للانضمام، ولكن يبدو ان معارضة يئير لبيد وبوغي يعلون شديدة من أن يسمحا بإقناعهما خلاف ذلك.

4. ليبرمان في الائتلاف

امكانية اخرى وان كانت اضعف، هي محاولة اعادة الابن الضائع افيغدور ليبرمان الى البيت، الى دوائر اليمين، وضمه الى الائتلاف. العلاقات الشخصية بين الرجلين، وبين ليبرمان والكتل الاصولية في الدرك الاسفل، ولكن غير مرة تفوق الاضطرارات السياسية في نهاية المطاف كل اعتبار آخر.

كل هذه سيناريوهات لا يتخلى فيها نتنياهو عن قاعدته، أي عن احزاب اليمين والاصوليين كاساس للائتلاف. ولكن محظور استبعاد امكانية أن تجبر اضطرارات سياسية الى التنازل عن عنصر أو اثنين من اجل ان يرتبط بائتلاف بديل، مثل حكومة وحدة مع ازرق ابيض وليبرمان.

5. الليكود بدون نتنياهو

السيناريو الاقل احتمالا هو ان يخلي نتنياهو مكانه ويترك الليكود ليواجه موضوع المفاوضات الائتلافية مع أزرق أبيض، وهم الذين رفضوا نتنياهو بشكل شخصي. كما أن السيناريو الذي يطيح فيه الليكود بنتنياهو كي يسمح بتشكيل ائتلاف يبدو الان مستبعدا حتى اكثر من ذلك.

في حالة تلقي غانتس التكليف بتشكيل الحكومة، ستكون مهامته اصعب واكثر تعقيدا بكثير. فالائتلاف المفضل بالنسبة لغانتس هو مع الليكود بدون نتنياهو. والتقدير هو أن غانتس سيتخلى عن استقالة نتنياهو اذا انضم الليكود الى الائتلاف. ولكن كي يحصل هذا، سيتعين عليه أن يقنع رئيس الوزراء بانه في حالة فشله واعادة التكليف، ذات الفشل بالضبط سيكون متوقعا لنتنياهو ايضا هكذا بحيث أنه ليس لديه ما يتوقعه من سقوط غانتس.

في حالة توصل الاثنين الى الاستنتاج بان ليس لهما ائتلاف منفرد، يحتمل أن يكون هذا الاساس للتعاون بين أزرق أبيض والليكود. سيكون هذا ايضا المفتاح للمطالبة بالتداول من جانب بني غانتس، كشرط للارتباط.

6. أزرق أبيض والاصوليون

في حالة عدم موافقة الليكود يمكن لغانتس أن يحاول ان يضم الى الائتلاف الكتل الاستيطانية ومحافل في حزب يمينه، مثل اليمين الجديد بدون البيت اليهودي والاتحاد الوطني. ليس مؤكدا ان من ناحية عددية هذا سيكفي، وليس واضحا كم سيصمد الائتلاف الذي يضم الاصوليون وليبرمان، وكذا المعسكر الديمقراطي واليمين الجديد.

7. حملة انتخابات اخرى

 

في حالة عدم توفر الحسم وتمترس كل طرف في مواقفه، وعدم خرقه تعهداته وبالمقابل عدم نجاحه في اقناع نواب افراد او اجزاء من الكتل للانضمام، ستجر الدولة الى حملة انتخابات ثالثة في غضون سنة. ما يبقينا مع اعصاب صعبة ويبقي الدولة مع أزمة دستورية على نمط العالم الثالث.

 

 

كلمات دلالية